![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
خـــــــــــدمات الأعضــــــــــــاء
|
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
LinkBack | أدوات الموضوع |
المشاركة رقم: 1
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
حكايتنا التي لا تنتهي مع الثلاجة !!
حكايتنا التي لا تنتهي مع الثلاجة !!
د.أنوار عبد الله أبو خالد تعود من العمل منهكاً ، وتلج الى البيت ، وقبل ان تسلم على اهل بيتك تتجه بطريقة آلية الى المطبخ لتفتح باب الثلاجة !!.. وكذلك عندما ترجع من وليمة او عرس وقد شبعت حد التخمة ، فتدخل بيتك وبالطبع ستذهب الى الثلاجة لتفتح بابها وتنظر داخلها ثم تغلق الباب مرة اخرى لا لشيء ، الا إن افترضنا انها حكم العادة أو ترقب الجديد ..!! **** قد تكون الثلاجة من اعظم الاختراعات التي منّ الله بها على البشر ، ولا يعرف قيمة هذه النعمة الا من حرم منها ليوم او يومين بسبب تعطلها ، ولكن الحقيقة ان مكان الثلاجة اصبح كالمزارات المحدثة ، يطاف بها عدة مرات في اليوم الواحد ، ولو انك راهنت على ان باب الثلاجة هو اكثر باب يفتح ويغلق في البيت لكسبت الرهان بلا شك !!.. ***** نعم انا أشهد بأن للثلاجة سحراً لا يقاوم ، خصوصا عندما تكون غاصة ببقايا وليمة الامس او محشورة بمقاضي اول الشهر ، ومما يزيدها جمالا وسحرا ان حركة فتح باب الثلاجة يذكرك بازاحة ستار مسرح الاحلام ، فبمجرد ان تمسك بيد الباب يتمنع قليلا ولكنه سرعان مايتحرر ويصبح سهلا وانسيابيا ، فتضيء بشكل آلي انوار خافتة تلقي على المشهد سحرا وجمالا ، ثم تهب على وجهك نسمات هواء بارد كأنه يعانقك ليواسيك ويخفف عنك من حر الرياض ولهيبها ، او كأنه يرحب بك ويدعوك بكل كرم الى تناول المبردات مما لذ وطاب من نعم الله ذات الاشكال والالوان المختلفة ، والتي صفت على الارفف بشكل يستفز المعدة ويستثير اللعاب ويبهر العينين ، فتقف مشدوها امام تلك الصورة الجمالية وقفة الصامت المتأمل كأنك تحاول ان تحفظ عدد الاصناف او كمياتها ، او كأنك ترسم مخططا مستقبليا لمتى وكم وكيف ستلقي بهذه النعم في فمك او في القدر.. **** قل لي : كم مرة أصابك الارق فتقلبت في سريرك ذات اليمين وذات الشمال ، ولم يقض على هذا الارق الا خطوات خطوتها الى المطبخ ثم فتحت باب الثلاجة دقيقة او دقيقتين من التحديق والسبر لتقتنع بعدها بأنك لست جائعا ولا تريد ان تُدخل طعاما على طعام، او انك لا تريد ان تنظف اسنانك مرة اخرى ، فتغلق باب الثلاجة مكتفيا بالفرجة ، وتتجه الى فراشك لتدخل في نوم عميق !!.. هذا اإن كنت من اصحاب الهمم والعزائم ، اما ان كنت من اصحاب النفوس الضعيفة والانهزامية امام الاغراء فسرعان ماستنهزم في منتصف الليل امام قطعة من الكيك مغطاة بطبقة من الشوكولاتة السوداء السائحة وعليها قطعة حمراء طازجة من الفراولة الشهية.. حقيقةً لا أعرف لماذا تساورني نفسي وانا اكتب هذه المقالة بأن ازور ثلاجتي لعلي أجد تلك القطعة من الكيك !!.. بل قل لي : كم مرة شاهدت التلفاز لتتابع برنامجا تحبه او مقطعا تفضله ، فكان الفاصل الاعلاني فرصة للقيام بزيارة خطافية للثلاجة ، وكأن لذة الاستمتاع بالتلفاز لا تكتمل الا عندما تكون احدى اليدين مشغولة بالاكل والاخرى ممسكة بجهاز الريموت كنترول ..!!. دعك من هذا كله وقل لي : كم مرة اغلقت سماعة الهاتف بعد سماع خبر قد نكد عليك او أزعجك ، فذهبت بتلقائية الى صديقة العائلة في السراء والضراء أعني الثلاجة ، فاخذت منها طبقا من المعجنات او الحلويات ، وسرعان ماهدأ غضبك وربما استطاعت كمية السكريات ان تجلب لك السكينة والنعاس ، او ربما نشط عقلك فاستطعت ان تجد حلا مناسبا لمشكلتك او مخرجا من ضائقتك ..؟!. **** ماذا حدث لنا ، هل نحن منومون مغناطيسيا ، ام نحن اوفياء لصديقتنا الثلاجة ، ام اننا اسرى لعادات خاطئة ، حتى اصبحنا نظن ان السعادة لا تكتمل الا بحضور الطعام وحركة الايدي وقرض الاسنان وامتلاء البطون ، وحتى اصبحنا نرى ان اول الحلول للازمات والمشاكل هو استهلاك كمية من المثلجات او الحلويات ، بل اننا صرنا لا نعرف ان نقطع اوقات الفراغ الا بزيارة الثلاجة واخراج مافيها ووضعه فوق بعضه او في الخلاط ثم نرمي بهذه التخبيصات في افواهنا تزجية للوقت وتحصيلا للسعادة العاجلة التي لا تخلف الا سمنة وشحوما نجرها على الارض جراً ..؟! الثلاجة متهمة بريئة ، بل هي من أكثر الاجهزة المنزلية اخلاصا وجهدا ، حتى إنها الوحيدة التي لا يفصل عنها التيار الكهربائي وانها الوحيدة التي لا يغلق بابها الا ليفتح مرة اخرى ، انها نفوسنا التي ضعفت امام الهوى والاغراء المادي ، لماذا لا نجعل من تفوقنا في عصيان الهوى، نجاحاً وفوزاً نستحق ان نفخر ونسعد بهما؟ لماذا نحس داخل انفسنا دائما بأننا محرومون حين منعنا انفسنا من سلوكيات خاطئة يزينها الهوى ، ولماذا سقطت منا ألقاب كنا نعدها اوسمة للنجاح والفلاح؟ اين العزيمة اين الشجاعة اين الفروسية؟ هل نظن بأن من لم يكن فارسا وشجاعا امام نفسه وشهواتها وهواها سوف يكون في احد الايام فارسا او شجاعا ، وكيف نظن بمن لم يستطع ان يغلب نفسه ان يغلب غيره ؟ وكيف بمن لم يعزم على نفسه فيقسرها بأن يصبح في احد الايام ذا شخصية جادة ومبادئ سامية؟! لكننا دائما على دروب الخير نلتقي...
|
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|