خـــــــــــدمات الأعضــــــــــــاء

العودة   ملتقى النخبة > ((((((بـــــــــــــــــــــــــــوابـــــــــــــــــــــــــة الملتقى))))) > سواليف كتاب الصحافة > مقالات صحفية 2011-2019
.::||[ آخر المشاركات ]||::.
 

إضافة رد
 
 
LinkBack أدوات الموضوع
  المشاركة رقم: 1  
قديم 14 / 05 / 2020, 36 : 06 PM
الصورة الرمزية SALMAN
مؤسس الموقع
المنتدى : مقالات صحفية 2011-2019
تاريخ التسجيل العضوية الدولة المشاركات بمعدل المواضيع الردود معدل التقييم نقاط التقييم قوة التقييم
14 / 03 / 2005 1 المكتبة 7,621 1.05 يوميا 394 10 SALMAN is on a distinguished road
SALMAN غير متصل

صخور الغيرة

جريدة الرياض | صخور الغيرة 2/1

جريدة الرياض | صخور الغيرة 2-2

صخور الغيرة 2/1
نجوى هاشم

(تشعرك الغيرة بالخوف أكثر مما تشعرك بالأمان)

فرانسواز ساجان

@ @ @

*عند الساعة الثالثة فجراً رن هاتفها، بل وواصل الرنين عندما تجاهلت الرد، تذكرت أنها لم تغلقه، ولم تضعه على الصامت، أو موجود، ردت دون أن تركز في الرقم، لا أحد يجب، تيقظ زوجها، على صوتها وهو يواصل الو، الو، أغلق الخط في وجهها بعد فاصل استماع طويل وصامت، أخذ زوجها الهاتف من يدها، ليرى من هذا المزعج في هذا الوقت المتأخر من الليل، قال لها انه رقم هاتف أختها، أمسكت بالجوال وعاودت الاتصال به، وجدته مغلقاً، كررت الاتصال، وواصل هو الإغلاق، لم تنم تيقظت حواسها تماماً، ساورها الخوف أن هناك شيء ما لا سمح الله قد أصاب اختها، أو ابناءها، لم تفكر في زوج اختها ان أصابه مكروه أم لا، بل توجست منه لمعرفتها بمعاناة اختها مع شكوكه وغيرته الرهيبة.

في الطريق إلى العمل واصلت الاتصال، ولايزال الهاتف مغلقاً، عند الثامنة ردت أختها، اطمأنت عليها وعرفت انهم كلهم بخير، فاتحتها في أمر الهاتف الغريب الليلي المتأخر استغربت الأخت من ذلك، لكنها وعدتها ان تعطيها الاجابة بعد دقائق، راجعت جوالها وجدت كل الأرقام ممسوحة ولا يوجد مستلم أو متصل، اتصلت على زوجها سألته، هل استخدمت جوالي ليلاً؟ أنكر بقوة انه لم يستخدمه!! ولم يلمسه على الإطلاق، وكان نائماً قبلها وليس بعدها عصرته كعادتها، واعترف هو كعادته، لقد شاهدت رقماً غريباً في جوالك عندما كنت أفتشه كالعادة واتصلت وتأكدت ان الصوت لأختك ولكن الرقم لم أعرفه، اغلقت السماعة وعادت لأختها لتشرح لها الأمر المعتاد لديها، وهو أن زوجها اعتاد تفتيش جوالها ليعرف ترسل لمن، وتستقبل من من، وما الرسائل التي تتبادلها مع الأخريات والآخرين، وفوجئ برقم أختها الذي تغير ولم تخزّنه باسمها جديداً، انها اتصلت عليه الساعة الحادية عشرة مساءً فاستغرب وشك (وغار كعادته) كما تفسر هي ذلك الحساب اليومي، وذلك الجرد الذي يجريه لها زوجها كل يوم.

انتهى الموقف الذي يتكرر عند كثير من الأسر من أزواج، ومن زوجات والمسمى غيرة، ولكن مسماه الحقيقي شك، يمارسه الرجل وتمارسه المرأة من منطلق الحب كما يدعيان رغم أن هذه الغيرة المرضية تقتل الحب حتى وإن كان شعارها المحافظة عليه في لحظات العتاب المتردية بين الطرفين.

تقول إحدى النساء: زوجي يغار عليّ من الهواء الطائر، وكما يقول الشاعر الشهير (أغار عليها من أبيها وأمها ومن ثيابها) وهي تؤسس للحب في علاقتها بزوجها من منطلق الغيرة، وليس من منطلق الاحترام، أو تبادل الأحاسيس الصادقة، والحقيقية بين الطرفين.

تقول: عندما لا يغار زوجي، أو يراقبني، أو يفتش جوالي، واتجاهل أنا ذلك أشعر بالخوف من انه لم يعد يحبني، أو اتمنى ان أحرك في تلك اللحظة كل حواسه، لأدفعه إلى الغيرة عليّ من خلال تصنع هاتف مشبوه مع صديقه، أو من خلال خروج واقفال الهاتف، أو من خلال انشغال هاتفي، أو من خلال عدم اهتمام به واهماله، رغم ان كل ذلك يصب في دائرة التركيز عليه والدفع إلى استعادة غيرته الملتهبة.

