لماذا أنوف رطبة؟

تم ق

جريدة الرياض | لماذا أنوف رطبة؟
يوسف القبلان
كتاب غريب تبدأ غرابته من عنوانه (لماذا تمتلك الكلاب أنوفاً رطبة) لمؤلفه ديفيد فيلدمان.
يقوم بناء هذا الكتاب على طرح الأسئلة التي لا تخطر على البال، والتي قد يرى البعض أن من يطرحها هو إنسان يحيط به الفراغ.
إلا ان المتمعن في محتواه سيكتشف انه كتاب يستحق القراءة لأنه يعوّد القارئ على التأمل وطرح الأسئلة، وهي كما نعلم المفتاح إلى المعرفة، وهذا الكتاب لا يكتفي بطرح الأسئلة بل يقدم الاجابات. من أمثلة الأسئلة التي يطرحها هذا الكتاب:
هل هناك تعليل منطقي للأرقام التي تعطى لطائرات البوينج مثل رقم 717؟ ولماذا نصحو في الصباح برائحة كريهة؟ ولماذا يسمى الهامبروقر بهذا الاسم رغم انه لا يحتوي على(الهام)؟ ولماذا لا يستطيع الإنسان أن (يدغدغ) نفسه. ولماذا يلبس معظم الناس الساعة في اليد اليسرى؟
ولماذا لا يوضع تاريخ انتهاء الصلاحية على معاجين الأسنان؟ مثلما يحصل بالنسبة للأدوية والأغذية، ولكن المعجون ليس بالدواء ولا الغذاء!!
ونسمع دائماً أننا نستخدم 10% من عقولنا، فكيف تم تحديد ذلك ولم تكن 5% أو 15% هل هناك قاعدة علمية يستند عليها هذا الادعاء، وإذا كان كذلك فمن وضعها ومتى كان ذلك؟
ومن باب الطرافة والفائدة أردت مجاراة هذا الكاتب في طريقته لطرح مزيد من الأسئلة، وإليكم ما توصلت إليه. لماذا إشارة التوقف المرورية لونها أحمر؟ لماذا يبدأ مذيع النشرة التلفزيونية في القناة الأولى مادة الأخبار، ثم يقول يبدؤها معكم الزميل؟ لماذا لا يركب السعوديون حافلات النقل العام؟ ولماذا يحصل الطالب في المسلسلات التلفزيونية على درجة امتياز مع مرتبة الشرف؟
ولماذا تقول كل جريدة ومجلة إنها مطبوعة العرب الأولى؟
ومن أول من استخدم عبارة (العين بصيرة واليد قصيرة ولماذا قالها).
ولماذا يحب الأطفال مطاعم الوجبات السريعة؟
ومن الذي قرر أن تسير الزوجة خلف زوجها في الشارع وليس إلى جانبه؟
وما هو الفرق في مبدأ "للعائلات فقط" بين الأسواق وبين حديقة الحيوانات، أو مهرجان الجنادرية؟
ومتى نرى السعوديين يعملون بأعداد كبيرة في الورش، والمصانع، والمكاتب السياحية، ومجال التسويق، ومحطات البنزين، والفنادق، والمطاعم وغيرها من المجالات التي يديرها المقيمون؟ ومن الذي اخترع كلمات (آسف) و(شكراً) و(من فضلك) لأنه يستحق التقدير؟
وما الذي يجعل بعض المديرين والمسؤولين يستمرون في مراكزهم رغم محدودية الانتاجية والنتائج. ولماذا نحترم أنظمة المرور خارج البلاد، ولا نفعل ذلك في شوارعنا؟
ومتى تخضع إسرائيل للأضواء الكاشفة المتعلقة بأسلحة الدمار الشامل!!
ولماذا نعطي الأسماء الأجنبية لمحلاتنا التجارية؟
لماذا مثلاً نقول (دريم لاند) ولا نقول (أرض الأحلام)؟
ولماذا أوجدنا أرصفة وسطية في شوارعنا؟
وما هو السر في طبيعة السلوك الاداري لموظفي مطار الملك عبدالعزيز بجدة؟ وما هو السر في أن موظفي الجوازات في معظم دول العالم لا يردون التحية ولا يبتسمون؟!
وإذا كان الكتاب الذي أشرنا إليه يقدم الاجابات على الأسئلة التي يطرحها، فإنني لن أفعل ذلك لأسباب تحتاج هي الأخرى إلى مزيد من الأسئلة.