14 / 05 / 2020, 47 : 06 PM
|
|
مؤسس الموقع
|
كاتب الموضوع
:
SALMAN
المنتدى :
مقالات صحفية 2011-2019 |
تاريخ التسجيل |
العضوية |
الدولة |
المشاركات |
بمعدل |
المواضيع |
الردود |
معدل التقييم |
نقاط التقييم |
قوة التقييم |
14 / 03 / 2005 |
1 |
المكتبة |
7,620 |
1.05 يوميا |
|
|
394 |
10 |
|
|
|
|
رد: الأوصياء الجدد
الأوصياء الجدد (3)
نجوى هاشم
عندما تذوب المجتمعات داخل دائرة أن كثيراً من أفرادها كلّ وصيّ على كله تدخل الأمور في دائرة الكارثية وتعيق هذه الوصاية حرية الشخص في اختياراته أو ماذا يريد؟ أو ماذا يفعل رغم ان هذه الحقوق طبيعية، ومصرح بها، ولا تتعارض مع القوانين، أو الانظمة، وتدخل في نطاق حريته الشخصية التي ينبغي احترامها وعدم تجاهلها.
سأتطرق معكم لبعض الصور الاعتيادية التي نمارسها كل يوم ونرى انها حق من حقوقنا وانها أمور طبيعية ولا تخضع الشخص لسلطة القانون.
ولكن قبل أن اطرح هذه الصور الهامشية والمعتادة، واليومية، اسأل: لماذا نحن شعب دائماً عيوننا طائرة في الآخرين، أو بمعنى آخر هوايتنا البصبصة على الآخر، النظر إلى الآخر، التدقيق فيه؟
لماذا هذه النشأة؟ وهذا السلوك المحاصر للآخرين والذي لا يخرج عن سوء الظن بالآخر وما ينبني عليه.
ماهذا الفضول الذي يتلبس الناس نساءً ورجالاً وحتى الأطفال دون أي وقفة مع النفس بأن هذه ممارسة خاطئة، أو لا تليق بالمسلم أولاً؟
لماذا لا تتوقف عند اعتبارات أهمها أن هذا لا يجوز على الإطلاق؟ وأن هذه المضايقة التي تتعرض لها النساء احياناً لا تليق وتتعدى حدود المعقول.
نساء يمشين على سور الممشى يتعرضن وهن في كامل الاحتشام للمعاكسات والفضول، والتعليقات السخيفة، وامتهان الكرامة من شباب فقدوا الاحساس بأن هذه المرأة قد تكون امهم أو أختهم أو بنتهم ذات يوم.
قمة الوقاحة في التلفظ بألفاظ قاسية وسوقية دون مبرر، والمصيبة إن ردت المرأة دفاعاً عن نفسها ستجد ما هو أعنف وأوقح من التعدي والاتهام بالفجور وقلة الأدب، وعدم احترامها لنفسها، لأنها سمحت لها بالخروج لممارسة الرياضة التي لم تكن محرمة ذات يوم.
آخرون يلوذون بالصمت، يتابعون الآخرين ايضاً بالنظرات، والتعليقات مع من معهم من هذا؟ من هذه؟ وش تشتغل؟ وش قلعتها؟ ويش يرجعون؟ ومنذ متى يأتون إلى هنا؟ انشغال بأمور عديدة لا تعني أي أحد منهم؟ ولا تلزم الآخر بالاعتناء بها.
ولماذا نحاصر دائماً بكلمة أعتقد؟ أنا متأكد أن فلاناً كذا؟
وما حدود حرية كل منا نحو الآخر؟ وهل يحق لنا التدخل في شؤون من لا يعنينا؟
رجال يتوقفون بسياراتهم للمعاكسة، وسلوكيات لا تخرج عن نطاق الفضول والتجسس على الآخر.
في الأسواق وما ادراك ما الأسواق كانت معي صديقة وقابلنا اخرى في مركز تجاري، ونحن نتسوق لاحظت انها تعلق كثيراً على ما يجري في السوق وتلاحظ كل شيء، وتسيء الظن بكل شيء، مر رجل ممسكاً بيد امرأة، فتحدت ان تكون زوجته لأن الزوج لا يمسك يد زوجته بل هي... فجأة لاحظت ان شخصاً ما يقف هناك تعاكسه امرأة ما وتؤشر له، طلبتُ منها ان تتحرك وإلا تركتها مع صديقتي، اجابت ان متعة السوق في هذه الملاحظة.
