عرض مشاركة واحدة
  المشاركة رقم: 2  
قديم 30 / 06 / 2020, 27 : 12 PM
الصورة الرمزية SALMAN
SALMAN
مؤسس الموقع
كاتب الموضوع : SALMAN المنتدى : مقالات صحفية 2011-2019
تاريخ التسجيل العضوية الدولة المشاركات بمعدل المواضيع الردود معدل التقييم نقاط التقييم قوة التقييم
14 / 03 / 2005 1 المكتبة 7,623 1.05 يوميا 395 10 SALMAN is on a distinguished road
SALMAN غير متصل

رد: الإنسان بما ينضاف إليه تلقائيّاً أو قصداً

وليس العجيب مضاعفة قدرة حاسة موجودة تعويضاً عن فقدان حاسة أخرى كما هي حالة العميان الذين يكتسبون إحساساً قوياً بالمجال تعويضاً عن حاسة البصر المفقودة ولكن بعض المعاقين جسدياً تدفعهم الرغبة في التفوق وإثبات الذات إلى اكتساب مهارات جسدية عجيبة رغم أن إعاقتهم جسدية أيضاً فالشاب الهندي (ونود كنا) وُلد من دون ساقين فلم يكتف بتطوير قدراته الذهنية وإنما دفعه التحدي إلى البزوغ في مهارة جسدية مضادة تماماً للإعاقة فبرز كراقص مثير حتى اكتسب كما علقت بعض الصحف لقب: «الراقص العظيم لأنه اجتاز حاجز المجتمع والزمن بإرادته القوية) وليس المهم نوع المهارة التي برع فيها وإنما المهم العبرة منها وهي أن الإنسان يختزن قابليات هائلة مذخورة تنتظر التحريك والإبراز والاستثمار في أي مجال يستغرق الاهتمام..
إن الاهتمام القوي المستغرق المصحوب بالتعّلم والتدريب والمران والمثابرة يصنع الخوارق سواء على المستوى الذهني أو الجسدي ففي مصر يوجد رجل يُعرف بلقب (الرجل المطاطي) واسمه حامد إبراهيم وقد اكتسب شهرة عالمية فمنحته الصين جائزة لقدراته الفائقة فلقد مرَّن جسده منذ الصغر واستمر في تمارينه حتى بات جسمه أشبه بقطعة قماش يطويه فيتكور في حيز صغير جداً ويمط جسده ويضغطه ليجعله شديد الضمور فيدخل من فرجة صغيرة ضيقة وقد قام وهو في الستين من عمره بالوقوف على رأسه مقلوب الجسم تماماً على حافة برج القاهرة بارتفاعه الشاهق وبقي واقفاً واثقاً مقلوباً ورجلاه إلى أعلى عند حافة البرج وتحته هاوية مخيفة لكن تشبعه بالمران منحه هذه المهارة فتشبَّع بهذه الجسارة فهو يتحكم بأشكال عديدة مثيرة ويأتي بحركات خارقة مذهلة ويعود كل ذلك إلى أنه استثمر قابلية جسده مبكراً فروَّضه ليكون طيّعاً يستجيب له كيفما شاء..
إن قابليات الإنسان المطواعة تتيح له أن يقلب العاهة إلى مزية وربما أن أكثر القراء يعرفون قصة الخطيب العالمي الأشهر (ديموستين) فقد كان كما قيل: «نموذجاً فريداً للخطيب العبقري في كل زمان ومكان فقد كانت حياته أسطورة» والمهم أن هذه القدرة الفريدة الاستثنائية لم تكن موهبة طبيعية تلقائية فيه بل بالعكس كان في الأصل متلعثماً مضطرب الكلام فصمم على أن يحيل هذه العاهة إلى ضدها فتمكن من تحقيق طموحه وأنجزه بمنتهى الجدارة والتفوق حتى صار مضرب المثل في الخطابة خلال التاريخ الإنساني كله وهذا شاهد من شواهد لا حصر لها تؤكد أن قابليات الإنسان مرنة مطواعة، وأنها تتيح له أن يطوعها ويستثمرها كيفما شاء متى توفرت العزيمة والمثابرة والترويض والمران والإصرار أما قصة هيلين كيلر فتستحق مقالاً آخر وكذلك قصة شون ستيفدسون وأمثالهما ممن تغلبوا على الإعاقات وحولوها إلى مزايا فصارت إعاقاتهم سبباً في تفوقهم وشهرتهم ولكن ما أكثر القابليات المهدرة فمئات الملايين من الناس يأتون إلى الدنيا ويذهبون من غير أن يعلموا بقابلياتهم العظيمة الكامنة، ودون أن يستثمروها وهنا تتضح فداحة الخسائر الفردية والاجتماعية والإنسانية..







توقيع : SALMAN
إذا خسرناك عضو فلا تجعلنا نخسرك زائر


الإرادة بركان لا تنبت على فوهته أعشاب التردد

حيــــــــــــــــــــــــــــــاكم الله في حسابي على تويتر :
SALMANR2012@
رد مع اقتباس مشاركة محذوفة