هل حان الوقت لإنترنت جديدة ؟
تكمل الإنترنت عامها الخامس والثلاثين بحلول خريف هذا العام تقريبا، ولكن بعيداً عن دخولها في مرحلة منتصف العمر، يبدو أنها تتجه في نموها نحو المراهقة المتمردة فتبدو كمشاكسة ليست لديها أفكار عن حياتها المستقبلية. ربما تكون أكثر أمناً، ووسيطاً أكثر أماناً، تعمل بسرعة أكبر 1.000 مرة من التي تعمل بها اليوم، أو ربما تتحول إلى جنة للأشرار، بحيث تقوم الرسائل المزعجة (السبام) ، والديدان، والفيروسات، والإباحية بطرد المستخدمين الشرعيين، إن الإنترنت، حسب قول بعض المراقبين، قد تنهار في السنوات القليلة القادمة من هول الضغط الواقع عليها، حتى لو كُتبت لها النجاة؛ فإن روح الإنترنت، كما يقول الخبراء، تنزع إلى الانتفاض، إن المخاوف المتنامية حول الأمن والتجارة على الإنترنت تهدد انفتاحها التقليدي.
يقول جوناثان زيترين العضو المؤسس في مركز بيركمان للإنترنت والمجتمع بكلية هارفارد للقانون: إن بعض المفاهيم الأساسية التي تدخل في بنية الإنترنت الأصلية لم تعد صحيحة، لقد أنشئت الإنترنت في الأصل كطريقة لخدمة العلماء والأكاديميين في تبادل الأفكار، وتم تطويرها لتكون نظاماً مفتوحاً يشجع على المشاركة على افتراض أن الأشخاص الذين استخدموا النظام هم أنفسهم الذين ذكروا هويتهم الصحيحة، وكان مستخدمو الإنترنت الأوائل قلقين أكثر بشأن مراقب مزعج مركزي قد يهبط على عرضهم فجأة بدلاً من شخص ساخط لا يمكن السيطرة عليه ومزود بمهارة تكنولوجية عالية تمكِّنه بشكل كافٍ بعمل محاولات لتعطيل الشبكة.
ويكمن جزء من المشكلة في الحجم المتنامي لرسائل السبام المزعجة، والديدان، والفيروسات، وجزء آخر يكمن في الحرب الكبرى التي تشنها شركات الأعمال التقليدية مثل شركات الموسيقى واستوديوهات الأفلام ضد حقوق الملكية الفكرية على المحتوى الرقمي.
يقول الأستاذ الدكتور زيترين: إن أحد الطرق التي ستسلكها الشركات في حربها يتمثل في محاولة إغلاق خاصية الانفتاح على الإنترنت. على سبيل المثال، قامت صناعة التسجيلات الموسيقية الشهر المنصرم برفع 761 دعوى قضائية ضد الأشخاص الذي يتاجرون في الملفات الموسيقية التي لها حقوق نشر على الإنترنت. وأضاف مشيراً إلى مسألة أخرى: إن أجهزة الكمبيوتر المتصلة بالإنترنت مصممة بطريقة مفتوحة بغرض الإبداع، وليس الحماية ولكن هناك شيء ما على الإنترنت يشبه العاصفة المثالية لإحداث الفوضى والتعطيل؛ ومواجهة ذلك تتطلب عملاً بارعاً بدلاً من الانشغال بالتوافه من أجل إنقاذ الإنترنت، هل سينهار نظام الإنترنت بالفعل من هول الضغط؟ لا يتوقع معظم خبراء الإنترنت أن يحدث هذا، وبينما هم قلقون بشأن الجانب المظلم من المسألة، فإنهم على قدر كبير من التفاؤل.
طريق طويل للنمو
يقول ليونارد كلاينروك، وهو أحد الأشخاص الذين شهدوا ميلاد الإنترنت: إن الإنترنت أمامها طريق طويل جداً حتى تنمو، وبطريقة أو بأخرى، إن الإنترنت ما زالت في العصر الحجري. وأضاف كلاينروك الذي ما زال يقوم بتدريس علم الكمبيوتر: إننا لم نكن في مثل ذكاء صمويل مورس، وألكسندر جراهام بيل، أو نيل أرمسترونج، لم تكن للمجموعة رسالة تم التخطيط لها من قبل كما نجد في أفكار مثل تحقيق قفزة عملاقة للبشرية أو ما شابه ذلك، كانت الفكرة هي كتابة الدخول Log in، ويضيف كلاينروك قائلاً: هكذا كانت أول رسالة على الإنترنت، ولم نخطط إلى أبعد من ذلك، وفي المستقبل، يرى أن الإنترنت ستكون بها أماكن ذكية أو أماكن فكرية يمكنها حمل أي شيء حتى الجدران وسيمكنها أن تدرك ما حولها، وعندما أمشي في الحجرة، سوف تعرف من أكون، سوف أستطيع أن أتكلم معها..، وسأتمكن من التفاعل معها بطريقة فيزيائية بسيطة جدا. يتابع كلاينروك حديثه قائلاً: إن الويب لم يتنبأ بها أحد، ولا البريد الإلكتروني، ولا الرسائل الفورية، ولا نابستر، هذه هي الأشياء التي يصعب التنبؤ بها، وبها على ما أعتقد سيحدث الكثير من النمو على الإنترنت، وسيتطور شباب هذا العصر بتلك التطبيقات الجديدة العظيمة التي لم يفكر فيها أحد.
