هل أنت كاذب؟!
د. أنوار عبد الله أبو خالد
تمت ق
جريدة الرياض | محتالون على مخصصات «الضمان»..جَشع وأنانية!
بعيداً عن المجاملات، وبسؤال عميق وصريح، وأطلب منك الشفافية مع نفسك والصدق معها، وبتفكير عميق وبمسؤولية مطلقة، أجب عن هذا السؤال بكل تجرد.. وعندما تفكر بالإجابة توقف واعرف أنك الآن تقف على محك حقيقي من كشف حقيقة نفسية أو حتى ذهنية أنت تخفيها خلف ستار المجاملات للنفس وستار التسويف لإصلاحها أو ستار التعليلات البليدة لكل خطيئة بأنها ضرورة أو بأن المجتمع من اضطرني إليها أو هكذا هي الحياة.
اترك هذا كله جانباً، وتأكد ان إجابتك حقيقيية وواثقة، وتأكد أن لن يسمع إجابتك أحد غير نفسك فلا تخف من شيء، أجب نفسك بنفسك واحتفظ بسرك الخاص ولا تطلع عليه أحداً، لكن كاشف نفسك حقيقة واصدقها، ثم ابغ بنفسك النجاة والإصلاح والتهذيب.
طهر نفسك من الكذب ودنسه، واغسل عنك كل ألوان الكذب أبيضه وأسوده، نظف نفسك من كل نفاق اجتماعي، لتبقى سيداً وحرر نفسك من عبودية المصلحة والمال والجاه، فما هي إلا أرزاق توزع من الله الكريم الجواد، فهي رزقك ونصبيك إن أتتك ولكن راقب نفسك واسألها بأي شيء نالت مانالته أبالكذب والنفاق، أم بالصدق والوضوح والطهارة، وعندها اسأل نفسك ثانية لماذا دنست روحك بوحل الكذب والنفاق مادامت الأرزاق مقسومة!
مشكلتنا اننا نعلل لأنفسنا ونبيح لها كل الأساليب المباحة والمحذورة بعلل واهية وخيالات نخترعها ونصدقها، نبارك لأنفسنا الحيلة والنفاق والكذب ونسميه شطارة وفهلوة وذكاء، وعندما تقرصنا ضمائرنا نسكتها بأن الدنيا كلها كذلك والمجتمع لا يرحم والعيش يريد كثيراً من المرونة وإن لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب، فتبيح لنفسك أن تكون ذئباً تفترس كل ما تطوله يدك، لأنك لا تريد أن تأكلك الذئاب، وماهي إلا علل للنفس الطماعة التي لا تشبع حتى لو كان لها واديان من ذهب، وعلى دروب الخير نلتقي.