الزوجة السكرتيرة
تمت ق
جريدة الرياض | الزوجة السكرتيرة
يوسف القبلان
هذه ليست وظيفة جديدة، ولكن الجديد فيها أن المسؤول الزوج إذا كلف زوجته بالقيام بدور السكرتيرة له أو المساعدة، فسوف يزاد راتبه بنسبة معينة كراتب للزوجة بشرط الاستغناء عن سكرتير الزوج في المكتب (هذا خيال يمكن تحويله إلى اقتراح)، نحن في عصر التقنية وليس من الضروري تواجد السكرتير في المكتب، كما أن مهام ومسؤوليات الرجل الكثيرة في العمل وفي البيت تبرر أن تقوم الزوجة بدور كبير في المساعدة وخاصة في أن تكون مسؤولة عن إدارة المنزل. يمكن تصنيف مسؤوليات الإدارة المنزلية إلى مسؤوليات تربوية، واجتماعية، ومالية. المسؤوليات التربوية تتضمن الجوانب الدينية والأخلاقية، ومتابعة الدراسة، وما يرتبط بها من تخطيط للمستقبل بشكل عام.
المسؤوليات الاجتماعية وتشمل العلاقات الأسرية، وعلاقات الأقارب والأصدقاء، والتعامل والتفاعل مع قضايا المجتمع.
أما المسؤوليات المالية فمفرداتها تعبِّر عنها، ومن ذلك، فواتير الهواتف، والكهرباء، والماء، ورواتب المستخدمين، وفواتير بطاقات الائتمان، وتسديد القروض، ورسوم المدارس، وتقسيط السيارات والمصاريف اليومية، ومصاريف السفر إلخ. الآن نتساءل، من الذي يفترض أن يقوم بهذه المسؤوليات؟ الزوج أم الزوجة؟ من الواضح أنه ليس هناك إجابة قاطعة لأن لكل بيت ظروفه فإذا كان الرجل يعمل وزوجته ربة بيت فقط فالصورة واضحة وهي أن تلك المسؤوليات من واجب المرأة، أما إذا كانت المرأة هي التي تعمل والزوج بدون عمل، فتلك المسؤوليات من نصيب الرجل. وفي حالة كون الزوج والزوجة يعملان خارج المنزل فهناك حالة تحتاج إلى المشاركة والتقسيم والتفويض والتعاون.
ومع دخولنا مرحلة جديدة من مراحل التنمية ونمو فرص عمل المرأة ومشاركتها في البناء فإن الرجل قد يتحول إلى سكرتير لزوجته وليس في هذا ما يعيب الرجل، بل إنه المناسب والمفيد جداً أن يتم تبادل الأدوار وأن يقوم الرجل بالأعمال التي تقوم بها زوجته وأن يجرب صعوبة المسؤوليات التربوية. هذا لا يعني أن الزوج عادة لا يقوم بدور تربوي ولكن بعض الأزواج تشغلهم مسؤولياتهم الكبيرة عن قضايا البيت وأهمها قضية التربية وهي القضية الأهم والأصعب، وقد يعتقد الزوج أن زوجته غير الموظفة مرتاحة جداً وليس لديها مسؤوليات ولن يقتنع بدورها العظيم، ومسؤولياتها الجسيمة إلا إذا جرب أن يقوم هو نفسه بمسؤوليات الزوجة في أداء المنزل.
سيقال إن المرأة الموظفة تقصر في إدارة منزلها، وهذا كلام ينطبق على الرجل أيضاً الذي تشغله مهام عمله عن المشاركة في إدارة المنزل منطلقاً من تبرير تقصيره بأن هذه من مهام الزوجة حتى وإن كانت موظفة!
الحل هو التعاون والمشاركة وتقسيم المسؤوليات، وفي حالة وجود أبناء وبنات، يكون من المناسب بل من الواجب والمفيد تربوياً واقتصادياً تطبيق نمط إداري ديموقراطي يتسم بالمشاركة والتفويض، وتوزيع الأعمال، وعقد الاجتماعات للمتابعة والتشاور والتقييم وإعادة تقسيم الأعمال بحسب الرغبات والقدرات، والوقت المتاح لكل فرد من أفراد الأسرة.
أليست الأسرة المثالية هي نواة المجتمع المثالي، وإذا كانت المثالية مطلباً صعب التحقيق فهذا لا يعني الاستسلام للفوضى، والاتكالية، فالبيت هو المكان الذي تتشكل فيه شخصية الطفل وإنسان المستقبل، ونحن كمجتمع بحاجة إلى إنسان منظم ونظامي، وإلى مواطن يقدر المسؤولية ويلتزم بالإنجاز مهما كانت طبيعة عمله ومستواه الوظيفي، حتى وإن عمل سكرتيراً لزوجته.
وأخيراً إذا كان الزوج لا يقدر حجم المسؤوليات المنزلية وأهميتها التي تقوم بها زوجته ربة البيت فنقترح عليه أن يجرب القيام بهذا الدور.
أما إذا كانت الزوجة لا تقدر ما تتضمنه وظيفة الرجل من مسؤوليات فنقترح عليها أن تعمل سكرتيرة له أو تقوم بوظيفته في حالة توفر الشروط، ومتطلبات الوظيفة