خـــــــــــدمات الأعضــــــــــــاء

العودة   ملتقى النخبة > ((((((بـــــــــــــــــــــــــــوابـــــــــــــــــــــــــة الملتقى))))) > سواليف كتاب الصحافة > مقالات صحفية 2011-2019
.::||[ آخر المشاركات ]||::.
 

إضافة رد
 
 
LinkBack أدوات الموضوع
  المشاركة رقم: 1  
قديم 10 / 06 / 2020, 44 : 08 AM
الصورة الرمزية SALMAN
مؤسس الموقع
المنتدى : مقالات صحفية 2011-2019
تاريخ التسجيل العضوية الدولة المشاركات بمعدل المواضيع الردود معدل التقييم نقاط التقييم قوة التقييم
14 / 03 / 2005 1 المكتبة 7,623 1.05 يوميا 395 10 SALMAN is on a distinguished road
SALMAN غير متصل

مشجعون لا معلمون

مشجعون لا معلمون

تمت ق

جريدة الرياض | مشجعون لا معلمون

عبدالعزيز بن حمد العبدان
جاء أبو الدرداء رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم فقال له أوصني وأوجز (أي لا تكثر عليّ لعلي أعقل وأعمل). وجاء رجل آخر إليه عليه الصلاة والسلام فقال أوصني وأوجز كما في حديث أبي أيوب الأنصاري وفي الأثر عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه يقول كنا لا نتجاوز العشر آيات من القرآن حتى نتعلمهن ونعمل بهن.
إن المتأمل للانفجار المعلوماتي اليوم بين أيدينا والمستقاة من وسائل التواصل المختلفة والأجهزة الذكية بأنواعها قد أحدث فجوة شاسعة بين ما نعرفه وما نطبقه فتكدست المعلومات والمعارف دون وضع استراتيجيات علمية لنطبقها في الحياة اليومية مهما كبرت أو صغرت.
مر بنا مثلا دعاء الخروج من المنزل مرارا وتكراراً وبطرق مختلفة فهل طبقناه؟ ولماذا؟
سؤال محير يحتاج إلى التوقف نعم لقد أفرطنا كثيراً في اكتساب المعلومات لا تستغربوا فهذا فخ من فخاخ التعلم لأن المعرفة في الوقت الحاضر بالخصوص يسهل اكتسابها ولكنها تبقى لا قيمة لها إذا لم تحدث تغيراً سلوكياً في المتعلم خاصة عند الناشئة.
إن المدخن لا يخفى عليه ضرره بل إن معظمهم يتعهد بتركه مرارا ولكن لا يتوقف فما المشكلة؟
المشكلة أن العادة جزء من نسيج حياتنا اليومية فتغيير السلوك والعادة بالغ الصعوبة ويتطلب مجهوداً جباراً ومكثفاً والناس لا يعرفون كيف يحولون نواياهم الحسنة إلى سلوكيات بتغيير عاداتهم السيئة.
سر النجاح في تطبيق ما تعلمناه أمور: منها التشجيع والتعزيز الإيجابي فنحن في بداية حياتنا نعتمد اعتماداً كلياً على أبائنا كما اعتمدوا هم على آبائهم وكنا نبحث عن حب غير مشروط وهو الذي لم يكن موجوداً في تلك البيئة التي لم يخترها أحد منا فأحبنا أبناؤنا كما أحبهم آباؤهم حباً مشروطاً بحسب السلوكيات المرغوبة لهم فنفعل ما يرضيهم لجذب حبهم ولم نسمع منهم كلمات مدح أو ثناء إلا في القليل النادر ففقدنا التعزيز الايجابي والثناء وهذا أفقدنا الثقة في قدراتنا لذلك أقمنا أسواراً عالية نحتمي وراءها من كل نقد فصار الخوف من الفشل مؤثراً فينا وقد اعتبر البعض أن من أهم واجبات الوالدين تجاه أبنائهم التشجيع والتحفيز. وهذا بالطبع لا يعني أن معاملة الوالدين كانت سيئة لا وكلا فلطالما أحسنوا التربية والمعاملة معنا جزاهم الله عنا خير الجزاء وإن كان مبدأ التعزيز قليلاً في تلك البيئة.
ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان رامياً، ارحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدهم في أمر الله عمر وأصدقهم حياءً عثمان، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ، وأفرضهم زيد بن ثايت، وأقرؤهم أبي، ولكل امة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح، وأنام علي بن أبي طالب في فراشة ليلة الهجرة، وولي أسامة بن زيد جيش فيه أبو بكر وعمر، ويطلب من زيد بن ثابت تعلم العبرانية والسريانية هذه نماذج من ثنائه وثقته وتربيته صلى الله عليه وسلم لأصحابه.
