خـــــــــــدمات الأعضــــــــــــاء

العودة   ملتقى النخبة > ((((((بـــــــــــــــــــــــــــوابـــــــــــــــــــــــــة الملتقى))))) > سواليف كتاب الصحافة > مقالات صحفية 2011-2019
.::||[ آخر المشاركات ]||::.
 

إضافة رد
 
 
LinkBack أدوات الموضوع
  المشاركة رقم: 1  
قديم 15 / 05 / 2020, 38 : 06 PM
الصورة الرمزية SALMAN
مؤسس الموقع
المنتدى : مقالات صحفية 2011-2019
تاريخ التسجيل العضوية الدولة المشاركات بمعدل المواضيع الردود معدل التقييم نقاط التقييم قوة التقييم
14 / 03 / 2005 1 المكتبة 7,623 1.05 يوميا 395 10 SALMAN is on a distinguished road
SALMAN غير متصل

افتراضي شيء من عاداتنا الجميلة

افتراضي شيء من عاداتنا الجميلة

تم ق ن

عام بعد عام تختلف صورة الحياة وتشهد جديداً في عاداتنا وتقاليدنا وكيف نمارسها، ويصبح الجديد نمطاً لحياتنا ومن ثم عادات وتقاليد للأجيال الجديدة ونحن منها رغم أنها تزداد ابتعاداً عما كنا عليه في الماضي من حياة كلها دفء وروح اجتماعية وثيقة الصلة بالترابط والتواصل.

كان هذا لطبيعة المكان وظروف الحياة والتكوين العمراني الذي كان يقوم على مفهوم الحارة في البناء والجوار، وبالتالي في العادات والتقاليد التي كان منها على سبيل المثال إقامة الأفراح والمناسبات في نفس المكان، وتتسع بيوت الحارة والجيران لأي مناسبة لأحد أبنائها ويتكافلون فيها ويساند بعضهم بعضاً بنفس راضية تسارع إلى المحبة والخيرات، وكأن المناسبة هي لكل واحد منهم ولا يستطيع أحد أو يجرؤ على التخاذل مهما كان ضيق الحال، فيكفي حضوره ومشاركته والمساعدة في الاستقبال والتنظيم أو خدمة الضيوف القادمين من بعيد.

من هنا أظن أن الكثيرين يتفقون معي خاصة من جيل الأجداد والآباء أمثالي في عمق تلك المشاركات الاجتماعية في الماضي بروح الجماعة، وهي ذكريات وصور رائعة محفورة في ذاكرتنا ووجداننا وما أروعها من صورة لم تستطع الحياة المعاصرة وزحامها وضغوطها أن تمسح معالم تلك اللوحة الجميلة التي كنا جزءاً منها وكانت هي الحياة الأوسع للأخلاق الطيبة والعلاقات الحميمة بين أبناء المكان الواحد، حيث كانت قلوبهم مفتوحة قبل بيوتهم، وإمكاناتهم متاحة لأي ظرف أو أي مناسبة، ويقدمون عن طيب خاطر ما يستطيعون تقديمه، ولا يحتاجون لدعوة أو بطاقة لحضور المناسبة لأنهم كما قلت هم أصحابها وشركاء في الفرح وفي غير الفرح.

لقد فعلت المتغيرات المعاصرة فعلها في نمط حياتنا الاجتماعية، وباعدت بين الجار والجار حتى وإن لم يفصل بينهما سوى جدار واحد، مع أن حق الجار أصيل في الإسلام، وهذا الحق لا يكلف الإنسان سوى السؤال عن جاره بخلاف ما يحدث اليوم من أيام وأسابيع تمر وربما شهور دون أن يدرك الجار أحوال جاره ولا ظروفه، وبالكاد السلام وكيف الصحة والأحوال، وهنا يعز على الإنسان أن يسأل جاره أمراً كما كان في الماضي وإن كان الناس قد أصبحوا في نعمة ولله الحمد وسعة من العيش، مع ذلك النفس ضاقت بحقوق الرحم وحقوق الجار، والله يعين على هذه الدنيا التي غرق فيها الجميع، فقد أصبح لكل واحد عالمه الخاص وأفراحنا ومناسباتنا أصبحنا نقيمها في قصور الأفراح والمناسبات والفنادق لطبيعة الواقع العمراني الذي لم يعد يتحمل متطلبات تلك المناسبات ولا أعداد المدعوين وليس باستطاعة أحد أن يفتح بيته لأن كل شيء تغير، ولكن التطور والتغير كلف الناس كثيراً.

ومع ذلك لا يزال جوهر المشاركة والروح الطيبة موجوداً في عاداتنا ومناسباتنا وإن أخذت شكلاً مغايراً في المكان، وهذا أمر طبيعي ومن سنن الحياة، ولكن المهم في ذلك أن نحافظ على هذه الروح الأصيلة، فلهذه المتغيرات استثناء، حيث نجد نقطة التقاء ثابتة في التواصل الاجتماعي، وهي نقطة مضيئة تتجاوز الانشغال بالحياة اليومية إلى الحرص على المشاركة الاجتماعية والمناسبات التي ندعو الله سبحانه وتعالى أن تكون أفراحاً دائمة، ففي المناسبات الخاصة بالأقارب والأصدقاء والأحبة لا يزال فينا قبس من روح الماضي الأصيلة بالمشاركة وبالتهاني والحضور الكريم، وهذا ما نعايشه كثيراً وقد لمست ذلك من حرص رجال المجتمع والشخصيات العامة على مشاركة أحبائهم مناسباتهم.

