![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
خـــــــــــدمات الأعضــــــــــــاء
|
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
LinkBack | أدوات الموضوع |
المشاركة رقم: 1
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مقاومة كل الأشياء المكسورة
جريدة الرياض | مقاومة كل الأشياء المكسورة
تم ق ن مقاومة كل الأشياء المكسورة نجوى هاشم لا تفكروا ضبط النفس على أنه ضعف في العزيمة @@@ كل ما حولك يدفعك إلى الانفعال، يقذف بك في بحر التوتر، والغضب، كل ما حولك يتمدد كجدول من مبررات العصبية، والدخول إلى عالم النرفزة. والتي بدورها ترفض إلا أن تدفعك أمام خيارين فقط السباحة ضد التيار وارتياد العالم المجهول، أو الركون إلى السكينة وضبط النفس بالقوة، ومقاومة كل الأشياء المكسورة والرافضة للاستقرار. يغضبك أحدهم.. يستفزك.. يهاجمك.. يداهمك في موقعك متعمداً.. يقود عليك حملة انقلاب قاسية تجعلك مهمشاً بعد أن كنت متوجاً. تشعر أن هذا الشرير الذي تجري في دمائه مياه التوحش، والقسوة واغتيال اللحظة الآمنة.. يسعى جاهداً لدفعك إلى طريقه.. لمحاربته ليس بالضرورة بالأيدي.. ولكن تلك الحرب التي تقضي على كل الأشياء الداخلية الجميلة. يدفعك إلى أرضه التي اخترعها لتكون ساحة قتال يلغي من خلالها كل لحظات الاستقرار والسلام الداخلي لدى الآخر. يحاول جاهداً أن يلغي تفكيرك تماماً.. يحفزك على المواجهة الغادرة تصمت، تشعر أن صمتك بالنسبة له جواب غير مقبول، وإحساس لا يطاق. تصمت معتقداً أن هذه هي الوسيلة الوحيدة التي من الممكن أن يسمعك من خلالها. يشعر هو بالاحتقار والإهانة من هذا الصمت لأنه لم يعتد عليه، ولأنه اعتاد على جر خصومه إلى منطقته بصخبها، وجنونها، وتهورها. ذات مرة قال احدهم (استعنت بالصمت على إطفاء الغضب) تذكرت ذلك وأنت تقاتل من اجل ضبط نفسك. الكارثة أن هذا الشخص عندما تتجنب مواجهته - لا خوفاً منه ولكن احتراماً لنفسك - يعتقد بتراجعك وعدم قدرتك على الوقوف امامه. يشعر أن ضبطك لنفسك ضعف منك وتراخ وجبن، ويتناسى ان الجميع لا يمتلكون رغباتهم، ولكن في غالب الاحوال يملكون إرادتهم وهي الأسمى والأكثر أهمية. يطاردك وكأنه يريد أن يحول اللحظة المشتعلة إلى حريق يأتي على كل الأشياء وأنت خلال هذه المطاردة تحاول قدر المستطاع أن تتجنبه، وتنأى بنفسك حتى لا تسقط في بحر عدم الإقناع، أو الاقتناع بما يجري. تضبط نفسك لأنك تربيت على ذلك، أو جاهدت لتتعلم في زمن لا يحمل سوى غوغائية وسلوكيات افراده الهوجاء. تضبط نفسك وتغادر وهذا لا يعني للآخر إن كان ذكياً أنك استكنت لما فرضه عليك، أو تهاونت أمام طبيعة زلزاله، أو أنه أخضعك لتحولات خطيرة أهمها عدم التفاعل مع ما يطلقه، أو يدفعك إليه. تضبط اعصابك ليس لأنك مهدود الحيل، أو متهاوي العزيمة وهو مايعتقده عادة الجاهل ويتيقن منه، ولكن تهدأ وتفكر لأنك بعدها ستجد الحل وستتمكن من المواجهة وبالشكل الذي تريده، وليس الذي يفرض عليك. يقول الإمام الغزالي (خذوا الناس على قدر عقولهم) من هذا المنطلق ومن هذه القناعة علينا أن نواجه كل الأشياء بحساباتنا، لا بحسابات الآخر أو أجندته. علينا أن نقتنع بما نفعله بعيداً عن مردود الآخر، أو ما سوف يقوله، حتى لا نحول طريقة الحياة إلى وظيفة يدفعنا إليها الآخر بالصورةوالشكل الذي يسعى إليه.
|
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|