والسؤال الأهم الآن هل المدرسة سبب؟ ربما لأنك إن وجدت تعزيزا في المنزل وجدت من يمطرك بوابل من الانتقاد والتعليقات السلبية ممن توشح مشلح القاضي لإصدار الأحكام.
يحكي الشيخ على الطنطاوي -رحمه الله تعالى- قصة يقول فيها قرأت مرة أن مجلة انجليزية كبيرة سألت الأدباء عن الأمر الذي يتوقف عليه نمو العلوم وازدهار الآداب وجعلت لمن يحسن الجواب جائزة قيمة فكانت الجائزة لكاتبة مشهورة قالت إنه التشجيع ثم التشجيع.
وقالت إنها في تلك السن بعد تلك الشهرة والمكانة تدفعها كلمة التشجيع لتمضي إلى الأمام وتقعد بها كلمة التثبيط عن المسير، هذا عند الكبار والمشاهير فما بالك بالناشئة والأطفال الصغار أصحاب القلوب النقية الخضراء.
الحكماء يعدون التشجيع في أعلى قائمة القوى المحركة مثل المال والذهب والقوى البشرية فإن كلمات الشكر والثناء تجعل الإنسان يكاد يقتل نفسه ليعطي وينتج. يقول عالم النفس (رودلف دريكويس) أن حاجة الطفل للتشجيع والتحفيز مثل حاجة النبات للماء.
ألا ترون الفريق الكروي يحقق النتائج الايجابية غالباً على أرضه وبين جماهيره لماذا يا ترى؟
فهل نحن بحاجة إلى مشجعين بدلا من معلمين في مدارسنا؟
أما الحلقة المفقودة الأخرى بين ما يعرفه المرء وما يطبقه هي التكرار ثم التكرار ثم التكرار وعودوا ان شئتم إلى حديث (مروا أبناءكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر) فكم مرة يؤمر الابن بالصلاة قبل العاشرة ما يربو على خمسة آلاف وأربع مئة مرة.
يقول (فيل موراي) الذي يملك شركات ناجحة في مجال التنمية الذاتية يقول إن التكرار المتباعد أسلوب تعليمي جداً مؤثر إذا طبق تغير السلوك مباشرة فيجب تكرار المعلومة وعلى فترات متباعدة، لنتعظ من شركات الدعاية والإعلان وكيف يسوقون لمنتجاتهم بالدعاية المتكرر والمتباعدة فتروج سلعهم.
إن تغيير المعتقد بالغ الصعوبة كما حدث في صدر الدعوة المحمدية فلم يطلب بأبي هو وأمي عليه الصلاة والسلام من كفار قريش غير قول لاإله إلا الله محمد رسول الله فقط.
لا مشكلة في قراءة الكتب وحضور الدورات والندوات واستقاء المعلومات من الأجهزة الذكية كل ذلك أساسيات لا يمكن أن نستغني عنها لكن المشكلة أننا أصبحنا طول الوقت نكتسب معلومات ومعارف جديدة دون أن نتوقف ولو لبرهة لنخفف من هذه التخمة المعلوماتية التي تكدست في العقل دون تطبيق فأوجدت اختناقات مرورية في دهاليز العقل، إن فلسفة (أن الناس يجب أن يتعلموا أقل وليس أكثر حتى يطبقوا) تحتاج إلى تمعن، فقد تكون المعلومات القليلة المقدمة بشكل متكرر هي أفضل طرق التطبيق
ويبقي التشجيع والتكرار وتقنين المعلومات حلقات مفقودة للتطبيق.







توقيع : SALMAN
إذا خسرناك عضو فلا تجعلنا نخسرك زائر


الإرادة بركان لا تنبت على فوهته أعشاب التردد

حيــــــــــــــــــــــــــــــاكم الله في حسابي على تويتر :
SALMANR2012@
Digg this Post!Add Post to del.icio.usBookmark Post in TechnoratiTweet this Post!
رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
 
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 43 : 10 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir
ملتقى النخبة 2005