نساء يستمتعن بغيرة أزواج مرضى، وغيرة غير طبيعية من الممكن ان تهدم كيان الأسرة وتهددها.

في المقابل هناك رجال يستمتعون بإشعال النيران داخل نسائهن بالغيرة المريضة، فهذا رجل تطارده امرأة في كل مكان بالهاتف، ويشعر هو بذلك فيغلق هاتفه ليزيد نارها، ويفتح حدود غيرتها بلا ترسيم.

يشتكي من غيرتها المجنونة، وركضها خلفه في كل مكان بالهاتف: أين أنت؟ مع من؟ متى تعود؟ ان عاد مبسوطاً فوجئ بالسؤال: من بسطك؟ مباحث تشتغل ليل نهار، تفتيش جوال مستمر، قبض على أرقام غريبة، اتصالات منها في أوقات انشغاله ومن جوالها تتأكد من الأصوات التي حوله.

رجل أقام علاقة مع امرأة، وهو يعرف مدى غيرة زوجته ومطاردتها له ولكنها مع الأسف لم تكتشف ذلك، وعندما أراد ان يهرب من هذه العلاقة ويتخلص منها، لأن المرأة التي عرفها ايضاً اسوأ من زوجته في المطاردة، والركض، لم يجد غير زوجته لتمزق أطرافها، أراد ان يضرب المرأتين، بينما يقف هو مغلوباً على أمره مطارداً بجميلتين. قال لزوجته: "س من النساء تطاردني بعد أن قابلتها في مكان العمل الفلاني وعرفت هاتفي بالصدفة وازعجتني، وعليكِ تخليصي منها" وهو يعرف غيرتها المجنونة، لم يأخذ الأمر بجدية سوى يوم هاجمتها في العمل، وأهانتها، وحاصرتها من كل الجهات، ووقف هو متفرجاً تقطر البراءة من أطرافه، وهو المتهم الوحيد في هذه المأساة، يتردد في داخله احساساً جميلاً وهو أن الغيرة المريضة هي اللغة الوحيدة التي تجيدها المرأة للحب ولكنها قد تنقلب عليه ذات يوم..

(يتبع بعد غد)


الغيرة للحب كالهواء للزهرة:قليله ينعش، وكثيره يقتل

إذا كان الحب يخلق الألم أحياناً للفراق، أو تخيل البعد، أو هجر الحبيب، أو عدم الاهتمام أو تهاوي الحب واستعداده للموت كأي إنسان، فإن الغيرة في الحب تخلق آلاماً مضاعفة يتعذر علاجها، أو سرقة الزمن الجميل للاختباء داخله من نيرانها، ومخافة الاحتراق بها.

هذه الآلام لم يتوصل العلماء إلى اللحظة لعلاجها، أو التخفيف من وطأتها ولم تستطع الكلمات، والاغاني، والاصدقاء والهروب إلى الاماكن البعيدة، ومعرفة آخرين والتعاطي بعنف مع مساوئ الحبيب وتفنيدها ان تضيع مرارة هذا الالم المسمى بالغيرة.

الدكتور احمد عكاشة استاذ الامراض النفسية بكلية طب عين شمس يقول إنه في القرن العشرين تم اكتشاف العقاقير المضادة للقلق والفصام والهلوسة والاكتئاب كما تم اكتشاف الاضطرابات الكيميائية التي تحدث في المخ، وتسبب هذه الامراض. وتم التوصل إلى العلاج الكيميائي لها فبدأ الطريق الذي يمكن ان يوصلنا في يوم من الايام إلى تصنيع اقراص لمنع الغيرة تعطي الشفاء الكامل لمريض الغيرة الذي لا يعرف الراحة في الحياة.

ويشرح الدكتور عكاشة في لقاء معه أن هناك مواقف بين الزوجين عابرة وعادية قد تشعل الغيرة بينهما، قد يقول الزوج في لحظة (احب المرأة الممتلئة) فتظل هذه الجملة محفورة في ذهن المرأة لسنوات وتشتعل من خلالها غيرتها خصوصاً إن كانت نحيفة، وبعدها يبدأ القياس على كل النساء حتى العابرات في المطارات أو التلفزيون.

اتذكر امرأة تقول: "اكره المغنية فلانة لأن زوجي معجب بها" سألتها: "وهل التقاها؟" قالت: "وين، هو مين؟ وهي مين؟ وايش عنده حتى تقابله قطيعة على وجهه، اللي يرحم اللي ساتراه" تقصد هي شايلة البيت سألتها: "طيب ما دام لا عنده فلوس ولا احد يطالع في وجهه على ماذا هذه الغيرة المجنونة؟" لم تجب فقط قالت الله... الحب وسنينه.

