|
خـــــــــــدمات الأعضــــــــــــاء
|
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
|
LinkBack | أدوات الموضوع |
المشاركة رقم: 1
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
فلنبدأ الآن
فلنبدأ الآن
عبدالله الناصر تمت ق جريدة الرياض | فلنبدأ الآن يدل الوفاء على سمو النفس، ورقي الشخصية.. والأوفياء هم نبلاء الناس.. وفي الوفاء كثير من فروسية النفس، وكرم الأخلاق وكمال المروءة.. وأظن أن في حياة كل فرد من بني البشر أناساً لهم تأثير أو فضل أو موقف إيجابي بشكل أو بآخر، منهم القريب، والصديق والأستاذ في المدرسة، أو الجامعة أو الزميل والرئيس في العمل إلخ. والسؤال هل نحن أوفياء مع أولئك الناس الطيبين الذين أثّروا في حياتنا أو لهم فضل علينا..؟ لست أدري، ولكن لو استعرض كل واحد منا وفتش في ذاكرته عن أولئك ثم سأل نفسه هل أنا وفيّ مع أولئك أو مع بعضهم..؟ المؤكد أن كلاًّ منا يضمر في داخله احتراماً وتقديراً واعترافاً بالفضل لأولئك بلا شك ولكن هل هذا الوفاء بالنية كافٍ؟ أي هل تبلغ النية مبلغ العمل في مثل هذا..؟ بل هل يعتبر ذلك نوعاً من أنواع الوفاء..؟ إن مشاكل الحياة المعاصرة وتعقيدها الحضاري جعلا المرء منا يذهل عن أقرب الأشياء إليه، فراحت كثير من الأمور ومنها الواجبات تتكدس عليه وهو يدفعها ويؤجلها، ويعد نفسه بأنه سيقوم بها أو بأدائها، وأنه سيبحث عن الوقت المناسب للتفرغ لها وإتمامها. غير أن الحياة تزداد تعقيداً وأمور الدنيا تتلاحق وتتابع بعضها يدفع بعضاً. بل يلغي ويدفن بعضاً.. فإذا المرء يجد نفسه في دوامة لا يستطيع معها التفكير في مثل هذه الشؤون، فيلجأ إلى نسيانها، أو تجاوزها والمرور عليها بسرعة عندما تخطر، وتأتي على البال..؟ والحقيقة أن المرء منّا يهرب ويحاول إيجاد خلاص، وملاذ، للتملص من هذه الواجبات التي تتراكم، لأنه ليس لها محرض يمس مصلحتنا اليومية والتي نحرص ونخشى عليها من الفوات، وهذا مرض اجتماعي يقتل الأشياء النبيلة في الإنسان ومن بينها الوفاء لأولئك النبلاء وذوي الفضل. إن نسيان الفضل وأهله هو نوع من أنواع الجحود، بل هو أسوأها وأشدها إيلاماً على النفس، سواء لمن هم لا يزالون في دائرة الضوء والقوة والمحافظة على مواقعهم، وأماكنهم. أو أولئك الذين ربما أن ظروف الحياة وشؤونها قد غيرت شيئاً من أحوالهم، فالقوي منهم قد ضعف، والمسؤول تقاعد، أو استقال، والمقيم انتقل فأصبح كل واحد منهم بعيداً عن موقعه، أو مكان قوته، أو مكان بروزه، وراح يعيش حياة أخرى يحاول أن يجمع فيها كل قواه وتماسكه كي يتأقلم معها ويلتحم مع محيطها وواقعها الجديد. ماذا لو تعالينا على كسلنا، وتسويفنا، ومخادعة أنفسنا بالانشغال..؟ ماذا لو استعرض كل فرد منا أولئك، وسجل أسماءهم لديه -وهم بلا شك قلة- ثم بحث عنهم في صدق وعزيمة وإصرار، فزارهم، أو هاتفهم، أو كاتبهم..؟ ما ظنكم بردة الفعل عند أولئك النبلاء الطيبين؟ والذين لا يرجون شيئاً ولا يطمعون في شيء أكثر من وقفة وفاء، أو كلمة وفاء، أو رسالة وفاء. ما رأيكم وفي - هذه الجمعة المباركة - أن نمتلك العزيمة ونقول: فلنبدأ الآن.
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|