أذكر من تلك المناسبات التي تجلت فيها معاني روابط المحبة والتواصل الاجتماعي مناسبات عديدة شرفها سعادة محافظ رابغ السابق الشيخ محمد بركة إسماعيل بن مبيريك وشقيقه سعادة الشيخ حسن بن إسماعيل بن مبيريك، ووكيل المحافظ الحالي الأستاذ أيمن محمد بركة بن مبيريك ولفيف من عائلة ابن مبيريك الكرام، كذلك عدد كبير من أعيان رابغ ومكة المكرمة والمدينة المنورة وخليص وجدة الذين نذكر لهم هذه الروح الطيبة في مناسبات عديدة عشنا فيها أجواء أصيلة حيث يستقبل الحضور (بالزومالة) مرددين:

يا مرحبا بالضيوف شرفنا حضورهم
فرحت الديرة وفرح الحاضرين
شيخ ولد شيخ وما يترك لزومه
حماي للميقاف في قسوة ولين
ما أروع تلك الليالي السعيدة بصورتها السابقة البهيجة، والأمسيات التي كانت تشهدها أفراحنا، خاصة عندما تصدح الدفوف معلنة بالعرضة عن زفة العريس، ويسمونها في رابغ (الدمام)، حيث يقف كبار المدعوين والشخصيات وسط لفيف من الحضور وبجانبهم العريس وكبار القوم، وتبدأ الأهازيج المعروفة في الأفراح، ثم تدق الدفوف ويردد الحضور:

اليوم يوم العيد واطلع يا قمر
غطى بنوره سهلها وجبالها
بينما يقول العريس:
مرحباً باللي حضر
هم شاركونا فرحة نسعى لها
ويختم الفرح (بزومالة) رائعة تحمل معاني الوفاء والمحبة والولاء لولي الأمر يرددها الجميع في قلوبهم العامرة للقيادة الرشيدة بروح من الوطنية.

دولة العز حاميها عبد الله

والسيوف الرهيفة مرونها

عاش سلطان ولي العهد حامي أركانها

هذه صورة جميلة ما زلنا نرى بعضاً من آثارها خاصة في رابغ وغيرها من المحافظات في كافة المناطق التي تتوارث تلك العادات الحميمة في الأفراح حيث يردد أهلها الأهازيج ويحرصون على الرحابة في المشاركة خلال المناسبات.

من المفارقات الدالة على التغير الاجتماعي والمادي أن بعض الأهازيج القديمة كانت تعكس لنا كم كانت تكاليف الأفراح قليلة لكنها تتغنى بالعروس ومكانة أهلها، حيث تتعدد ليالي الفرح عند الزواج من ليلة قراءة الفاتحة ومن ثم ليلة الملكة والغمرة والحنة وحتى الزفة والصبحة، ومن أهازيج الطرب في ليلة الغمرة ما يردده النساء وهن يتحلقن حول العروس:

ويلا: عروستي يا جوهرة يا محيصة
ويلا: يحلف أبوها بألفين ما هي رخيصة
وهكذا كانت تُقاس قيمة المهور بالمبالغة في الطرب وليس في الواقع، يشترون بعضهم بعضاً بالمحبة ويتصاهرون على الرباط والخير والتعاون، أما (الألفين ريال) التي كان النساء يتغنين بها كناية عن غلاء العروس، فإننا نراها اليوم مبالغات لا حصر لها ولا حدود في الغلاء الحقيقي للمهور وتكاليف الزواج، ولم يعد الألفان ولا العشرون تكفي لإتمام الزواج وتجهيز بيت الزوجية وتأسيس أسرة جديدة.

والعريس أيضاً كان له نصيبه من الطرب ويرددها النساء أيضاً في بيت العروس من قبيل الاحتفاء بالعروسين فيرددن:

ويلو: عريسنا وايش دعيت في صلاتك

ويلو: جاتك عروسة من الحور جاتك

هكذا كما كان يجمعهم الفرح، كانت تجمعهم الحياة؛ إنها صورة أنقلها للأجيال الجديدة، ليس من التراث فقط، بل الجميل حقاً أن نراها قائمة في بعض محافظاتنا وقرانا الأصيلة.. أسأل الله أن يجعل حياتنا كلها أفراح وأن نحافظ على روح الترابط.


مصطفى محمد كتوعة







توقيع : SALMAN
إذا خسرناك عضو فلا تجعلنا نخسرك زائر


الإرادة بركان لا تنبت على فوهته أعشاب التردد

حيــــــــــــــــــــــــــــــاكم الله في حسابي على تويتر :
SALMANR2012@
Digg this Post!Add Post to del.icio.usBookmark Post in TechnoratiTweet this Post!
رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
 
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 58 : 10 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir
ملتقى النخبة 2005