صور لعدم الحفظ
تم ق
جريدة الرياض | صور لعدم الحفظ
يوسف القبلان
1- "المستريح" شاب اجتماعي، متعاون، يتحدث مع الجميع ويشارك في كل المواضيع. يتسم حديثه بالمرونة واحترام الرأي الآخر، واحترام حقوق المرأة. ينتقد السلوكيات الخاطئة ويطالب بالإنجازات والأخذ بأسباب التقدم. يتحدث بانفتاح .. مرح ويلقي النكات، يطالب بمشاركة المرأة في قضايا التنمية المختلفة. ينتقد الأساليب المتحفظة ويصفها بالرجعية.
(في البيت) بعد تلك الاستراحة يعود المستريح إلى البيت ويتحول إلى شخص آخر، مكفهر الوجه يبحث عن الهدوء، ولا يريد أن يتحدث مع أحد. يمنع أخته من الخروج إلى السوق ويرفض فرصة بعثة دراسية لأخته الأخرى، لا يشارك العائلة وجباتهم ولا أحاديثهم، ينعزل في غرفته ويسيطر الشك على تعاملاته مع أخواته في اتصالاتهن وزياراتهن.
2- (في السوق) يتجه الشاب الذي ترقى من " أبو طاقية" إلى " أبو شوشة" إلى الشارع مع أصحابه بالسيارة الاستعراضية في رحلة صيد لبناء علاقة هاتفية تنتهي في الغالب نهاية مأساوية. دوران ومخالفات مرورية ومغازلات حتى يقودهم التعب إلى أحد المقاهي او إلى بيوتهم بعد القضاء على ساعات الليل بأكملها. يستيقظ المستريح أو " أبو شوشة" بعد الظهر أو قرب العصر ليتحول إلى بوليس منزلي يمارس رجولته على أخته الجادة في دراستها المخلصة في أداء واجباتها الدينية وواجباتها تجاه والدتها ووالدها وأخوانها الصغار! الأخت التي تعمل لتساهم في ميزانية البيت وتساعد والدها في تحمل تكاليف الحياة، الأخت التي تواصل دراستها إلى جانب عملها في مشوار من الطموح للوصول إلى المستوى الذي تستطيع فيه أن تكون عضوة فعّالة منتجة في المجتمع يفتخر بها أفراد العائلة. هذه الفتاة الناجحة تتحول أمام الأخ المستهتر إلى إنسان عاجز غير جدير بالثقة، إنسان لا يستطيع أن يخرج من البيت دون موافقة هذا الأخ
" المستريح"!
3- (في المدرسة) حفل مدرسي ..هذا هو النشاط المرتقب، هناك لجان وإعداد ومشاركات من الجميع. بدأ الحفل .. بدأت الخطابة والكلمات التقليدية، والشكر موصول لفلان وفلان، رتابة في برنامج الحفل وتكرار في فقراته ولغة خطابية عمرها عشرات السنين. لا تتغير لا في شكلها ولا في مضمونها، بل إنك تستطيع الرجوع ثلاثين سنة أو أكثر إلى الوراء لتستعير كلمة سابقة قيلت في حفل مماثل مع تغيير الأسماء ولن ينتبه أحد إلى ذلك.