يحب الأمريكيون التميز في كل شيء فهم يتكلمون الإنجليزية بطريقة مختلفة، واصطنعوا لها خصوصية أمريكية في مفرداتها وتراكيبها اللغوية ولولا الحياء لفصلوها تماماً عن اللغة الإنجليزية، ومع ذلك فقد ظهر مصطلح الإنجليزية الأمريكية American English ونحوا المنحى نفسه في الثقافة الأوروبية، وبدأوا يكونون لأنفسهم طريقة حياة وتفكير مختلفة تماماً عن الطريقة الأوروبية، وهذا من حقهم أن يصنعوا لأنفسهم شخصية أمريكية في كل شيء، مختلفة تماماً عن الموروث الأوروبي الذي جلبوه معهم من بلدانهم الأصلية.
لكن أن تمتد الرغبة في التميز وتتحول إلى (هوس) يصل للتفرد بطريقة أمريكية في الأديان فإن هذا تجاوز لكل الخطوط الحمراء، وإذا كانوا قد فعلوا هذا (الهوس) مع الديانة المسيحية فصنعوا منها عشرات المذاهب الغريبة وحوروا الديانات الوثنية الشرقية وأمركوها بطريقتهم، فإن هذا لا يمكن أن يحدث مع الإسلام.. الدين الذي تعهد الله له بالحفظ وجعله آخر الأديان وأتمها. وما أثير أخيراً عن قيام مسلمة أمريكية تدعى الدكتور أمينة بإلقاء خطبة الجمعة وإمامة الناس في الصلاة يدخل ضمن هذا الهوس، فقد أجمع علماء المسلمين بعدم جواز إمامة المرأة إلا للنساء فقط أما خطبة الجمعة وصلاتها فهي للرجال. والدكتورة تعلم ذلك ولكنها على الطريقة الأمريكية فتحت لنفسها باب الاجتهاد وما أكثر من فعل ذلك قبلها فخابوا ثم غابوا.
لو فكرت د. أمينة في الحكمة الأخلاقية في عدم جواز إمامة المرأة للرجل لخجلت، ولكن لا يفقه عظمة هذا الدين إلا قوم يتفكرون
الإمامة الأمريكية للصلاة!!
د. محمد أبوبكر حميد
الجزيرة ....