|
خـــــــــــدمات الأعضــــــــــــاء
|
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
|
LinkBack | أدوات الموضوع |
المشاركة رقم: 1
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
أربع زوجات ورجل!
أربع زوجات ورجل!
جريدة الرياض | أربع زوجات ورجل! سعد الحميدين "شاع الخبر في كل أرجاء المدينة. حاج عمرو طلق زوجاته جميعهن، وكل واحدة عادت إلى بيت ذويها، ولم يبق في المنزل الكبير إلا الخدم والأولاد" *** من طبيعة الشعوب والأمم الاختلاف في التقاليد والطباع وكثيرا من المسائل الحياتية، هذه سنة الحياة، فالتباين والاختلاف ليس جديداً وإنما منذ خلق البشر، فمع ان الإنسان هو الإنسان إلا أن الاختلاف لابد منه، وهو يجيء تبعاً للمناخات الاجتماعية والجغرافية، فهناك ديانات وطقوس وكل راض بما هو فيه حيث التوارث حسب التسلسل الزمني. الزواج له عادات مختلفة عند البعض ومؤتلفة عند البعض الآخر، ففي روايتها (والاأندي/ فنّ تقاسم الزوج) تذهب الكاتبة الكاميرونية من إفريقيا (دجايلي أمادو أمل) إلى سرد حياة رجل مع زوجاته الأربع، وتفصل ماهو دور كل واحدة منهن وما هي طريقة معاملته لهن وكيفية الزواج بكل واحدة راسمة خطاً بيانياً في فن التعامل الأسري في بيت كبير يجمع الزوجات والأبناء وكيف يعيش الجيل الجديد عندما ينظر من حوله ويرى مايجري في هذا البيت الكبير، فتكون المدارس سبباً في شيء من محاولة مسح بعض النتوءات والحراشف التي تعكر مسيرة البيت الكبير وعلى مساحة أكبر العادات الاجتماعية والممارسات التعسفية من صاحب الزوجات الأربع خصوصاً مع الأبناء عندما يبدون تذمرهم ومحاولة تجاوز وتخطي ماهو مألوف، فتكون ردة الفعل الكاسحة عند الأب مما قد يؤدي ببعضهم إلى المرض أو الإعاقة وربما إلى الموت عندما يؤدب الأب الأبناء بالضرب المبرح، وما هي ردات الفعل التي تعقب مثل هذه التصرفات التي استمرت عقوداً مع الأربع الزوجات وذريتهن من بنين وبنات لأنه كما تقول الكاتبة: ما من شيء يدوم في هذه العالم القاسي، حتى عذاباتنا لا تدوم..! "مسكينة الفتاة الصغيرة، المضطرة أن تكون امرأة منذ مراهقتها. مضطرة أن تخفض عينيها. مضطرة إلى تغطية رأسها. حتى لو التقيتها، فلن تراها حقا" لشدة تعامل الأب مع أبنائة وزوجاته، فالزوجات للخدمة والتنظيف وللفراش وكل ليلة لواحدة تكون هي سيدة البيت لأنها ستكون معه، فتحضِّر نفسها. زيا وغذاءً تعمله خصيصاً له بيديها وتقدمه مستخدمة طقوساً مغايرة للأخريات، ولكن الأبناء بعد أن نالوا شيئاً من التطور الذي لا يعني الانقطاع عن كل التقاليد وتبنيّ تقاليد عرق نندهش في معظم الأحيان من باب التكبر. التطور يعني أن نحسِّن تراثنا الذي لا يقتصر فقط على منازلنا. إنه يكمن بشكل خاص في طريقة تفكيرنا، طريقة وجودنا برمته –مقولة معروفة كحكمة لأمادو مباتي با- مصطفى أحد الأبناء قذف بكتبه فتناثرت: أن أتزوج! وفوق ذلك ابنه عمي! لكن الوالد أصبح عصبياً خالصاً. "طرق قوي على الباب ثم دخلت فايزة غاضبة.. القت بنفسها على سرير أخيها الأكبر، وهو أمر ممنوع مطلقاً حسب التقاليد قالت صارخة: هل أخبروك بقصة الزواج هذه؟ إنها حقاً مزحة! من المستحيل أن أقع في هذا الفخ، مستحيل أن أتزوج هذا الأحمق أمادو وأن أعيش في منزل عمي داودا فهو يفرض على جميع نسائه وكناته ارتداء الثوب الأسود الطويل وتغطية وجوههن بأكملها، سنرفض كل شيء، ولايمكنهم أن يجبرونا قال أخوها "عرفت فايزة بأنها لن تستطيع أن ترفض مواجِهَةً أبيها، فأفضت لأخيها بما تكنه في نفسها وبأنها لن ترضخ للزواج من معتوه، وفي وقت المراسم هربت بطريقة سرية، ولكن هربها لم يدم إذْ استعادها أبوها، فضربها وعذبها وأخذ ينظر اليها نظرة حقد واحتقار حتى أصيبت بالمرض، ذهب بها إلى المشفى وطلب ألا يعالجها إلا طبيبة، فقال له الطبيب: عجيب أمركم تحرمون البنات من الدراسة وخاصة الطب ثم تطلبون ألا يعالج النساء إلاطبيبات. وماتت في وقت قصير، وكانت الزوجات الأربع غير راضيات بما فعل وما تسبب فيه من تعذيب للبيت بأكمله. حيث هرب بعض الأولاد. قطعت سكينة (=احدى الزوجات) الصمت اللا نهائي وهن حزينات: - يجب علينا أن نتكلم في الموضوع، فهم في النهاية أولادنا يجب البحث عنهم. - لن يسامحهم أبداً قالت الزوجة الأخرى مع أنهم على حق لا يريدون الزواج. فاجأته إحداهن عندما دخل البيت وابدت ملاحظاتها بأن الأبناء أحرار في الزواج ولهم الاختيار، قال لها أنت طالق، وأسكت الثانية عندما حاولت تهدئة الموضوع، فقالت طلقني، وفي الحال قال: طالق، ولحقت بهما الزوجة الأولى مع الثانية وطلبتا الطلاق، وفي كبيريا طلقهما، وبعد أن طلقهن جميعاً لم يبق في البيت ألا هو وبعض الأولاد والبنات. "مسكينة المرأة الصغيرة.. مضطرة إلى الانحناء، لكي تسلّم على رجل مضطرة للانحناء، لكي تسقيه، مضطرة لنزع حذائها قبل أن تمر بقربه مضطرة ألا تعترض عندما يعطيها ملاحظة، مضطرة إلى الخنوع إذ لا يمكنها أن تعرف أكثر منه" مهما كانت القرابة. هل تغيرت الصورة؟ نعم، ولا، ففي الحياة الكبرى عجائب وغرائب، والفلك يدور.
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|