|
خـــــــــــدمات الأعضــــــــــــاء
|
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
|
LinkBack | أدوات الموضوع |
المشاركة رقم: 1
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
الجيل الجديد وفقر الموروث الثقافي
الجيل الجديد وفقر الموروث الثقافي
سهام الشارخ تمت ق جريدة الرياض | الجيل الجديد وفقر الموروث الثقافي كان لي جارة من الجيل التقليدي القديم أجد متعة بالجلوس معها، أو محادثتها هاتفيا، وبالرغم من أنها لم تنل من التعليم إلا اليسير، وربما أنها بالكاد تتقن القراءة والكتابة إلا أن لديها من الأفكار والآراء المستنيرة ما لاتسمعه من بعض حاملات الشهادات العليا، فهي مطلعة على الأحوال الداخلية والخارجية وما يستجد من أحداث وتطورات، لها رأي في كل موضوع يفتح سواء في الدين أو التربية أو التعليم أو في أحوال المجتمع، وهي كثيرا ما تطعم حديثها بالأمثال والقصص القديمة ذات العبر والفوائد، وعندما يتكلم من أمامها تصغي إليه بكل اهتمام، بليغة في كلامها، تعرف كيف تتكلم بالنبرة المناسبة وكيف تنتقي الألفاظ وأساليب التحية، وماذا تقول وتتصرف في موقف الحزن، أو المرض، أو الفرح أو العزاء، في الوقت الذي تفاجئك تصرفات بعض بنات الجيل الحالي بأصواتهن المرتفعة في الأماكن العامة، وفي طريقة تعاملهن الخالية من الاحترام مع أقربائهن، وفي مواقف الحزن حيث تتوجه الواحدة منهن للتعزية وهي في أبهى حلتها دون مراعاة المظهر والسلوك اللائق واختيار الكلمات المناسبة للموقف. جارتي تمثل نموذجا مثقفا من النساء، ثقفته الخبرة والتجارب وأغنت لغته ما حفظه من القرآن والحديث والأدعية والأمثال والحكم والقصص بما تمثله من قيم أخلاقية وإنسانية، إضافة إلى الذكاء الفطري والقدرة على الملاحظة والتمييز والإنصات والحفظ. هذه الثقافة الشعبية التلقائية التي تظهر من خلال كل مايصدر من أقوال وتصورات وسلوكيات تعد من الروافد الثقافية التي نحتاجها في ظل حالة الخواء والتقليد والتزييف الاجتماعي والثقافي الذي نمر به والاستهتار بالروابط الأسرية. الجيل الجديد اكتسب الكثير من المعارف التقنية الحديثة وحاز على المؤهلات العلمية في مختلف التخصصات، ولكن يلاحظ أن هناك انقطاعا ثقافيا بينه وبين الأجيال السابقة، وفقرا في مخزونه التراثي واللغوي نتج عن سرعة التغير الذي طرأ على المجتمع إلى جانب العولمة وآثارها، وتقصير الأهالي في التربية وفي نقل الخبرات وحكمة الأجداد الأمر الذي أدى إلى اختفاء كثير من السلوكيات والقيم والتقاليد الاجتماعية الجميلة وظهور عادات ومفاهيم وقيم استهلاكية لا تعبر عن حقيقة التكوين الاجتماعي ولا تعكس أخلاقياته، ولو توجه أحد إلى كثير من الشابات والشباب بالسؤال عما يحفظونه من الأمثال والحكم الشعبية لوجد أن غالبيتهم لا يهتم بها، ولا يحفظ منها شيئا رغم أن كثيرا منها من أسس التربية والاقتصاد والاجتماع. لا أريد أن يفهم من كلامي أني ضد التطور ولكني أضيق بالتحديث والتغيير الذي يأتي على حساب الولاء والإحساس بالمسؤولية والاعتزاز بالقيم الأصيلة، فالشهادات العلمية لن يتحقق نفعها بدون زاد معرفي طبيعي ينهل من التراث الشفهي وقيمه وإبداعاته.
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الثقافة الرشيدة والفعل الجديد | SALMAN | سواليف كتاب الصحافة | 0 | 08 / 06 / 2020 24 : 08 AM |
الجيل الجديد بين المطرقة والسندان // مميز | SALMAN | مقالات صحفية 2011-2019 | 0 | 15 / 05 / 2020 13 : 07 PM |