وقفات تربوية

جريدة الرياض | وقفات تربوية
تمت ق

فهد حامد الحازمي
تبني البنت أو الولد حياتهما على آمال وتخيلات وأفكار حول الحياة الزوجية. قد يكونا اكتسباها من واقع خيالهما أو من خلال مشاهداتهما لبعض الأفلام والمسلسلات المدبلجة - التركية - المكسيكية - الكورية وغيرها. أو القصص الغرامية والرومانسية الخيالية الزائفة التي لا تمثل واقعاً للحياة الزوجية.
والأخطر من هذا كله أن يتصور الشريكان أن حياة العشق التي عاشوها قبل الارتباط الحقيقي في (مرحلة التكوين من الحياة الزوجية) سوف تبقى مدى الحياة لا يعكر صفوها كدر أبداً أبداً والصدمة تكون لهما كبيرة عندما يعيشان واقع الحياة الزوجية. بأفكار غير واقعية.
الفارس على الجواد الأبيض، الرجل السحري، الشمس المشرقة، الوردة التي لا تذبل، العطاء الذي لا ينتهي، الحياة التي لا مشاكل فيها، متناسين الآتي:
١-أن لكل جواد كبوة والحقيقة أن يدعم الفارس جواده ويكون بجانبه حتى يعيده للميدان ويواصلان المسيرة. وأن الظروف لن تكون في كل مرة لصالح الجواد والفارس.
٢- واقع الحياة وممارستها عن قرب سوف يحدث ضجيجاً، (احتكاك التروس يحرك العجلة) وهنا تبدأ الحياة الزوجية الحقيقية الواقعية لنجعل هذا الاحتكاك لطيفاً وتسير عجلة الحياة بانسيابية لابد أن يدرك الشريكان أهمية الحياة الزوجية. وأنه كلما اقتربنا من بعضنا نرى بعضنا بوضوح أكثر.
(تحسين الصورة مهم ومحاولة إزال الضبابية عنها وتعديلها وإعادة المحاولة مرة أخرى ووضع الخلفيات والمؤثرات يظهر الصورة أجمل).
٣- العصا السحرية.
لا يمتلكها إلا من يتمتع بالذكاء العاطفي والذكاء الاجتماعي. وهما مطلب أساس في الحياة الزوجية للشريكين.
٤- الضباب والسحاب والغبار لن يدوم ولن يحجب ضوء الشمس.
لو انتظرنا وصبرنا ولم نغلق الأبواب والنوافذ كلها سوف يعود النور ويدخل الهواء نتنفسه نقياً من جديد. لا تغلق جميع النوافذ لعل من بينها تكون نافذة الأمل.
٥- الحياة الزوجية مثل الحديقة.
إذا أهملت تكاثفت أغصانها وتشابكت وتساقطت أوراقها وذبلت ورودها. أما إذا تعاهدناها بالرعاية دامت خضرتها وأزهرت نباتاتها وازداد رونقها وأصبحت غناء وأقبلت النفس عليها.
وأخيراً يمكن تلخيص الحياة في (تحقيق النتائج) وتحقيق النتائج يحتاج للعمل، على الشريك أن يحرص أن يحقق في شريكه شيء وأن يحقق لشريكه شيئاً، الحياة إما نعيم وإما جحيم وكل ذلك بأيدينا.