شباب آخرون ورجال يتجولون دون مبرر، أو حتى رغبة في الشراء سوى المراقبة والفضول والاصطياد إن تيسر.
نظام مرير وغريب ينشأ عليه الاطفال، فهذا طفل تقول إنه كان معها في السوق وفجأة قال لها: امي الحرمة التي كانت قاعدة هنا (علماً انها لا تعرفها) وكانت متغطية قامت وقام الرجل ذاك وراها.. أي رجل لا تعرف.
نتخيل هذا الطفل قد بدأ مشوار المراقبة والمتابعة.
رجل يكلم أحداً ما أو امرأة تكلم احداً ما وبطريقة هادئة ورقيقة دون أن تسمع منها ما يسيء، ربما في العمل، الاجابة الجاهزة، أن هذه المرأة أو الرجل من المؤكد ليس خالياً ولديه شيء ما.
في السيارة وعندما تتوقف امام اشارة وبها نساء ولتلتفت احداهن فستجد العجب من خلال الرؤوس الممتدة للبحث عما بداخل السيارة من بشر أو حجر، حتى نساء وليس رجال فقط، الكل متعجب يريد أن يرى المستور والذي يختفي خلف الزجاج والمرأة أيضاً يعجبها هذا التخفي وهذا الالتباس فتمعن فيه، وان اعطت احياناً اشارة تكثيف الغموض.
انها ديناميكية المد والجزر الفضولي، والتجسس الذي يسري في العروق.
آخر الصور امرأة قابلتها منذ ايام قالت لي إن فلانة متزوجة مسيار، سألتها كيف عرفت وانا بالصدفة اكتب هذه السلسلة، قالت: ما أعرف شكيت في أن زوجها يأتيها فقط من العصر إلى بعد العشاء. وعندما سألتها: هل راقبتيه في العمارة، قالت نعم: أنا وزوجي نتبادل المراقبة، والحارس كلف بالمهمة، وجارتي الأخرى وزوجها ولكن المرأة رفضت الاعتراف أنه مسيار.
المصيبة هنا: ماذا تعني هذه الفضولية كونه مسياراً، أو زواجاً متكاملاً؟
لماذا تقوم بهذه المهمة التي لا تعنيها؟
ولماذا يكثر الشك كما يقول احدهم حيث تقل المعرفة؟
(يتبع بعد غد)
الأوصياء الجدد
نجوى هاشم
عندما ينقل أحدهم لك إشاعة، أو مصيبة أحد، أوحش في أحد، أو اتهام لأحد أو حكم قاس على أحد، أو نميمة في أحد، ماذا ستقول؟ مبدئياً سوف تستمع، وقليل من هؤلاء المستمعين من سيقول: يا لطيف مثلاً، أو الله يستر على عباده، وغالبية منهم ستقول أكيد، صار، حقيقي، وستسارع للتبليغ والنشر رغم أن هذه الحكاية قد تكون مفبركة، أو منقوصة، أو ذات وجوه متعددة.
يقول الله سبحانه وتعالى (لولا إذا سمعتموه ظن المؤمنينون والمؤمنات بأنفسهم خيراً).
ولذلك لا يجوز تصديق الوشاة في اتهامهم للأشخاص، ولا يجوز قبول اتهام شخص لآخر بأنه وقع في منكر، بل لا بد من المبادرة إلى تكذيبةه، ولو كان الواشي ثقة عدلاً في نفسه.
المشكلة أن من يريد أن يتحرر عليه أن يتحرر كما قال ميخائيل نعيمة.
والمشكلة أيضاً أن أسوأ أخطائنا أن ننشغل بأخطاء الآخرين بغفلة وارتباك دون أي محاولة لمواجهة النفس، والوقوف أمامها.
هل لأننا نفتقد الشجاعة على المستوى الشخصي؟
هل لأننا نجهل حدودنا وحدود خصوصية الآخرين؟
هل لأننا نرتكب أكبر خطأ كما يقول أحدهم عندما نرى أنفسنا منزهين عن الخطأ؟
هل لأننا نخاف من الحقيقة لأننا أدمنا خطورة الخطأ، وارتبطنا بمفرداته؟
هل لأننا مجتمع قائم على الفضول كوجبة رئيسية، وقد تتعدى لتكون كل الوجبات؟
أحياناً يتوقف أحدهم، ليتابع آخرين يعبرون، أو بشراً يتخانقون؟ أو بشراً يغادرون مكاناً ما، يعطل أعماله ليراقب هؤلاء ويبني بطريقته استنتاجاته؟
هذه الاستنتاجات في الغالب وإن صحت لا تخرج عن نطاق التوقف وتعطيل الزمن، وامتهانه لمصلحة تلفيق لحكاية مرتجلة.
