|
خـــــــــــدمات الأعضــــــــــــاء
|
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
|
LinkBack | أدوات الموضوع |
المشاركة رقم: 1
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
هجمة المظاهر والشهرة
هجمة المظاهر والشهرة
جريدة الرياض | هجمة المظاهر والشهرة تم ق يوسف القبلان موجة قوية اجتاحت السلوك الإنساني جعلت الإنسان يبحث عن الألقاب العلمية أو الاجتماعية أو الدينية وعن الشهرة حتى لو كانت تلك الألقاب بدون إنجاز تجعله جديرا بها. هذه الموجة كانت لمصلحة المظهر على حساب الجوهر في كافة المجالات. ظاهرة الاندفاع نحو لقب (دكتور) في السنوات الأخيرة هي أحد الأمثلة الواضحة. لكن المشكلة أكبر من ذلك ولا تقتصر على هذا المجال. هناك من يريد تحقيق أرقام قياسية ليس في إنجازات علمية أو أعمال إنسانية أو مشروعات تنموية وإنما في اقتناء الممتلكات غالية الثمن كما يفعل بعض الأثرياء في التنافس المحموم على شراء السيارات واللوحات المميزة وغيرها بمبالغ خيالية. الظاهرة توسعت ووصلت الى الدين وظهرت نماذج ابتعدت بالدين عن جوهره، ونماذج ركزت على قضايا انتقائية هامشية، ونماذج استغلت الدين لأغراض خاصة، ونماذج جنحت الى الغلو، وأخرى تعتقد أن الصوت العالي هو الذي يمتلك الحقيقية، وأخرى حصرت الدين في القضايا الاجتهادية لتجر المجتمع الى دوامة جدل لا نهاية لها على حساب قضايا أهم. نتج عن ذلك ازدواجية في السلوك الإنساني وخلط بين الدين والعادات، بل أصبحت بعض العادات من الأمور التي يتجنب البعض التحدث عنها رغم مخالفتها للدين كما هو الحال في تصنيف البشر. ونتج عن ذلك أن بعض المتدينين حولوا الدين الإسلامي الى برنامج خطابي موجه الى المجتمع المسلم. خطاب جعل بعض الناس يعتقدون أن الدين عبادات فقط. الدين عبادات وسلوك وأخلاق وقيم لا يفترض أن نتحدث عنها فقط في منابرنا وإنما يجب أن نمارسها. يفترض أن أعرف المسلم من سلوكه وليس من فصاحته أو مظهره. ويفترض أيضا أن نتذكر دائما أن الرجال يعرفون بالحق وليس العكس، وألا ندافع عن أخطاء وفتاوى لمجرد أنها صادرة من شخص مشهور. كيف يمكن قبول الدفاع عن شخص يحث على الالتزام بالقيم الدينية ثم نجد هذا الشخص يرفض النقد ويتقبل إحاطته بالتقديس ولا يمتنع عن القفز على القانون ويتقبل أن يحظى بمعاملة خاصة تميزه عن الآخرين، ويزعم أنه يمتلك الحكمة والرأي الصواب، وأن آراء الآخرين لا قيمة لها. المجتمع يتعرض لهجمة المظاهر والصوت العالي والشهرة، فإذا استسلمنا لهذه الهجمة تصبح المعايير في إصدار الآراء والأحكام معايير غير دقيقة. إنها هجمة جعلت الشهرة سهلة المنال. يكفي أن تغرد بكلام غير منطقي، أو تطلق الاتهامات أو الإشاعات أو تصدر فتاوى دينية منافية لثوابت الدين، لتحقيق الشهرة المنشودة. وهكذا نجد أن الشهرة والمكانة الاجتماعية الرفيعة التي كانت تتحقق بجهود حقيقية وإنجازات علمية وعملية تخدم المجتمعات الإنسانية أصبحت تتحقق بالكلام أو باللباس أو بالتصرفات الغريبة أو بالألقاب وهذه الأخيرة أسيء استخدامها فتحولت الى مطلب اجتماعي، بل إنها استغلت لأغراض تجارية! الظاهرة التي نتحدث عنها اليوم لا تختفي بقرار، هي قضية ثقافية واجتماعية وجزء من منظومة شاملة ترتبط بكل مؤسسات المجتمع ومكوناته الثقافية، وبالتالي يكون التعامل معها بمبضع القيم الدينية، والمؤسسات التعليمية والثقافية والإعلامية.
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|