|
خـــــــــــدمات الأعضــــــــــــاء
|
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
|
LinkBack | أدوات الموضوع |
المشاركة رقم: 1
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
تلقائية الرتابة في الحياة الزوجية
جريدة الرياض | تلقائية الرتابة في الحياة الزوجية
إن رتابة الحياة الزوجية تعني الاستقرار والثبات وزوال حالة الطوارئ وليس زوال الحب ولا التبدُّل أو التغير لأي منهما فعقد الزواج هو أهم عقد يحصل بين طرفين إنه أوثق العقود وأحقها بالاحترام والرعاية والالتزام وهو العقد الذي يراد له الديمومة بتناغم وانسجام لذلك فإن كل الثقافات الإنسانية تتفق على الاهتمام الشديد بمؤسسة الزواج واحترام الأسرة والعناية بأن تتوفر مقومات التوافق بين الزوجين قدر الإمكان حرصاً على متانة بناء الأسرة والتزاماً بأسباب الدوام لهذا البناء فالأسرة هي أهم المؤسسات الاجتماعية لكن جهل الناس بطبيعتهم التلقائية قد أدى إلى شيوع شكوى الأزواج والزوجات في كل العالم من احباطات وارتباكات ورتابة وملل الحياة الزوجية مما جعل الهروب في مجتمعنا من البيوت إلى جلسات الأصدقاء ظاهرة متفشية وكذلك الخلافات الزوجية الحادة التي كثيراً ما تنتهي وما ينتج عنه من مشكلات كثيرة تمتد إلى المجتمع كله.. إن ظاهرة الطلاق بسبب الملل وفتور العلاقة هي ظاهرة عالمية واسعة الانتشار ولو علم الرجال والنساء أن طبيعتهم التلقائية هي التي تتسبب في هذه الرتابة وهذا الملل لكانوا أحرى بأن يتجنبوا هذه النهايات المأساوية إن انقلاب الحياة الزوجية الجياشة الحميمة إلى حياة رتيبة ثقيلة مملة هو أحد الشواهد المهمة التي تدعم صحة نظرية تلقائية الإنسان فهو يمل من المكرر مهما كانت روعته فدماغه يتكيف بمرور الوقت فلا يثيره ويسعده ويبهجه إلا ما كان طارئاً عليه وهذه النتيجة هي التي تهمني في الدرجة الأولى لأن إثبات هذه النظرية يترتب عليه نتائج كبيرة في مختلف المجالات الإنسانية وأهمها مجال التنمية والتعلم والتعليم واكتساب المهارات المهنية والفكرية والمهارات الاجتماعية ومهارات الحياة المتنوعة أما عن رتابة الحياة الزوجية فإن الناس حين يعلمون بأن الارتباكات الشديدة التي تصيب مؤسسة الزواج والرتابة المحبطة والملل الملازم وغيرها من المنغصات تعود إلى طبيعة الإنسان التلقائية فإنهم سوف يكونون أقدر على التكيف معها والتلاؤم مع متطلباتها والتعامل الواعي مع المشكلات الناجمة عنها.. إن ظاهرة الطلاق بسبب الملل وفتور العلاقة هي ظاهرة عالمية واسعة الانتشار ولو علم الرجال والنساء أن طبيعتهم التلقائية هي التي تتسبب في هذه الرتابة وهذا الملل لكانوا أحرى بأن يتجنبوا هذه النهايات المأساوية إن المقبل على الزواج سواء كان فتى أم فتاة يندفع للزواج بحثاً عن حياة زاخرة بالفرح والبهجة والإثارة والحب والسعادة ويريدها أن تأتي بذلك كله وأن تبقى بتمامها في الحياة الواقعية وتستمر مطابقة للتصورات التي كانت تملأ خياله إن الفتاة تظل تحلم بزوج وسيم وكريم زاخر بالنبل ويفيض بالحب إنها قبل الزواج تشعر أن حياتها محصورة بالرتابة والجفاف وأنها مفصولة عن جزئها الآخر فتظل مشتاقة