|
خـــــــــــدمات الأعضــــــــــــاء
|
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
|
LinkBack | أدوات الموضوع |
المشاركة رقم: 1
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
تصدير الفرح
جريدة الرياض | تصدير الفرح
تصدير الفرح نجوى هاشم تتيقظ محاصراً بترسانة من الهدوء العميق، والسكينة التي لم تعتد عليها دائماً، محفوفاً بمشاعر تعجز كل لحظات الإثارة اليومية حولك عن زعزعتها، أو محاولة التفكير في استئصالها. إنه يوم جميل دون شك. لا تعرف لماذا؟ ولا تريد أيضاً ان تعرف؟ تلتزم الاستمتاع بهذا الإحساس الجميل الذي تعيشه، تحاول ان تستعيد ملامح ليلتك الماضية تكتشف، ان لا شيء غريباً بها، كانت ليلة عادية، مهما حاولت فرز مفرداتها، تبتسم داخلك بقدرة هائلة على تصدير ما لديك من الفرح للآخرين. لا يوجد ما يثير كل هذا الإحساس بالجمال والسكون الداخلي، ولم يكن هناك محرك أساسي له من الآخرين، لم أكسب مادياً أو معنوياً، ولم أخسر ايضاً عبرت الامور في الايام الماضية تعادلية وهادئة، لكن ما هذا الذي اشعر به هل هو الحظ كما يقولون في ان أستمتع بيوم جميل، أملكه وحدي دون الآخرين، وأؤسس سطوره بعيداً عن التوتر، والانفعال، وعتمة الهموم اليوم. لقد طرق الحظ بابي هذه المرة مرتدياً الهدوء والإحساس بالأمان ولو ليوم واحد وسمعت طرقته فلماذا لا أفتح له؟ اتذكر صديقة لي ترفض التصالح مع نفسها، وتقول إنها في بعض الأيام تشعر باستكانة هائلة لكنها تحاربها بقوة، وتقاتلها، فلا شيء في الحياة يستحق السكينة، والاستمتاع، علينا ان نستورد ونصدّر القلق والوجيعة والألم، وان لا نستقبل ولو ليوم واحد المشاكل والهموم بإرادتنا حتى وإن كانت موجودة. لم أحسب لهذا اليوم حساباً لأن أسعد، واجلس مع نفسي حتى وان كنت مع الآخرين فلربما اختارتني هذه اللحظة دون غيري، وان تركتها لن تعاود الحضور، ولذلك عليّ التمسك بها ما دمت اراها، وما دامت معي، يقول الإمام علي بن ابي طالب كرم الله وجهه (اغتنموا الفرص: فإنها تمر مر السحاب) وما دامت هذه فرصة للاستمتاع بالحياة رغم انه لا مفر من التصادم غداً وبعد غد مع كوارثنا فما الذي يمنع ان نعيش اللحظة بجمال، بحب، بصدق؟ ما قيمة الحياة إن لم نلوّن ايامها، وتلوّن هي ملامحنا ودواخلنا؟ اليوم بإرادتي قررت الاستقالة من ملاحقة كل الصور المؤلمة، وكل الحكايات التي لا تعنيني، حتى التلفزيون لا اعرف لماذا قررت ان اسمح لنفسي بإجازة منه وهي حق مشروع، وتسوية ينبغي ممارستها بين آن وآخر. داهمك الفرح اليوم ضيفاً دون موعد فتفاعل معه... واستمتع به.. تعايش مع لحظة أمل قد تتكرر... وجدد بها هذه اللحظة الأحادية المضيئة اليوم والتي تأتيك لتخرجك من سلسلة أزقة مظلمة طالما نفذت بصيرتك وانت تحاول الخروج منها اجعلها صوتك الغائب واحتمِ بها كالظلام والاحلام التي هجرتها منذ زمن. من الطبيعي ان نستشعر هذه اللحظات الجميلة ولا نتخيل انها واهمة، وان هذا الإحساس بها خيالي ومفرط، والسبب اننا بشر بمشاعر مختلطة بين الأمل واليأس والفرح والفشل والنجاح، والآلام، والتصادمات، والاحلام الذائبة. هذه المشاعر تمنحنا الحياة كما تمنحنا المتعة باليوم ان كنا أسوياء لأننا لا نعرف ماذا يخبئ لنا الغد. علينا ان نستمتع بهذا الإحساس الذي يداهمنا ولا نُنشئ مسافة بيننا وبينه، أن نعيشه، ولا نهرب منه خوفاً مما سوف يأتينا بعده من مصائب. علينا ان نقبله فالهدايا لا ترد، ولا يتآمر من يتصالحون مع أنفسهم على تفسير أسبابها. المهم لا تحاول ان تدخل في متاهات التفسير والجدل لما تشعر به، ساير إحساسك، ولا تخضعه للتبرير، لأنه لو خضع لِ : لماذا، وكيف؟ وأنا عندي ما عندي؟ ستفقده فوراً، ولا تستطيع تطويعه للعودة مرة أخرى!!!
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|