|
خـــــــــــدمات الأعضــــــــــــاء
|
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
|
LinkBack | أدوات الموضوع |
المشاركة رقم: 1
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
ثقافة السرعة
ثقافة السرعة
جريدة الرياض | ثقافة السرعة تم ق يوسف القبلان هل أصبح الإنسان في العصر الحديث يستخدم التقنية لتحقيق السرعة، وكسب مزيد من الوقت للراحة والتسلية؟ الآن تقدم الخدمات عن طريق الانترنت، وتسدد الفواتير عن طريق الهاتف، وتطور الموضوع فأصبحت الأفلام وبرامج التلفزيون تعرض عن طريق الانترنت، ولا ننسى الهاتف الجوال الذي ينقل الصوت والصورة. في البيت تشاهد الأفلام بواسطة جهاز التحكم، وتطلب البيزا لتصل إلى منزلك وتلتفت إلى الهاتف لتسدد فواتيرك والتحويل من حساب إلى آخر، وتدير أعمالك بواسطة جهاز الكمبيوتر المحمول. ثقافة السرعة فرضت على الشركات تطوير وسائل التقنية، وهي ثقافة ترتبط بالماديات وعالم الأعمال حيث يقال إن الوقت هو المال، السيارة أصبحت أكثر سرعة وكذلك الطائرة، وسرعات أجهزة الحاسب أصبحت هائلة، وشركات البريد ابتكرت الخدمات السريعة، والمطاعم فعلت نفس الشيء وأصبحت الوجبات السريعة هي سيدة الموقف، أينما أدرت وجهك تقابلك السرعة في كل شيء في البيت والعمل، في الأكل، والنوم، في المقام، وفي السفر، لا أحد يطيق الانتظار في الصفوف أو عند إشارة المرور. في المطعم هناك من يطلب الطعام ويطلب معه فوراً إحضار الفاتورة حتى يتمكن المغادرة بسرعة. لماذا السرعة؟ إلى أين يتجه الإنسان، وما الذي تأخر عليه؟ في المسجد يتسارع الناس للخروج بمجرد انتهاء الصلاة! في عصر السرعة لا يجوز أن تقول «ان تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي على الاطلاق» هذا المثل لا يقبل في عصر السرعة بل يجب أن تأتي أولاً وقبل الموعد، وان تنجز ما لديك من مهام قبل الوقت المحدد، وبعض المديرين إذا سأله الموظف متى تريد إنجاز المهمة، يقول: أريدها أمس. انظر إلى سائقي السيارات بجوارك، لا أحد يتيح لك الفرصة للمرور، الكل مستعجل وانظر إلى حال الركاب المسافرين في الطائرة فعندما تلامس عجلاتها مدرج المطار ورغم تعليمات السلامة، ورجاءات الكابتن والمضيقين، نجد أن بعض الركاب لا يطيقون الانتظار فيقفون ويبدأون في تناول حقائبهم مع ما في ذلك من خطر عليهم وازعاج لبقية الركاب غير المستعجلين هذا إذا افترضنا أن الركاب الذين تركوا مقاعدهم لديهم أمور مستعجلة تبرر هذا السلوك. وفي عالم السيارات يبحث الناس عن السيارة الأسرع، وفي أماكن التسلية يقبل أكثر الناس على الألعاب الخطرة السريعة. العالم يعيش تحت ضغط ثقافة السرعة والإنسان يريد أن ينجز كل شيء بسرعة ثم يبحث عن إجازة يرتاح فيها نفسياً وجسدياً، وحتى في الإجازة لا يهدأ فهو قلق ومستعجل ويريد أن يصل إلى وجهته بسرعة، وإذا وصل إلى المطار هرول وركض ليصل إلى صالة الحقائب ليكتشف أن حقيبته لم تصل بعد! مثلما يفعل سائق السيارة الذي يزعجك بأنواره وزماره لتفسح له الطريق ويتجاوزك كالسهم ثم تجده واقفاً ينتظرك عند الإشارة الحمراء التي لم يتمكن من تجاوزها! لا أريد أن أقول إن هناك سرعة محمودة وسرعة مذمومة، فهذا أمر بديهي ومعروف ولكن أتمنى أن نتأمل في سلوكنا وممارساتنا وأن نوجه الأسئلة إلى أنفسنا فهل كل الأمور تحتاج إلى السرعة. أليست السرعة أحياناً تأتي على حساب الجودة والدقة؟ وكيف يمكن الجمع بين معياري السرعة والجودة؟ هل اخترع الإنسان السرعة حتى ينتهي من أداء العمل الجدي ويجد الوقت الكافي للاستجمام والراحة؟ ما هي نسبة أوقات التسلية في حياتنا مقارنة بأوقات ا لعمل؟ هل المعايير التجارية، وثقافة الاستهلاك هي التي تتحكم الآن في وقت الإنسان؟ هل أصبحت التقنية تخدم الإنسان أم تتحكم فيه؟
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
ثقافة الكبار | SALMAN | مقالات صحفية 2011-2019 | 0 | 15 / 06 / 2020 49 : 04 PM |
ثقافة (عدم الاعتراف بالخطأ ) !! .. | SALMAN | سواليف كتاب الصحافة | 3 | 29 / 10 / 2011 05 : 11 AM |