|
خـــــــــــدمات الأعضــــــــــــاء
|
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
|
LinkBack | أدوات الموضوع |
المشاركة رقم: 1
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
القلب.. وما يتشرّب به!
القلب.. وما يتشرّب به!
تم ق ن جريدة الرياض | القلب.. وما يتشرّب به! نجوى هاشم من المعتاد أن تشك أحياناً فيما تسمعه أو تراه.. ومن السذاجة أن تصدق كل شيء سمعته أو نقله أحدهم إليك، وأحياناً رأيته.. بالرغم من أن الكثير من الناس يعتمدون على الرؤية والعين في تحديد إحساسهم.. ويعتقدون أن العين هي الأصدق.. ولذلك يقول البعض رأيت بعيني.. ورغم أن هذه الرؤية قد تكون صحيحة.. إلا أن ٥٠٪ مما نراه أو أقل قليلاً قد يكون غير صحيح أو ليست حقيقته كما رأيتها.. وهي تحتمل الشك وعدم التصديق..! والتصديق هنا ليس عكس الكذب بالمعنى الحرفي ولكن بمفهوم أن الصورة تحتمل معاني أخرى.. أو تحمل ملامح غير ظاهرة.. عليك أن تتشكك فيها لتصل إلى الحقيقة والتي هي في الغالب خادعة ووهمية.. الأهم في ذلك أننا قد نرى مشهداً واحداً ولكن كلٌ منّا يحدد ملامحه بإحساسه.. والآخر قد يشك في حقيقة المشهد.. ويشعر أنه غير مقتنع به.. وأبسط مثال على ذلك.. عندما تشاهد مجموعة مباراة لكرة القدم ويسجل هدف لفريق ما.. ستجد المجموعة تختلف على الهدف فبعضهم يرى أنه صحيح والآخر يشكك في صحته على اعتبار أنه تسلل أو لمسة يد أو دفع لحارس المرمى أو فاول.. أو أو.. وثالث يرى أنه يحتمل أن يكون صحيحاً.. الصورة واحدة ولكن الإحساس هو الذي يمنحها تفسيرات مختلفة ومتعددة.. فمن ينتمي للفريق سيرى أنه صحيح ومن ضده أو ينتمي للفريق الآخر المسجّل عليه سيشكك في صحته بمختلف الطرق.. والمحايد قد يرى أنه ربما يكون صحيحاً أو خطأ.. وفي كل الحالات يعتمل الشك في الصورة الواحدة ويشكّل شرحها.. وهو الأمر المعتاد الذي يعكس أن الإنسان مهما كان أو حاول أن يكون محايداً إلا أنه لا يستطيع.. ولكن هل كان الهدف صحيحاً أم غير صحيح.. هذه ليست القضية؟ في الحياة قد ترى شخصا ما ويعجبك حديثه الآسر، لكن آخر يشك في صحته ويشعر أنه كاذب أو في حديثه الكثير من الكذب.. في مواقف أخرى تصدم أحياناً لأنك صدقت أحدهم.. في الوقت الذي حذرك صديق منه وحاول التشكيك فيه.. ودافعت أنت عنه.. واتهمت ذلك الصديق بأنه دائماً يشك فيمن حوله.. والحياة إن دارت في دائرة الشك من الصعب أن نعيش داخلها.. أو نتصرف بطبيعتنا مع تفاصيلها..! الحياة داخل دائرة الشك مربكة.. لكنها ضرورية أحياناً ومهمة.. ويمكن أن تستعين بصديق إما ليؤكد لك الشك.. أو ليكذبه.. ومع ذلك تظل أنت وحدك القادر على تحريك هذا الشك وإيقافه..! ولكن الشك في مجمله إحساس مرهق وقاس وموجع.. إن تعاملت معه كمنهج حياة.. وشككت في كل شيء.. وكلما تحصلت على إجابة أعقبتها بسؤال لتغلق منافذ الشك داخلك، ومع ذلك تظل تواصل فتح أبوابها ومنافذها.. لأن الشك مسار طويل لا يتوقف حتى الموت.. وعندما يجتاحك يكون كالعاصفة التي لا تنتهي بالمطر ليهدأ الجو..! ولكن هل هناك شك طبيعي وآخر مرضي؟ أو شك اعتيادي من باب الحيطة والحذر وشك ضروري..؟ في الغالب الشك هو عدم تصديق الطرف المقابل.. والريبة مما يقول.. وهو أنواع متعددة تؤثر في بناء شخصيتنا وتحددها.. وأنواعه.. هي: الشك العادي المقبول.. حيث إنّ كل شخص يحتاج إلى درجة بسيطة من الشك لحمايته من الوقوع في بعض الأخطاء والتأكد والتيقن من الأمور قبل الإقدام عليها.. خاصة إذا كانت مبنية على خبرات سابقة أو توقعات اكتسبت من خبرات الآخرين، وكما يقول الفيلسوف الفرنسي ديكارت: "أنا أشك إذاً أنا أفكر.. أنا أفكر إذاً أنا موجود.." فالشك في هذه الحالة هو لحظة مؤقتة ننتقل بعدها للحقيقة أو نتوصل إليها..! الشك الملازم للشخصية.. ويكون سمة من السمات الشخصية.. حيث إن الشخص الذي يتصف بهذه السمة يجد صعوبة كبيرة في التواصل الاجتماعي مع الناس حتى أقرب الناس إليه وتتسم هذه الشخصية بالعلامات التالية: الشك بدون دليل مقنع بأن الآخرين يستغلونه أو يريدون له الأذى، أو يخدعونه.. وكلها شكوك مسيطرة في ولاء أو إمكانية الثقة بالأصدقاء أو الزملاء.. كما أنه يتردد في إطلاع الآخرين على أسراره خوفاً من أن تُستغل يوماً ضده بشكل أو بآخر.. أيضاً يميل إلى تفسير الأحداث بأنه يقصد منها شيء أو أنّ وراءها نوايا خبيثة..! الشك المرضي.. وفيه يعاني الفرد من أوهام اضطهادية يعتقد من خلالها أنّ الآخرين يريدون إيذاءه وأنّ هناك مكائد ومؤامرات تحاك ضده.. وهذا الشك لا ينمو مع الإنسان منذ صغره ولا يشمل جميع الناس وجميع جوانب الحياة.. بل يركز على فكرة معينة تصل إلى درجة الاعتقاد الجازم.. وهذه الفكرة أو الاعتقاد يسيطر على المريض إلى درجة أنها تصبح شغله الشاغل ويصبح همه دعمها بكل الأدلة والبراهين المتاحة إليه..! ومع هذه الأنواع الثلاثة سيجد كلٌ منّا نفسه داخل واحدة منها ولا يمكن أن يستثني نفسه من الشك.. فبدونه لا يمكن أن تكون متوازناً، أقصد الشك العادي والذي تصغي فيه لأصوات عقلك وقلبك وهو من يحدد صحة هذا الإحساس.. ويراه لأن للقلب عيوناً ترى وتسمع وتقرر.. ويحدد رؤيتك للأشياء.. لأن القلب هو روح الحياة الجمالية بينما التركيز على العقل يجرد الأشياء ويلبسها روحاً مادية جافة.. ولذلك يرى البعض أنّ فلاناً يشك في فلان لمجرد أنه لا يحبه أو يعجبه.. وهذا صحيح لأنه يتبع قلبه.. بينما العقل طريقة رؤيته للصورة مختلفة وطريقة بثها أيضاً مختلفة ومتماشية مع الحقيقة المجردة والتي يراها الجميع أو يصدّرها الآخر للناس ويقتنعون بها..! تتشرب الروح بما يلامسها.. ويتشرب القلب بما يشعر به فقط.. وكل ماعدا ذلك يدخله في موازين شكه الطبيعي..!!
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
القلب.. وما يتشرّب به! | SALMAN | مقالات صحفية 2011-2019 | 0 | 11 / 06 / 2020 33 : 10 AM |
القلب.. سيد الرؤية | SALMAN | مقالات صحفية 2011-2019 | 0 | 10 / 06 / 2020 15 : 10 AM |
تروبونين I Troponin - إنزيم القلب | SALMAN | سواليف مستشفيات | 0 | 04 / 09 / 2018 29 : 12 PM |
فقدان الأحبة يزيد من احتمالية جلطات القلب | مشاعر صامتة | سواليف مستشفيات | 0 | 26 / 01 / 2012 17 : 04 AM |
ارتجاع الصمام المترالي ....التأخر في معالجته قد يؤدي إلى ضعف عضلة القلب وتوسعها ! | SALMAN | سواليف مستشفيات | 2 | 06 / 12 / 2011 32 : 07 AM |