|
خـــــــــــدمات الأعضــــــــــــاء
|
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
|
LinkBack | أدوات الموضوع |
المشاركة رقم: 1
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
من التحكم إلى الضبط الداخلي
د. حنان حسن عطاالله
تمت ق جريدة الرياض | من التحكم إلى الضبط الداخلي من التحكم الخارجي إلى الضبط الذاتي ينتقل الإنسان من مجرد آلة - ولا حول له ولا قوة له -يسيّرها ويتحكم فيها الآخرون، إلى إنسان قادر على الضبط والتحكم في أمور حياته، ويتمتع بالصحة النفسية. لا شك أن هناك فرقا أن تقول لابنك المراهق لا تتصرف كما تريد لأنني سأرسم لك طريق حياتك، وبين أن تنصحه وتعطيه عدة خيارات وتجعله يختار. أن تدعه يحاول ويُخطئ، فالإنسان يتعلم من أخطائه ما لا يتعلمه من الأمور التى يصيب فيها. في الحالة الأولى قيدت فكره وحرمته من نعمة الحرية في اتخاذ القرار. وفي الثانية احترمته وعلمته درساً للحياة وزودته بوقود الحرية ونعمة التفكير وجعلته واثقاً من قدراته على إدارة حياته بنفسه. عندما نقيد أبناءنا وكذلك بناتنا ونرسم لهم خطواتهم في الحياة غير مبالين برغباتهم الشخصية وطموحاتهم وحاجاتهم، فإننا بذلك نقوم بتقييد ذلك الإنسان الذي بداخلهم ونقفل عقولهم بقفل من القهر والانصياع وربما الضياع للعمر كله. نحن كأمهات وآباء ليست مسؤوليتنا فقط توفير الغذاء والسكن لأولادنا. بل أيضا أن نوصل أبناءنا إلى ذلك اليوم الذي يستطيعون فيه أن يعرفوا كيف يتصرفون ويميزون بين الخطأ والصواب. هناك العديد من التجارب التي أثبتت مدى جدوى التعامل مع الإنسان ليس من منطلق التحكم به بل من منطق الضبط الداخلي ومن هذه التجارب الدراسة التجريبية التى أجريت على بعض المرضى الذين يعانون من الألم ويعطى لهم المورفين كمسكن. وكان المرضى كلما شعروا بألم ولو بسيطا استعانوا بالممرضة لتعطيهم المسكن . ولقد وجد أن المرضى تحملوا الألم أكثر وقل طلبهم للمورفين عندما تُركت لهم حرية استخدامه متى ما شعروا هم بالألم. عدا أن فرض رأينا على أولادنا يكون لديهم الميل الدائم للوم الظروف الخارجية، لو أخفقوا في أمر ما. بخلاف لو تعلموا تحمل المسؤولية واختاروا ما يناسبهم فإنهم سيتحملون مسؤولية سلوكهم. الحرية في اتخاذ القرار تبني ثقة الإنسان في نفسه وتكوّن لديه مفهوماً إيجابياً لذاته وهذا مفتاح مهم للصحة النفسية. ولا يقتصر الأمر على ما ذكرت بل في بعض التجارب التى أجراها علماء النفس وجد أن كثرة القيود المفروضة على الإنسان وعدم منحه حرية تولي أمور حياته تؤدي به إلى الاكتئاب وضعف الثقة في النفس. هل هذه دعوة للحرية المطلقة؟ لا بالطبع، وإنما اعطاء الأبناء مساحة من الحرية يمارسون فيها قدراتهم على اتخاذ القرار فتتكون لديهم قدرة الضبط الداخلي التي تنشط حتى لو غابت عين الرقيب الخارجي.
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|