|
خـــــــــــدمات الأعضــــــــــــاء
|
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
|
LinkBack | أدوات الموضوع |
المشاركة رقم: 1
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
عندما تتسع الأمكنة
عندما تتسع الأمكنة
نجوى هاشم تم ق جريدة الرياض | عندما تتسع الأمكنة في الزمن الماضي كان بيت العائلة الكبير، يحتوي الأبناء وزوجاتهم ومن ثم اطفالهم، يتزوج الشاب وتنتقل معه زوجته إلى منزل الأسرة الكبير والذي هو عبارة عن حجرات متقاربة قد تُبنى منها غرفة جديدة للعريس، ومن سيأتي من أبنائه وأطفاله، عائلة كبيرة وجد، وجدة، وإخوان وأخوات وأطفال، ومنزل قد يكون صغيراً جداً، لكنه قادر على احتواء من فيه بالمحبة، وروح الأسرة.. أتذكر أن المشاكل قد تشتعل بين الأخوات وزوجات إخوانهن، لكن الأمور تعود إلى طبيعتها، لوجود رب الأسرة الأكبر! تغيرت ظروف الناس، وتبدلت هيئة المجتمعات، وامتدت الأسر، وأصبح كل شاب يتزوج، يغادر منزل أسرته، ليؤسس له عائلة جديدة، بعيداً عن أهله، وتدخلاتهم كما ترى الزوجة احياناً.. يبدأ حياته بعيداً عن أهله، وأهلها، وقد تشترط أسرة الفتاة منزلاً منفصلاً حتى وإن كان منزل عائلة الشاب كبيراً، ومن الممكن أن تُعطى به شقة منفصلة، وإن كانت والدته مثلاً تعيش وحيدة، إصرار الأسرة يأتي من خلال ذلك المثل الشهير (تقاربوا تباغضوا، تباعدوا تحابوا). هذه البدايات التي أصبحت تُكلف بعض الاسر فوق طاقتها وخصوصاً إذا كان الشاب راتبه محدودا، ولا يكفي لإيجاد شقة خاصة في المدن الكبيرة، ومصاريف، والتزامات، فيضطر اللجوء إلى والديه وأحيانا الأخوات للمساعدة والمساهمة في تشكيل حياته المادية الأولى... لم يتوقف الأمر عند ذلك بل أصبح الآباء والأمهات يبدأون ترتيب حياة أبنائهم المستقبلية مبكراً وهي ثقافة جديدة ذكّرتني بأستاذتي المصرية - الله يعطيها الصحة - (أبلة عصمت) كان لديها ولد عمره 13 سنة، وكنا نذهب إلى منزلها، لأنها حبيبة وقريبة من الكل، وكنا نستغرب أنه من راتب كل شهر هي وعم ابراهيم يشتريان جهازا كهربائيا /مرة خلاط، ومرة مكينة لفرم اللحم، ومرة غسالة، وبعدها ثلاجة، وكنا نسألها، فكانت تقول: هذا جهاز محمد لما يتجوز.. كنا نضحك ونقول، ممكن تخرب الأشياء قبل أن يصل حمادة إلى زوجته، وكانت كغيرها في نهاية العام تشحن كل تلك الأدوات الكهربائية ..!! تغيرت الظروف، ومرت السنوات وأصبح السعوديون يرتبون لأبنائهم حياتهم مبكراً، فالأسرة قد تبني عمارة إذا كانت مقتدرة، تترك فيها شققا للشباب للزواج، وأحيانا حتى للبنات، وتتكلف الأسرة بالزواج كاملاً حتى شهر العسل، مساعدة منها له ولإبعاده عن الديون وكارثتها، وقد تواصل هذه الأسر المد المادي للشاب من إضافة شهرية إلى راتبه، خاصة إذا كانت الأم موظفة، وتزوده بمقاضي الشهر كله، وقد تطلب منه اللجوء إليها متى احتاج، ولا تمنحه فرصة للاعتماد على نفسه، أو محاولة الخروج من ردائها، او تنظيم حياته بالطريقة التي تتماشى مع إمكاناته المادية.. وإذا كانت الأسرة، أو الأب يفعل ذلك حباً في أبنائه فلماذا تتذمر الأم بعد ذلك أو الأخوات من هذا الاعتماد الكلي ؟
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
عندما تمطر نكداً.. | SALMAN | مقالات صحفية 2011-2019 | 0 | 11 / 06 / 2020 39 : 10 AM |
عليك أن تفرغ الأمكنة بانتهاء الصلاحية | SALMAN | مقالات صحفية 2011-2019 | 0 | 18 / 05 / 2020 04 : 11 AM |
عندما أصيب الإمام الغزالي بالاكتئاب | SALMAN | مقالات صحفية 2011-2019 | 0 | 17 / 05 / 2020 25 : 11 PM |
راحة العدل عندما تجيء بعد قلق الظلم..! | SALMAN | اقلام صحفية 2005-2010 | 3 | 04 / 12 / 2011 56 : 11 AM |