في أخطر الأحوال يقول أحدهم إن أعظم النتائج تتوقف على أتفه الأمور.
ولكن لماذا ننتهك خصوصيات بعضنا! باعتياد يومي.
يقول ارسطو (إذا كانت العادة طبيعة ثانية، فإن الطبيعة عادة أولى).
نسعد دائماً بكسر حدود الآخر وانتهاك حقوقه وسلبها دون رضاه، كلما استطعنا ذلك.
نجهل أنفسنا تماماً ونتحول إلى ناصحين لغيرنا، لأن النصيحة في الغالب أسهل كثيراً من أن نحاول معرفة أنفسنا. ولأن النصيحة كما قال أحدهم لا تكلف شيئاً والجميع قادرون على إسدائها. ولكن قليلون هم من يتقبلونها. وأكثرية هم من يقدمونها.
امرأة اعرفها في الخمسين من عمرها توفي زوجها منذ ثلاثة أعوام وتقدم لها شخص أصغر منها، ومن جنسية غير سعودية، ماذا حصل؟
كل من حولها في العمل هاجوا، وماجوا عليها، وتحولوا إلى أوصياء؟ أبناؤها في المنزل الذين ربتهم وبنت لهم لم منزلاً وكانت هي الأم والأب تحولوا إلى أوصياء رغم أن أربعة منهم قد عملوا؟ أهلها تحولوا إلى أوصياء وقاطعوها قبل أن تتزوج.
فرضت عليها وصاية مثلثة من الجميع: لماذا لا تتزوجين من ربعك؟ من أهلك؟ من جماعتك؟ لماذا هذا الشخص؟ سوف ينهبك؟ يسرقك؟ أقل منك؟ لماذا ستتزوجين أصلاً؟
ربي الأيتام؟ يكفي ما أخذتيه من الحياة؟ تقول صديقتي لا اعرف لماذا بعد أن تحدثت معها شعرت أنني ناقشت موضوعاً لا يعنيني بتحريض من الآخرين حولي
قالت المرأة انها ستكتب ما معها لأولادها، وفي المقابل ستتمتع بما تبقى لها من الحياة، ستعطي هذا الرجل وستأخذ منه.
وصلت الأمور إلى حد ممارسة الضغوط رغم أن هذه المرأة لا تعنيهم في شيء مجرد زميلة ومشكلتها انها قالت انها سوف تتزوج. تحولت قضيتها على مائدة دسمة للحديث والحش والتدخلات.
رفض الجميع اختيارها رغم انهم لا يملكون حق الرفض ولكن ملكوا أنفسهم حق الوصاية، اساءوا الظن بها من منطلق انها سوف تترك أبناءها وستصرف على رجل آخر وبصرف النظر ما هي النتائج! أو ما صحة مثل هذه الاعتبارات، فالجميع لا يملك حق التدخل، وحتى أهلها عليهم بالنصح والمساسية والإقناع، وليس القطيعة لامرأة تعدت الخمسين ولن يكون بمقدورها إقناع الآخرين بأنها على صواب، أو حتى من حقها أن تخوض التجربة.
علينا أن نرفع أيدينا عن الآخرين، عن من حولنا، لنبتعد عن الوصاية على حقوق الغير في الحياة، على رغباتهم الطبيعية، وماذا يريدون؟
لنعرف أن حدود حريتنا تنتهي حين تبدأ حرية الغير!!
وأن كل إنسان حر أن يعمل ما يريد شرط أن لا يتعدى حرية الآخرين كما قال سبنسر!!
وأن الإنسان في الأصل خُلق حراً ولكننا نراه مكبلاً بالقيود في كل مكان (جان جاك روسو)!!
وأننا لا بد أن نتصدى لكل الأوصياء علينا!!
وأن نعترف أن هؤلاء الذين يحرمون الآخرين حريتهم لا يستحقون هم أيضاً الحرية.
وأن من حقنا أن نفعل ما نشاء ضمن القوانين وعدم التعدي على الآخر!!
توقيع : SALMAN |
إذا خسرناك عضو فلا تجعلنا نخسرك زائر
الإرادة بركان لا تنبت على فوهته أعشاب التردد
حيــــــــــــــــــــــــــــــاكم الله في حسابي على تويتر :
SALMANR2012@ |
|