الأشباح لا تسكن جبل القارة
عبد العزيز العيسي - االهفوف
جريدة اليوم ـــ الأحساء
مغارة في سفح الجبل
يرتبط أهل المنطقة المحيطة بجبل القارة بعلاقة حميمة مع الجبل الذي يحمل اسم إحدى هذه القرى ، وهي قرى القارة والتويثير والدالوة والتيمية ، واعتاد الأهالي منذ زمن بعيد التنزه في سطح الجبل ، كما اعتادوا على الهروب له عند الشعور بالضيق وهو ما كان يفعله الأجداد الذين لجأوا قديما للاحتماء بالجبل هربا من السيول التي كانت تطيح بما في طريقها ، فما هي طبيعة العلاقة بين الجبل وسكان القرى المحيطة به ؟ وهل استمرت هذه العلاقة أم انقطعت ؟ وما هي حقيقة الروايات التي ترددت عن وجود أشباح تسكن في جبل القارة ؟ وكيف يمكن تنظيم الزيارات لجبل القارة بحيث يتحول إلى متنزه سياحي يقصده الزوار من داخل المملكة وخارجها ؟ هذه الأسئلة وغيرها أجابت عنها ( الاحساء اليوم ) في هذا الاستطلاع .
الهروب من الصيف
السيد حسين الصالح من سكان الدالوة يؤكد ارتباط أهل المنطقة المجاورة لجبل القارة بالجبل ، ويقول الصالح إنه يسكن في المنطقة هو وعائلته منذ أجيال ، ويشير إلى أنه يلجأ وأصدقاؤه إلى الجبل هربا من حرارة الصيف بالنظر إلى ما اشتهرت به المنطقة من برودة في الصيف والشتاء ، كما يقومون بزيارته في المناسبات والأعياد ، وينفي الصالح ما يتردد عن سكن الأشباح في الجبل أو المنطقة المحيطة به ، ويشير إلى أن الجبل مزار لكثير من سكان المنطقة على مدار العام وفي كل الأوقات . وهو ما يتفق معه ناصر التريكي وهو من سكان منطقة الدالوة أيضا ويقول إن ما يتردد عن سكن الجن والأشباح في الجبل لا أساس له من الصحة ، ويشير إلى أن الآباء والأجداد اعتادوا على استخدام سطح الجبل لنشر الأرز الحساوي الشهير ، كما اعتاد الأجداد على جمع بقايا الطيور من على سطح الجبل واستخدامها في تسميد الأراضي الزراعية ، و يشير إلى أن الجبل معروف باسم جبل القارة نسبة لقرية القارة المجاورة له ، ويضيف أن أهالي القرية اعتادوا في الماضي على الهروب للجبل من السيول التي كانت تهاجم القرية وتجرف معها الأتربة مما يؤدي إلى إغلاق مداخل البيوت وقطع الطريق ، ويوضح التريكي أن ما يتردد عن وجود أشباح في الجبل إلى أصوات الكلاب والبوم التي قد تصدر أثناء الليل ، بل ويشير التريكي إلى روايات حول وجود عين لنبي الله موسي في هذه المنطقة ، أو روايات أخرى حول لجوء أهل الكهف لجبل القارة بالرغم من تعدد الروايات في هذا المجال وبعضها يشير إلى أن أهل الكهف ظهروا في مناطق أخرى .
علاقة قديمة
أما محمد عبد الله فيقول إن علاقة سكان المنطقة بالجبل قديمة جدا وله مساحة كبيرة في قلوب أهل المنطقة ، الا أن عبد الله يشير إلى أن وتيرة الحياة شغلتهم عن عادة التنزه في الجبل ، ويضيف أن سكان قرية القارة يشعرون بالفخر عندما يشاهدون المتنزهين من مختلف المناطق وهم يقصدون الجبل للاستمتاع بمناخ المنطقة ، ويعرب عبد الله عن أمله في أن يتم عمل مصارف للسيول وحواجز على حافة الطريق لزيادة شعور زوار الجبل بالأمان .
أما موسي وناصر ويحي فهم أصدقاء تربطهم علاقة خاصة بالجبل منذ الصغر ، ويشيرون بالفخر إلى أن الجبل بالقرب من قريتهم ، كما يتذكرون أيام الصبا ومذاكرة الدروس على سفح الجبل ، ويؤكدون أن ما يصدر من أصوات لا صلة لها بالأشباح من قريب أو بعيد بل مجرد أصوات تصدر عن طيور مختلفة وتتعاظم قوتها بفعل صدي الصوت وهو السبب في الشائعات حول وجود أشباح في المنطقة . ويقول هيثم الجزيري من سكان القارة إن الجبل أصبح مرتبطا بتاريخ وتراث أهل القرية ، ويشير إلى ما قرأه في كتاب عبد الجليل الجنبي عن تاريخ الجبل وارتباطه بمدينة وسوق المشقر وهو من أشهر أسواق العرب مثله مثل عكاظ . وينفي بسام الجمير ما يتردد من روايات لا أساس لصحتها حول وجود أشباح في الجبل والمنطقة المحيطة به ، ويقول أن سكان قرية القارة وما يحيط بها من مناطق يعتبرون الجبل هو المتنفس المفضل لديهم للتنفيس عن همومهم ومشاكلهم وما قد يمر بهم من ضيق إلا أنه يعتب على البلدية لأنها لا تتخذ الإجراءات الكفيلة بوضع حد للتخلص من النفايات على سفح الجبل وهو ما يؤدي إلى تشويه المنظر الحضاري للمنطقة .
معلم حضاري
وهو نفس ما يشير إليه حسن عبد الله من التويثير ، و يقول طبعا الجبل يمثل لنا معلما حضاريا ويشكل لنا مأوى لاسيما في شهر رمضان المبارك ولشدة الحرارة كنا نحتمي بالجبل من الصباح إلى قرب أذان المغرب لبرودته المعروفه عنه والتي تشكل شيئا عجيبا وهي من قدرة الله وقد تكون علاقتنا به قد أصابها الفتور عندما جاءت الكهرباء ، ولكن أهل المنطقة لم يستطيعوا الاستغناء عن الجبل
كما يؤكد شعور الأهالي من مختلف الأعمار للحنين للجبل كذكرى دائمة ، كما يؤكد عدم صحة ما يتردد من روايات حول سكن الجان والأشباح في الجبل والمنطقة المحيطة به .
أما أحمد قاسم موظف أرامكو فيقول إن علاقة سكان المنطقة بالجبل علاقة حميمة جدا ، ويضيف أن الجبل أصبح مقصدا لزوار عدد من دول الخليج إلا أن قاسم يشير إلى قيام بعض الشباب بالتفحيط عند سفح الجبل ، كما يسبب هؤلاء الشباب الإزعاج لزوار المنطقة ، ويقترح أن يقوم المسؤولون بتنظيم مواعيد الدخول للعزاب والعوائل لإتاحة الفرصة لزوار الجبل والمنطقة المحيطة به للاستمتاع به مع الحفاظ على خصوصيتهم في نفس الوقت .