إلى ذلك الجزء المنفصل لتكتمل به وترتاح إليه فينتهي الجفاف وتدخل إلى عوالم عاطفية مليئة بالحب والإثارة والدلال والسعادة إن الفتاة وخصوصاً إذا كانت في مجتمع محافظ تشعر أن حياتها الحقيقية لا تبدأ إلا بالزواج لأنها لن تحس بأنها باتت مستقلة إلا به فتصير في بيت يكون لها فيه الأمر والنهي وتصبح محور الاهتمام وبذلك تجد ذاتها الحقيقية أو هكذا ما كانت تتوقع حصوله إنها تبحث عن الاهتمام والحنان والحب والإصغاء والاطراء وتريد أن يستمر كل ذلك من غير فتور ولا تعرف أن تلقائية الإنسان تعيده إلى الانتظام في الرتابة كما أنها تنسى الأهمية البالغة للاستقرار العاطفي الذي يقتضيه انتظام الحياة.. أما الفتى فتختلف نظرته وآماله وتوقعاته ورغباته فهو في الغالب يكون متعطشاً للمرأة أيا كانت هذه المرأة فأحلامه أثناء مراهقته وقبل زواجه يغلب عليها الجانب الحسي إنه يعشق المرأة ويتلهف إليها إن هدفه الأول هو إطفاء اللهفة وإشباع الرغبة والوصول إلى ذلك الكائن الجميل والغامض والمثير إنه مدفوع برغبة عارمة إلى اكتشاف ذلك السر العميق والعجيب الذي تنطوي عليه المرأة مادامت بعيدة فهو يتخيله ولا يعرف طبيعته فما أن يتوفر له الاكتشاف وتتحقق له المعرفة حتى تتلاشى اللهفة وتنطفئ الإثارة ويسيطر الملل إن لم يدرك السبب ويتلاءم معه.. إن الفتى والفتاة كلاهما يفاجأ بعد مرور وقت ليس بالطويل بالرتابة المملة التي تغلف الحياة الزوجية لأن طبيعة الإنسان التلقائية المنتظمة تطفئ الإثارة الطارئة وتستعيد الإنسان إلى الرتابة والانتظام والملل فالإثارة في الغالب تكون عند الرجل مرتبطة بالجنس ومن البداهة أن الجنس رغم كل ما قيل عنه فإنه ليس سوى عامل واحد من عوامل السعادة الزوجية لكن هذا لا يمنع من الاعتراف بأن مسرات العلاقة الحميمة بين الرجل والمرأة من أقوى دوافع الحركة والنشاط والفعل ومن أشدها تأثيراً في بناء العلاقات أو هدمها بل إن مدرسة التحليل النفسي تعتبر الدافع الجنسي هو مفتاح الطبيعة البشرية وأنه الدافع المحوري المحرك للنشاط الإنساني وأنه المنبع لكثير من الدوافع الأخرى بما في ذلك الدوافع العليا العظيمة البانية في مجالات الفكر والعلم والعمل والانجاز والابداع وذلك بواسطة التصعيد والتسامي والإعلاء والتحويل... إن طبيعة الإنسان التلقائية تبقيه مأخوذاً بالانتظام والرتابة في كل أنماط نشاطه وفي جميع تجليات سلوكه لأن السلوك فيضان تلقائي مما تبرمج به فلا يخرج من الانتظام الدائم ويرتفع عن الرتاببة المستحكمة إلا بمثير تتناسب قوته مع قوة الانتظام ولأن الانتظام له أولوية مطلقة وهيمنة دائمة فإن الفرد لا يخرج منه بأي مثير إلا ليعود إليه بفقدان أو ضعف أو انطفاء مفعول المثير فالرتابة هي الحالة الطبيعية الدائمة أما الإثارة فهي الحالة الاستثنائية الطارئة العابرة... إن أي مقبل على الزواج من الفتيان والفتيات يكون مأخوذاً بأغنى الخيالات إشباعاً وأشد المباهج إثارة وتنوعاً واستمراراً ولكن طبيعة الدماغ الإنساني لا تسمح بتحقيق ذلك لأن هذه الطبيعة تتكيف مع المثير وتستوعب الموقف الجديد ثم تضيفه إلى الحالة التلقائية المنتظمة فالمثير يفقد بالتكرار