|
خـــــــــــدمات الأعضــــــــــــاء
|
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
|
LinkBack | أدوات الموضوع |
المشاركة رقم: 1
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
من يغادر لا ينظر خلفه
من يغادر لا ينظر خلفه
تم ق ن جريدة الرياض | من يغادر لا ينظر خلفه نجوى هاشم كان زواجهما سيرة عاصفة، وحكايتها معه حكاية مثيرة، حديثهما كما تقول لم يكن ينتهي بمجرد انصراف أحدهما، حيث يعود الآخر ليستكمل ما لا ينتهي. حب جارف، وعلاقة وحَّدت الاثنين، واعتقدت هي أن ما سيكون بعد الزواج، حلقات متصلة لما قبله. غرام، وسعادة لا يخفتان، وحديث متواصل، لا علاقة له بمتطلبات الحياه أو ما كان يتحمله أحدهما قبل الزواج ليرسم صورته لدى الآخر، مفردات متقنة وحياة ترسم ملامحها من روح الحب وليس من تفاصيله . غابت سنوات والتقيت بها، وهي من أصابتنا بالصداع بحكايتها. مرت لحظات اعتيادية وبعد السؤال عن الأخبار، والغياب، لم تتطرق إليه وهو الذي كان من المقرر علينا، سألتها احداهن : ايش أخبار فلان...؟ قالت: على حطته، فكّونا من سيرته، بخير ومتعافي . تداخل الحوار بشكل عام حول العلاقات الانسانية، والحب بالتحديد وما يطرأ عليه من تغييرات بعد الزواج، وكيف يصاب بالسكتة القلبية ليس فجأة ولكن بالتدريج غير الملاحظ .. كيف ينتهي الكلام ليحل محله الصمت ؟ كيف يتبدد الحوار الذي شكَّل العلاقة وكان محورها؟ كيف يغيب الحوار وهو أساس أي علاقة انسانية؟ تلاحظ أحياناً زوجين في مكان عام مع أطفالهما صامتين على طاولة إلا إذا تحدثا مع الأطفال أو تحدثاا معاً حول الأطفال، يصل الزوج إلى المنزل بعد الظهر، يتناول طعامه مع مفردات مختصرة ينام، أو يدخل في مجلسه ليشاهد التلفزيون، يخرج مساء للالتقاء بأصدقائه، أو انجاز بعض الأعمال، يعود مرة أخرى صامتاً دون أن يكون هناك خلاف بين الزوجين أو مشكلة ولكن العلاقة نفسها تحولت إلى علاقة صامتة ومسالمة وخالية من الحديث، وقد تسمع زوجة تقول كان يتحدث معي في بداية الزواج، لكن الآن لا يتحدث إلا قليلا، وقد تقنع نفسها بأن الرجال عادة لا يحبون الحديث كثيراً. في دراسة لمعهد متخصص بالأبحاث الاجتماعية في ألمانيا قال 92% ممن أُجري عليهم البحث إن الحوار بين الزوجين هو أساس ديمومة العلاقة بينهما على الرغم من مشاكل العمل، وأشار 47% منهم إلى أن نجاح الحوار سببه البحث بعقلانية عن (حلول عملية) للمشاكل . وعبرت نسبة مماثلة عن قناعتها بأن الشجار حول المصروف والتسوق والتنظيف يؤثر سلباً في المشاعر والحب . لكن هل يعني الصمت أن الحب قد مات أو انتهى؟ من الممكن أن يعني أن الحب بكينونته الأولى قد انتهى، وأن لهيبه قد انطفأ، ولكن قد يعني أيضاً أن الاحساس تغير إلى ألفة ومحبة. المشكلة في فهم كل طرف لهذا التغيير فمن يرى أنه طبيعي، قد يرى الآخر أنه انقلاب على ما تأسس، وإخلال بالشروط المتفق عليها . الملل عندما يضرب أوصال الحياه اليومية بين الزوجين يقتلها، يشير إلى ذلك أحد المعالجين النفسيين والمتخصصين في حل المشكلات الزوجية حيث يرى أن هناك أمورا روتينية في كل علاقة، وهذه مسألة طبيعية، لكن يجب تكسير انماط السلوك المعتادة بين فينة وأخرى حيث يجب أن تجرب شيئاً جديداً، مع ترك مساحة حرية للطرف الآخر. ويتابع إن القرب شيء جميل ولكن الكثير منه قد يكون ضاراً، أو ليس ضرورياً أن يفعل الطرفان كل شيء معاً، أو أن يعرف كل منهما ما يفعله الآخر، تحديداً، وفي أي لحظة، فترك مساحة خاصة من الحرية قد يولد شعوراً بالفضول والإثارة بدلاً من الملل أو الشعور بالحصار .. الاقتراحات كثيرة لتكسير الروتين، وتشمل البحث عن هواية جديدة أو العودة إلى هواية قديمة لكن ينبغي أن يكون لدى كل طرف نشاطاته الخاصة، فوجود أمور مشتركة أمر جيد، لكن يجب أن يكون لدى كل منهما بيئة ينسحب إليها كالأصدقاء مثلاً. ما سبق هو الصمت الطبيعي في العلاقة المستمرة، لكن هناك صمت يشير إلى أن العلاقة انتهت ولم يتبق منها شيء بمعنى (خلص الكلام) وخلص كل شيء لكن من يمتلك الجرأة من الطرفين ليعلن النهاية؟ وهل يريدان إنهاءها معاً أم أن هناك طرفاً يريد الآخر أن يبادر ليتخلص من العبء الثقيل ؟ وطرفاً يشعر بأن كل شيء انتهى لكن لا يزال لديه أمل بأن ما انتهى سيعود رغم أن ما ينتهي تغلق أبوابه، ومن يغادر إلى الأمام لا يعود إلى الخلف؟
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|