يقول الدكتور عكاشة: على المرأة ان تخمد نار الغيرة داخلها بدلاً من ان تكتوي بها من خلال فهم كل طرف لنفسه، ولكل الاشياء الصغيرة التي تعذبه، والصراحة هنا مقيدة من خلال اباحة كل طرف تقتله الغيرة للطرف الآخر بما يعذبه، والتصرفات التي تجرحه، فلربما تكون عن غير قصد، وبهدوء ودون اتهام، أو انفعال، حتى يراعي مستقبلاً المواقف التي تشعل نار الغيرة في قلب من يحبه.

ويحاول تجنبها وتداركها، وان تكون هناك ثقة متبادلة بين الزوجين حتى يأتي الزمن القريب، ويتم فيه تصنيع اقراص منع الغيرة بدلاً من هدم البيوت، وتكسير جدران الحياة المستقرة.

وحتى تصنع حبوب الغيرة سيستمر من يحبون في ممارستها دون حدود حتى وان انقلبت إلى جنون، وهي كثيراً ما تصبح كذلك، وحتى وان تسببت بالاذى النفسي لمن يغير اكثر مما يؤذي غيره، وقضت على كل الاشياء الجميلة بين الطرفين، واطفأت كل انواع الجمال واحلام المستقبل. لكن هل تتطور لدينا لتصبح تدر مالاً على موظفين وهو ما اقرته المانيا مؤخراً، من خلال اقرار البرلمان الالماني قانوناً جديداً يسمح للزوج بدون علم زوجته بمراقبتها من خلال مخبرين خاصين يستأجرهم الرجل للتأكد من عدم خيانة الزوجة له، وهو ما أثار موجة من السخط تجاه البرلمان الذي اتهم بتعزيز اجواء عدم الثقة داخل العائلة الالمانية وتنتشر الغيرة الموجودة بين الازواج للتربح من خلالها حيث اثبتت الاستفتاءات ان 33% من الالمان يغيرون على ازواجهم وزوجاتهم وبعضهم يحس بالغيرة دون سبب.

وتقول مجلة (صحة الرجل) الالمانية ان الغيرة تتعلق بعدم الثقة بالنفس اكثر مما تتعلق بالمشاعر والوضع العاطفي، واشارت ان 77% من الشباب من 25-34% يقرأون الرسائل الالكترونية (SMS) في هواتف شريكات أو شركاء حياتهم. اما المسنون فنصفهم فوق 60عاماً يرون ان عدم الثقة بالنفس هو سبب الغيرة.

اعرف امرأة عندما عادت من عاصمة عربية لظروف عملها، وتركت زوجها هناك ودون ان تقول ان ذلك مخبراً خاصاً، اعطيت السائق نقوداً ليراقب زوجها ويخبرها بالهاتف المدفوع قيمته مسبقاً ماذا يفعل؟ والمضحك انه قد يكون قبض منه ايضاً. سألتها: ماذا فعل؟ اخبرك؟ قالت: "انا اتصل، يقول اطمئني يا مدام كله تمام، لكن انا شاكة في هذا الخايس المسترزق".

واذا كان السائق مسترزق كبعض السائقين لدينا الذين يكلفون بمراقبة الزوجات والعكس وهو اكثر الامور امتهاناً لكل طرف حيث تختلط الغيرة بالشك، وتتساقط الامور الخاصة والعائلية امام السائقين والشغالات في صور مزرية من منطلق ان الغيرة هي الحب في ظل تجاهل كامل بأن ما يجري هو المرض في حد ذاته وهو السم الذي يضخ في شرايين العلاقة الانسانية الرائعة المسماة بالحب التي وان اقتضت الضرورة ان تكون غيرة بها، فهي غير مقنعة تجعل الحب يرى ما حوله من الجمال، ولا تعميه وتفتح حواسه على الالم، لابد من الغيرة المعقولة بين الحبيبين لأنها تشعل الحب وتجدده، وهي الترمومتر الذي يقيس هذا الاحساس الذي يسمو بالحياة ويجعل جسرها الأمان وهي تؤسس لعلاقة حقيقية بمفتاح مشاعر تمنح الطمأنينة للطرف الآخر، لأن انعدامها ايضاً يفقد العلاقة طعمها، ويستعد الطرف الآخر لتشييعها في أي لحظة، ولكن نارها المشتعلة تشعل حرائق كما يقول المثل الدنماركي (لو كانت الغيرة حمى، لأصبح العالم كل مريضاً).







توقيع : SALMAN
إذا خسرناك عضو فلا تجعلنا نخسرك زائر


الإرادة بركان لا تنبت على فوهته أعشاب التردد

حيــــــــــــــــــــــــــــــاكم الله في حسابي على تويتر :
SALMANR2012@
Digg this Post!Add Post to del.icio.usBookmark Post in TechnoratiTweet this Post!
رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
 
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 37 : 05 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir
ملتقى النخبة 2005