قدرته على الإثارة أو تتضاءل هذه القدرة أو تنطفئ ولذلك فإن الزوجين يعتاد أحدهما على الآخر بسرعة فتنطفئ البهجة المتوقدة حتى الدافع الجنسي يضعف بالاعتياد والتآلف فتسود الرتابة ويهيمن الانتظام وتنطفئ الأشواق التي كانت ملتهبة وقد فطن لذلك شكسبير في إشراقة باهرة من اشراقاته المدهشة فهو الذي قال: «العسل شديد الحلاوة إلى درجة يصبح معها مراً فغزارة الطعم تفقدنا الذوق»!! فالإنسان لا يخرج من رتابة الانتظام إلا بمثير طارئ ثم يعود إلى الانتظام والرتابة فحتى حلاوة العسل تنقلب إلى مرارة بالتكرار الذي يطفئ قدرة التذوق فمهما تجدد المثير الطارئ ومهما كانت روعته فإن الإنسان يعتاد عليه سريعاً فيضعف الاحساس به بالإكثار منه ويخفت الدافع إليه بتكراره والاعتياد عليه فيرجع الوضع إلى الرتابة فيصاب الإنسان بالاحباط لأنه يجهل أسباب هذا الخمود أو هذا الضعف أو هذا الانطفاء فيحاصره ملل الرتابة ويفاجئه هذا الانقلاب فيهرب الزوج بانتظام من البيت إلى مجالس الأصدقاء ويصير البيت رمزاً للملل إنها نتيجة محبطة لكليهما وهذا هو الوضع السائد في الحياة الزوجية عند الأغلبية من الناس فالرتابة هي القاعدة أما استمرار الإثارة وتجدد التوقد فهو الاستثناء وينبغي التعامل مع هذا الانتظام بأنه إعلان لبلوغ الغاية وتحقق الاستقرار العاطفي وانتظام حياة الأسرة... إن الأصل في الحياة الإنسانية في مختلف مؤسساتها الفردية والاجتماعية والثقافية هو الرتابة والتكرار والاستقرار والانتظام والتلقائية أما الإثارة والاقتحام فحالات استثنائية طارئة إنها مطلوبة فقط سواء على المستوى الاجتماعي أو الفردي للتعلم والابتكار والتغيير والتطوير فالانتظام هو الأصل الدائم أما الإثارة فهي الاستثناء العابر فالأصل في الزواج أنه لبناء أسرة مستقرة ومنتظمة ونامية إنه مشروع العمر بطوله وهذا يتطلب الاستمرار والانتظام والاستقرار ويتنافى مع دوام الإثارة التي تستنزف الطاقة وتستهلك الوقت وتستنفد الاهتمام لكن الإنسان بطبيعته يسعى إلى اللذة ويطلب الاهتمام غير أن أي لذيذ مهما بلغ من الروعة والجاذبية والإغراء يفقد الكثير من لذته إذا تكرر ولنفس السبب يتلاشى الاهتمام بما كان مثيراً لأن الإنسان يتكيف معه ويعتاد عليه فلا يكون مثيراً له فيصير رتيباً ويصاب المرء بالملل لأن الملل هو البديل للإثارة إن الإنسان ينفر من التكرار ويضيق من الرتابة في الأمور اليومية ويمل من المألوف في مجال الرغبات الشخصية إنه يطلب اللذة ويريد استمرارها ويحرص على أن تبقى في نفس المستوى من الامتاع والإثارة غير أن هذا ليس ممكناً في الحياة الزوجية ولا تسمح به الطبيعة البشرية التلقائية فالتكيف والرتابة والتكرار والاعتياد مآل حتمي كما أن استمرار الإثارة ليس في صالح الحياة لأنه استنزاف للطاقة واستهلاك للوقت واستغراق للاهتمام في مجال سلبي وغير إنتاجي...
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
اتجاهك في الحياة - كلام من ذهب | SALMAN | سواليف كتاب الصحافة | 0 | 30 / 04 / 2020 12 : 06 PM |
الدبلوماسية في الحياة الزوجية | SALMAN | سواليف عوائــل | 0 | 15 / 11 / 2011 16 : 11 AM |