
15 / 06 / 2020, 40 : 04 PM
|
 |
مؤسس الموقع
|
المنتدى :
مقالات صحفية 2011-2019 |
تاريخ التسجيل |
العضوية |
الدولة |
المشاركات |
بمعدل |
المواضيع |
الردود |
معدل التقييم |
نقاط التقييم |
قوة التقييم |
14 / 03 / 2005 |
1 |
المكتبة |
7,623 |
1.05 يوميا |
|
|
395 |
10 |
|
|
|
|
من حقيبة السفر
تمت ق
يوسف القبلان
نحن لا نهرب في السفر من إرهاق العمل، والالتزامات اليومية. لا نأخذ الإجازة من أجل راحة الأعصاب فقط، أو التمتع بجمال الطبيعة، وجمال الاختلاف بين الناس، نحن نهرب أيضاً من أنفسنا، نبحث عن الجديد، عن التغيير، عن الكلمة الجديدة، والطرفة الجديدة، والمعلومة الجديدة، ولذلك نحرص على الالتقاء بالآخرين من كافة الجنسيات الا الجنسية العربية..
إذا قابلني العربي خارج الحدود العربية فسوف يكون شاهداً على تناقضاتي وازدواجيتي. سيلاحظ أنني خارج الحدود أحرص على احترام القوانين فإذا قال سائق سيارة الأجرة مثلاً إنه لا يحمل أكثر من أربعة أشخاص حسب قانون البلد الذي يعمل فيه فإني أمتثل ولا أجادل لأني أعلم أن موقف السائق لن يتغير.
سيلاحظ العربي أيضاً أنني احرص على ضبط الوقت والتكيف مع ساعات العمل ونظام الأسواق، وأقف في المواقف المخصصة لسيارات الأجرة في حالة الحاجة اليها، وأتقيد بنظام منع التدخين، وأحترم اشارات المرور، مرور السيارات، ومرور المشاة.
سيلاحظ العربي أنني لم أغير ملابسي فقط بل غيرت سلوكي وعاداتي، سوف أدخل الحدائق والأسواق بشكل طبيعي وسوف أرتاد المطاعم كالآخرين واختار طاولة بين الناس ولن أكون في طاولة محاطة بالحواجز. سوف أقف في الطابور، ولن أرمي النفايات في الشوارع، سوف أربط حزام الأمان في السيارة، سوف أستخدم الخرائط، سوف أستخدم وسائل النقل العام، سوف أستخدم الدراجة، سوف أستخدم أقدم وسيلة نقل وهي القدمان وأجد في هذه الممارسات متعة واعتبرها عادات حضارية بينما أجدها في بلدي العربي ممنوعة بقانون (العيب). لن أجد تفسيراً لتلك الصورة التي أشرت الى بعض مشاهدها إلا في برامج التربية والتعليم، وفي تطبيق الأنظمة.
أما المدرسة فهي ليست مكاناً لتلقي المعارف بل بيئة تربوية تقدم للمجتمع أفراداً قادرين على ترجمة المعارف الى سلوك ايجابي منتج فعال، فالمعرفة التي لا تتمثل في سلوك الطالب هي معرفة لا فائدة منها.
أما النظام فهو موجود لأن المجتمع البشري لم ولن يكون مثالياً في يوم من الأيام وقد تمكن الإنسان من وضع النظام الذي ينظم حياة الناس، لكنه يفشل في كثير من الأحيان في التطبيق والمتابعة والمحاسبة والوصول إلى الرقابة الذاتية.
وفي العالم العربي تسيطر على سلوكيات الناس منذ عقود من الزمن عادة اسمها (الواسطة) كانت مرتبطة بالحصول على الخدمات والوظائف والترقيات ثم تطورت لتصبح مرتبطة بكل شيء ووصل الأمر بالمواطن إذا أراد إنجاز أي معاملة أن لا يبحث عن المعلومات والاجراءات والمتطلبات بل يبحث عن الواسطة وكأنه على قناعة تامة بأن أي معاملة لا يمكن انجازها بدون واسطة.
تعود الناس على الواسطة ولكن عندما يصل الأمر الى تطبيق النظام فإن الواسطة خروج على النظام وإذا حالت الواسطة دون تطبيق النظام أصبح وجود النظام بلا جدوى.
يعود المواطن العربي من سفره ليتحدث عن إعجابه بما شاهده من خدمات متطورة، وأنظمة مطبقة، وقوانين يحترمها الجميع، يتحدث بكل دهشة ورعجاب عن التنظيم، والادارة وسهولة الاجراءات، واستخدام التقنية والتطوير المستمر لكنه حال عودته يعود الى عاداته القديمة المسيطرة ويبرمج نفسه من جديد ويستعيد مهاراته في الفهلوة وعدم احترام الأنظمة والقوانين.
توقيع : SALMAN |
إذا خسرناك عضو فلا تجعلنا نخسرك زائر
الإرادة بركان لا تنبت على فوهته أعشاب التردد
حيــــــــــــــــــــــــــــــاكم الله في حسابي على تويتر :
SALMANR2012@ |
|