![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
خـــــــــــدمات الأعضــــــــــــاء
|
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
LinkBack | أدوات الموضوع |
المشاركة رقم: 1
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
الصراع الأزلي
تم ق ن
جريدة الرياض | الصراع الأزلي الصراع الأزلي نجوى هاشم من أجمل الأحاسيس التي يمكن أن يشعر بها الإنسان لحظات تغلبه على رغباته، وتحجيم نفسه عنها. ومهما كانت تلك المشاعر المتعددة التي يركن إليها الإنسان عادة ويسعد بها ويشعر بطعم معايشتها تظل لا تساوي شيئاً أمام قدرته في الوقوف أمام رغبة جارفة قد تقوده إلى كارثة، أو خطأ، أو إثم يرتكبه. ولذلك كانت مغالبة النفس جهاداً في حد ذاتها، لأن جهاد النفس من أصعب الأمور التي من الممكن أن يقوم بها الإنسان. فالجهاد في ساحات المعارك لا يحتاج إلا إلى جسارة، وإيمان بهذه المهمة ضمن إعدادات أخرى تساعد المجاهد على التأقلم والانطلاق والإحساس بأنه ليس وحيداً. لكن جهاد النفس هو الأقوى والأعنف، فالمجاهد يقف وحده على أعتاب عدم الدخول إلى دائرة المعاصي، والأمر بالسوء، لا أحد معه في تلك اللحظة ولا أحد يغلق الحدود أمامه. ولا أحد يسلمه قائمة المنع، أو يخبره بأنه شخص غير مرغوب فيه، وليس بإمكانه الدخول. يقف أمام بوابة رغباته منفرداً مهما كان عدد من يدفعونه إلى تلك البوابة. يقف إذا أراد بإصراره هو على اقتحام الخطأ، بنفسه منطلقاً من مبدأ أن المرء هو أصل كل ما يفعل. يعتقد أحيانا وهو يدخل بجسارته أن الحياة مغامرة قوية، ولا شيء غير ذلك. ولا بد أن يعيشها، ويجربها، طالما أن هناك ملذات من الممكن الحصول عليها دون جهد أو ثمن. يحاصره إحساس الرغبة القوية التي تفتح له كل الطرق إلى جميع الأشياء وتجعل لا شيء مستحيل. يفتقد فجأة الصبر والمغالبة حتى وإن كان صبوراً تجاه نفسه بالتحديد، يعبر من قول ذلك الزاهد (الدنيا سجن لمن زهد فيها، وجنة لمن أحبها). وهو يقاتل أحياناً لكسب نفسه وإشاعته داخلها بأنه يمتهن الفضيلة طالما تجنب الرذيلة متناسياً، أن الوصول إلى الفضيلة لا تتأتي إلا من خلال عدم اشتهائها كما قال "برنارد شو". يطلب المستحيل، ويجول في شرايينه رغم أنه قد يتحصل على الممكن ويستمتع به. يأسره الباطل، وتسرقه لحظاته، رغم معرفته بالحق إن حاول استدعاءه من داخله يقول سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: (جولة الباطل ساعة، وجولة الحق إلى قيام الساعة). يغامر معتقداً أنه غير قادر على كبح جماح نفسه، بل وضعها في دائرة المشاكل، لا يعنيه أن يتلقى الضربات، أو يضيع هدفه في الحياة، أو يتحول إلى إنسان ضعيف لا يعرف قيمة نفسه، يغيب ضميره أمام كل الأشياء، صفحاته المفتوحة دائماً هي رغباته التي لا تهدأ ولا يستطيع أن يكبحها، أو يشبعها. يحاصره الفشل لأنه ظل أسير رغباته، ولذلك قال أحدهم الناس عبيد لشهواتهم. وهو في خضم هذه المغامرة وهذا السقوط، والمهمات الصعبة التي يتخيل أنه يقدم عليها لإرضاء نفسه، وترك حبلها على الغارب، متجاهلاً أن عليه ترويضها وكبح جماحها، والإمساك بلجامها، ومجاهدتها مهما كانت الرغبة قوية، عليه أن يجدد صلته بها، وأن يبعدها عما يضيرها، ويعجل بهلاكه، عليه أن يقترب من الله عز وجل، ويعزز علاقته بمن حوله لتطمئن نفسه، وأن يكون هو الأقوى في ذلك الصراع بينه وبين المعصية. وأن لا تروق نفسه إلى الخطأ بل عليه أن تكون نفسه تلك النفس اللوامة بعيداً عن كارثة تزيين الخطأ التي تحاصر المخطئ ويجعل لها مبرراً، جاء في القرآن الكريم على لسان سيدنا يوسف في سورة يوسف الآية 53(وما أبّرئ نفسي إنّ النفسَ لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي إنّ ربي غفُورٌ رحيم) صدق الله العظيم. ونحن جميعاً في مركب رحلة الحياة ليس لدينا أجمل ولا أروع من إحساس التصدي بالمرصاد لهذه النفس التي تدفعنا إلى الخطأ بل وتزينه لنا وتيسر الشهوات، وتفقدنا احترام الآخرين واحترامنا لذاتنا وهو الأهم وتدفعنا إلى طريق مجهول مغموس بالمعاصي والعقاب من الله سبحانه وتعالى.
|
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|