ملتقى النخبة - عرض مشاركة واحدة - بخلاؤنا وبخلاء الجاحظ
الموضوع
:
بخلاؤنا وبخلاء الجاحظ
عرض مشاركة واحدة
المشاركة رقم:
1
03 / 06 / 2020, 04 : 11 AM
SALMAN
مؤسس الموقع
المنتدى :
مقالات صحفية 2011-2019
تاريخ التسجيل
العضوية
الدولة
المشاركات
بمعدل
المواضيع
الردود
معدل التقييم
نقاط التقييم
قوة التقييم
14 / 03 / 2005
1
المكتبة
7,631
1.04 يوميا
397
10
بخلاؤنا وبخلاء الجاحظ
بخلاؤنا وبخلاء الجاحظ
شريـفة الشـملان
ليس بين بخلاء الجاحظ وبخلائنا صلة عن قرب أو بعد ، بخلاء الجاحظ ممتعون يرسمون بسمة على شفاهنا .. ومتمتعون ببخلهم وزمانهم ، وكل قصة من قصصهم ممكن أن نستلهم منها قصصاً لطيفة ، وحكايات ، وقد نفلسفها ، لغة سهلة غير كلفة ، كأنها كتبت لكل زمان ..والجاحظ الذي أضاء سماء اللغة العربية بكثير من أعماله اللغوية والأدبية ،البيان والتبين ، الحيوان .وغيرها، لكنه جعل أقربها للإنسان العادي هو كتابه (البخلاء ).
بخلاء الجاحظ بخلهم بالمال فقط ، لا يجودون به لكن ممكن أن يجودوا بابتسامة وضحكة وبكلمة طيبة ، وهذا يجعلهم يتصدقون من غير خسران .. ربما يفشون السلام ،وقد يردونه بأحسن منه ،وهناك قصص تشير لذلك ، بخلاء الجاحظ ممتعون ، عثر عليهم أو تخيل بعضهم بمدينة (مرو )عاصمة خرسان . كتبهم ابن البصرة ، والبصرة مشهورة بالكرم ، لذا هم مختلفون عن أهلها ، المدينة التي جاد الله عليها بالماء الوفير والنخل الذي هو كالأم يعطي بكل وقت ! وبكل جزء منه ، ولا ينتظر رد الجميل ، حتى السقيا من رب العالمين ، مطرا أو مدًا من شط العرب ، وعندما تبعد عنه تمد جذورا لقاع الأرض حيث الماء ، سماده منه وفيه ، ما يتساقط منه يسمده .. لذا كان أهل البصرة كالنخل معطاء ، فبرز بخلاء مرو غريبين عنه ، فخط قلم الجاحظ فيهم فضحاً غير مأمون العواقب ..وأمتعنا معهم ..
بخلاؤنا نوع آخر يبخلون بالسهل المجاني ولو كان ماء لمنعوه ،وبخلهم على أنفسهم ، فهم لا يحبون الصدقات المجانية ، الابتسامة ثقل عليهم . لذا يتجهمون ، وإذا وجدوا من هو يبتسم عجبوا .. لماذا يبتسم ؟ .. وهؤلاء نجدهم في كثير من الأماكن خاصة وعامة ،. حتى لو كانت العلاقة تكاملية معهم . وهناك من يتجهم للتجهم ذاته وكأن لا شيء من النعم التي حولنا تستحق الرضا بما في ذلك قدرتنا على تولي أمورنا بأنفسنا ، وكون ربنا متعنا بصبح آخر قد نكسب به حسنات ، فلا يريدون كسبها بابتسامة ،أو كلمة طيبة يصيبهم أجرها حيث تريح متلقيها . فهي شيء يكون حلماً بعيد المنال من هذا البخيل! .. ممكن أن تجد من يزاحمنا عند المحاسب في الأسواق المركزية أو يضرب بعربته دون اعتذار .. أو من يداهن ممرضا ليدخل عند الطبيب قبلك .. المشكلة قد نجد طبيباً في المستوصفات الأهلية يبدو متجهماً كأنك خصمت عليه راتب أسبوع لا دفعت له من جيبك أجرة قد لا يستحقها ..
البعض يرى التجهم من لوازم الكبر والتعالي، وضع يدخله في دائرة الهيبة والسمو ، وينسى أن الكبر رداء الله عز وجل ، وليس للبشر ..
البخل والعجز يجعل البعض يبخل على نفسه بأجر إماطة الأذى عن الطريق ، وقد يتسبب في سقوط أحد ..بينما لو أزاله لكسب أجراً مضاعفًا .. وكل ما يتطلب الأمر انحناءة ورفع ، حركتان لا غير ..
التجهم أكبر أنواع البخل ، وتأثيره ليس على الناس لكن على الشخص ذاته ، حيث لا يكون للسعادة باب تنفذ منه إلى ذاته .. ويكون وجهه أخذ شكلا يمنع الجمال منه .. لنتخيل فتاة جميلة تقبل وقد وضعت قناع الكبر والعبوس على وجهها ، سيذوب كل جمالها ، بينما لو أتت فتاة عادية مبتسمة مرحبة لألبسها الابتسام رداء جمال وبقيت صورتها مشرقة ..
حبس الكلمة الطيبة هو سجن لسعادة يضفيها على الآخرين دون خسارة منه . هناك من يبخل بالفرح ، وبمناسبة الفرح هناك أناس يبخلون أن يجدوك فرحاً ،فيكسروا لك فرحك ، وهم لا يختلفون عن الحساد الذين عندما يرون الناس بنعة يتمنون زوالها ..
هناك بون شاسع بين بخلائنا وبخلاء الجاحظ ، على الأقل بخلاؤه يرسمون بسمة وسعادة ،عبر قلم الجاحظ بينما بخلاؤنا يحيلون الزمن للكآبة ..بقلم وبلا قلم ... غفر الله لبخلاء الجاحظ ، وشفى بخلاءنا مما بهم ..اللهم آمين ..
توقيع :
SALMAN
إذا خسرناك عضو فلا تجعلنا نخسرك زائر
الإرادة بركان لا تنبت على فوهته أعشاب التردد
حيــــــــــــــــــــــــــــــاكم الله في حسابي على تويتر
:
SALMANR2012
@
SALMAN
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن كل مشاركات SALMAN