|
خـــــــــــدمات الأعضــــــــــــاء
|
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
|
LinkBack | أدوات الموضوع |
المشاركة رقم: 1
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
رؤية تفتح الباب للعودة
رؤية تفتح الباب للعودة
تم ق ن جريدة الرياض | رؤية تفتح الباب للعودة نجوى هاشم يشتكي البعض من عدم قدرته على فهم الحياة.. أو استيعاب تقلباتها، أو قراءة وجوهها المتعددة.. هذه الشكوى قد تأتي بعد سنوات من العمر، وبعد معايشة خبرات متعددة، والاصطدام بتحديات مختلفة. قديماً كانت الناس تسمي الحياة «بالدنيا» فتقول جدتي (اللهم اكفنا شر الدنيا وأعطنا خيرها) فهي متقلبة ولا تبقى على وجه واحد، وهي أيضاً قد تسمى الدهر ويقال ان الدهر يومان يوم لك، ويوم عليك، بمعنى أن السعادة التي قد تعيشها اليوم وتتمتع بها.. لن تجدها غداً، ليس لأنك ستتعمد تركها، ولكن تقلبات الدنيا وشبكتها المرتبطة بكل من حولك، ومن تعرفهم هي من يغيّر الظروف، والثوابت تتغير ظروف أحدهم، ورغم أنك لا تعرفه تتداخل ظروفه مع ظروفك، وتصبح متغيرا أساسيا لديك.. تختزل الدنيا همومها لسنوات وقد تمنحك هي في لحظة ولذلك يدعو الناس دائماً (الله لا يغير علينا) هذا الدعاء مرتبط بالرغبة في الثبات على ما لدى الإنسان وعدم فقدانه.. وعلى مر العصور تتغير حال الدنيا، بدليل تعاقب دول، وسقوط دول، ونشوء حكم جديد، وسقوط آخر مضى عليه مئات السنين، وصعود نجوم ثم أفولها وامتداد حقب زمنية لسنوات طويلة تجذرت وتفاعل معها الناس ثم سقطت وغابت وذابت في الأفق الرحب.. على مستوى الأفراد يتألق شخص ويصعد نجمه ثم يغيب أحياناً فجأة، وأحياناً بالتدريج كشيء طبيعي لهذه الدنيا المتغيرة.. ما تحتاجه الحياة منا أن لا نوغل في التفكير فيما ستؤول إليه الأشياء غداً، رغم أننا قد نكون على ثقة مطلقة أننا قد لا نتغير، هذا فيما يتعلق بنا نحن، لكن ماذا فيما يتعلق بالآخر، أو بالأطراف الأخرى التي تتشكل منها حياتنا؟ ماذا فيما يتعلق بطعنات الحياة القاتلة التي تفاجئنا بين حين وآخر، ونحن مطمئنون لتغدر بنا؟ وتجعل ممن كان صلباً وقادراً على التحمل مفتتاً يحتاج إلى من يجمع ركامه؟ ماذا لو أذاقتنا وجرّعتنا من سمومها وحرقتها دون استعداد؟ وجعلتنا ننكفئ داخل أنفسنا فجأة دون أي قدرة على استطعام هذا السم، أو حتى محاولة التخلص منه؟ غرابة الحياة أحياناً أنها تختار الشكل والوقت الذي تريده حتى ونحن لم نتفق معها عليه.. تختار تأكيداتها.. بينما نحن نظل نسبح في الاحتمالات، ونتجاهل كل الظروف والمعطيات التي قد تؤشر بها أحياناً.. هي الحياة كل ما تقوم به يشبهها.. وكأنه ألوان الريح.. ورغم ذلك نحن مدينون لها بكل لحظة مدى واسع لانزال نعيش بها.. وبكل إحساس جميل لا نزال نخلق منه ذلك الفضاء الداخلي والخارجي المتسع.. نحن من جديد نفتح كل باب تقفله أمامنا.. ونحمل أنفسنا داخله عنوة.. ونحاول التخلص من رؤية عفى عليها الزمن وهي الرضوخ للحياة، وتركها تدرك ما فرضته علينا.. نكسر ذلك الانكفاء الذي فرضته، لندخل دائرة أضواء مفتوحة وكأننا نقول لها إن المسار الإنساني الطويل نمتلك فيه إرثاً بإمكاننا أن نبلغه وان ندافع عنه بداية من الرغبة في التحدي، وشحن المخيلة، والاتكاء على الإيمان بالرغبة في تدفق الحياة مرة أخرى وعدم فقدها في أوردة أيامنا..
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
ألفت سيدها لدى الباب | SALMAN | سواليف كتاب الصحافة | 1 | 15 / 03 / 2012 16 : 11 AM |
لا تغلق الباب أبداً | SALMAN | سواليف كتاب الصحافة | 2 | 22 / 11 / 2011 39 : 12 AM |