إن نظام Internet2 الذي تستخدمه اليوم شبكة Abilene الخاصة بدلاً من شبكة الإنترنت المفتوحة يعمل بسرعة أكبر 1000 مرة من الاتصال عريض الموجة العادي، وهذا النظام يُستخدَم بواسطة الجميع بدءاً من رواد الفضاء الذين يمكنهم التحكم في التلسكوبات عن بعد بواسطتها إلى المدرسين الذين يمكنهم رؤية الطلبة وسماعهم على مسافات بعيدة في دقة عالية.
يقول دوجلاس فان هاولينج، المدير التنفيذي ورئيس نظام Internet2: إن هذا النظام يمكنه أيضا نقل ما يسميه الكائنات الرقمية الكبيرة بالفعل في ثوانٍ، بدءاً بالبيانات العلمية إلى أحدث أفلام هوليوود، وهذا ما استحوذ على اهتمام الاتحاد الأمريكي للصور المتحركة MPAA الذي يستخدم Internet2 لاستكشاف المزايا والتهديدات التي يمثلها هذا النظام القوي.
اللصوص
في تشرين الأول أكتوبر المنصرم، صرحت كاري شيرمان رئيس الاتحاد الأمريكي لصناعة التسجيلات إلى الكونجرس بأن القراصنة بدؤوا بالفعل في السطو على Internet2، وقالت إنه تم اكتشاف نظام مشاركة ملفات بين الطلاب يدعى i2hub، com يستخدم نظام Internet2 لمشاركة المواد ذات حقوق النشر ونقلها بين الطلاب في أماكن مختلفة.
وكشفت دراسة للاتحاد الأمريكي للصور المتحركة الصيف الماضي أن 58 في المائة من كوريا الجنوبية، كلهم تقريبا يتمتعون باتصالات سريعة عريضة الموجة على الإنترنت، قاموا بتحميل فيلم على الإنترنت، أما على المستوى العالمي، فإن نسبة المستخدمين الذين يفعلون ذلك تبلغ واحدا من كل أربعة أشخاص، إن الحركة السريعة لملفات الفيديو قد تفتح فرص عمل جديدة ولكنها أيضا قد تخلق مشكلات قرصنة هائلة.
إن كلا من Internet2 وIPv6، والأخير عبارة عن نظام عنونة جديد اختصاراً للكلمات Internet Protocol Version 6، يقدمان حماية وخصوصية أفضل من شبكة الإنترنت الحالية، والتي تعمل على النظام القديم IPv4.
ويقول جيم باوند، رئيس جماعة North American IPv6 Task Force غير الربحية إن نظام Ipv6 يتمتع بحماية أكبر، ويدعو إلى استخدامه، ويشير إلى Ipv4 بأنه يمثل فكرة متأخرة. على سبيل المثال، باستخدام Ipv6، ستكون المكالمة الهاتفية التي يتم إجراؤها على الإنترنت مشفرة ومن الصعب جداً التصنت عليها، إن مقياس Ipv6 تجده مدمجاً بالفعل في العديد من الأجهزة اليوم، وقد صرحت وزارة الدفاع الأمريكية بأنها ستتجه إلى استخدام Ipv6 بحلول عام 2008م. وحتى لو حدث ذلك؛ فإن استخدام Ipv6 حسب د باوند سيكون تدريجياً، وسيكون لدينا هجين من النظامين لمدة طويلة، وتدور الآن معركة فكرية حول متى وكيف ولماذا ننشر نظام Ipv6، ويضيف باوند قائلا: إننا نريد استخداماً نافذاً للكمبيوتر، ونستهدف كل طفل في كل دولة (تستخدم الإنترنت) ، فهذه التكنولوجيا ليست للنخبة فقط، إنها للجميع، وهذا لن يحدث مع Ipv4. وفي الوقت نفسه، يرى زيترين إمكانية تطوير شبكتين للإنترنت؛ واحدة منهما تعرض مفهوم Internet2 لمجتمعات موثوق بها لمستخدمين على نظام مغلق وآمن.
إنترنت بعيدة المنال
واحد من كل عشرة أشخاص في العالم لديهم إمكانية الوصول للإنترنت.
تفخر أيسلندا بأعلى مشاركة من مستخدمي الإنترنت في العالم 6.7 لكل 10 أشخاص، تليها كوريا الجنوبية 6.1، والسويد 5.7، ثم أستراليا 5.7 والولايات المتحدة 5.5
ألاسكا كانت أكثر الولايات الأمريكية المتصلة بالإنترنت في العام 2000، مع تمكن 64 في المائة من أسرها بالاتصال، بينما كانت ولاية المسيسبي هي أقل الولايات بنسبة 37 في المائة.
بحلول العام 2003، خمس الأسر الأمريكية كان لديها اتصال سريع بسعة عرض موجي مرتفع، وهذا الرقم يمثل ضعف المشاركة في العام 2001م.
تقريباً نصف المرور الشبكي في العالم يمر عبر فيرجينيا التي تستضيف العديد من شركات الإنترنت الكبرى
التعديل الأخير تم بواسطة SALMAN ; 24 / 05 / 2005 الساعة 56 : 08 PM
|