د. سهل بن عبدالعزيز الهاجوج
تمت ق
جريدة الرياض | لا نزرعها فيهم
طلبت ذات مساء من زوجتي خلال مكالمة هاتفية حيث انني كنت مازلت في مكتبي- طلبت منها ان تسأل بنيتي شموخ ذات الأربعة اعوام ان تجلس وتكتب شيئا مفيدا عسى ولعل ان تتعود الإمساك بالقلم وان لا تضيع الوقت هدرا متنقلة بين صفحات ال (آي باد) بأناشيده وبين لعبة واخرى حيث ان شموخ توقفت عن الذهاب لروضتها. فقلت لزوجتي اعطِ شموخ ورقة وقلما واعطها قطعة لتنسخها حيث لهذا العمل فوائد جمة منها تحسين الخط. نزل علي رد زوجتي كالصاعقة او هكذا شعرت عندما قالت: (يا ويلي ما هي رايحة تكتب) وعلى مسمع من شموخ. وفي لحظة سماعي ما قالت ام شموخ ارتعدت وازبدت وانتفضت انتفاضة كادت تحرك عظامي من مفاصلها لعلمي الأكيد بان ما قالته ام شموخ خطأ جسيم لانه رسالة بمغز سلبي ولها ابعاد خطيرة جدا على مستوى حاضر شموخ ومستقبلها. ما قالت ام شموخ قد يتكرر في كل بيت ومن كل ام بحسن نية دون إدراك مغزى السلبي لهذه الكلمة على العقل الباطني لأطفالنا. كل إنسان يتأثر سلبا او ايجابا بما يسمعه. وعندما يسمع الطفل كلمة سلبية فإنها تتخزن في العقل الباطن ومع مرور الأيام ومع تراكم الرسائل السلبية في العقل الباطن فإننا نبرمج اطفالنا باتجاه العجز والكسل والفشل لا سمح الله. الرسائل السلبية في ظني تقتل كما يقتل الرصاص وقد تكون اثار الرسائل السلبية مدمرة وتدمر اجيالا بأكملها. الإنسان وبطيعته وفطرته السليمة يتشجع ويعمل وينجز عندما ترسل له رسائل إيجابية. والعكس تماما يحدث له عندما تصله رسائلنا السلبية. وما يقوله ارباب البرمجة العصبية كله يتمحور حول التشجيع وإيصال الرسائل المحفزة الى ادمغة من نريد لهم النجاح. النجاح والإبداع يخرج من الوعي الباطن. وبمعنى اخر ينبت من ما نزرع في اذهان النشء. فكلمة ام شموخ مثلا يمكن لشموخ ان تتخذها عذرا وتتكئ عليها واخطر من ان تتخذها عذرا هو برمجة عقل شموخ على انها لن تكتب وانه لا يتوقع منها ان تكتب وستبقى كذلك. يصعب على المربين مسح الأثار السلبية للكلمات التي نزرعها في اذهان أطفالنا. وكما يقولون من يعلموننا برمجة عصبية لغويه يقولون ان الإنسان خلال حياته يستقبل في وعيه الباطن اربعة ملايين كلمة سلبية ولا يستقبل سوى 4000 كلمة ايجابيه والكثرة غلبت الشجاعة. كما يقول المثل. لا مقارنة بين اربعة ملايين كلمة سلبية مع أربعة الاف كلمة ايجابية. حتما طريقة كلامنا مع ابنائنا وبما نرسل لهم من رسائل فإننا نبرمجهم اما باتجاه الفشل او النجاح. فأنا احذر نفسي وجميع اولياء الأمور (الأمهات والأباء) وحتى الإخوة والأخوات من إطلاق الرسائل السلبية باتجاه من نحب حتى لا نخسرهم ومن ثم نندم حيث لا ينفع الندم. وكل عام ونحن نرسل لأبنائنا رسائل النجاح والتفوق ودمتم ودام الوطن.