خـــــــــــدمات الأعضــــــــــــاء

العودة   ملتقى النخبة > ((((((بـــــــــــــــــــــــــــوابـــــــــــــــــــــــــة الملتقى))))) > سواليف كتاب الصحافة > مقالات صحفية 2011-2019
.::||[ آخر المشاركات ]||::.
 

إضافة رد
 
 
LinkBack أدوات الموضوع
  المشاركة رقم: 1  
قديم 17 / 06 / 2020, 34 : 03 PM
الصورة الرمزية SALMAN
مؤسس الموقع
المنتدى : مقالات صحفية 2011-2019
تاريخ التسجيل العضوية الدولة المشاركات بمعدل المواضيع الردود معدل التقييم نقاط التقييم قوة التقييم
14 / 03 / 2005 1 المكتبة 7,621 1.05 يوميا 394 10 SALMAN is on a distinguished road
SALMAN غير متصل

استنطاق الخسارة

استنطاق الخسارة
نجوى هاشم
جريدة الرياض | استنطاق الخسارة

لا تريد أن تخسر أحداً، فثمن الخسارة دائماً باهظ، وكلفته عالية، مهما حاول الخاسر ان هو سعى إلى الخسارة أن يبرر أسباب خسارته للآخرين أولاً ولنفسه ثانياً.

قد يشرح اسبابها للآخرين بحثاً عن التعاطف، وملامسة هذه الأسباب، والتماس العذر، وقد يشرحها ترويجاً لها ان كان يشعر أنه المتسبب فيها، وصَهْرَ الآخرين في آلامها..

من يسعى إلى الخسارة بشيء من الاعتياد على حساب مرارة الآخر لا يعتّد بكم الأسئلة المطروحة عليه، ولا يفكر بماذا سوف يجيب؟

من وجهة نظره هي ليست خُسارة، ومن وجهة نظره هي ليست جراحاً مفتوحة داخل الآخر، ومن وجهة نظره هي آلام مترتبة على نهايات كان ينبغي أن تكون..

في العلاقات الإنسانية مفهوم الخسارة يختلف من طرف إلى آخر وهو مفهوم يتم التحايل عليه من الطرفين، الخاسر، ومن تسبب في الخسارة..

فالطرف الخاسر، رغم آلامه فعلياً ومنطقياً، ورغم انه في الصورة هو من خسر إلا أنه يحاول أن يهيمن على مشاعره، ويحافظ على ضبطها، خاصة انه بذل كل الجهد من أجل ان لا يصل إلى هذه الخسارة..

يستوعب مفهوم خسارته من الوهلة الأولى رغم انه لو نظر إليها لحظتها من منظار متعقل، وهو ما لا يملكه على الأقل وقتها لشعر أنه لم يخسر وانه هو من كسب الجولة الحالية والتي بعدها، لكن ليس هناك طرف يرضى أن يتحمل الخسارة.

من اعتقد انه فاز وغادر لا يعنيه من خسر، بل وقد يحمله الأسباب، لكن في المقابل هل فاز هو؟

هل خسر الآخر؟

بالمعايير المنطقية تُوزع الصورة إلى لقطات متعددة آنية وما بعدها، من فاز الآن؟ لا يمكن بالضرورة أن يكون غداً فائزاً؟

ومن خسر الآن لا يمكن أن يكون هو الخاسر؟

من يتخيل أن مُعتاد على الفوز دائماً واختيار لحظاته، لا يدرك على الاطلاق النظرة العامة وتداعيات هذا الفوز؟

ومن يتألم لخسارته اللحظة، وعدم قدرته على اجتياز المسافة الفاصلة بينه وبين ما يستحقه يخطئ أيضاً على اعتبار أن اللحظات متغيرة بذاتها ولا تتوقف..

شابة في العشرينات متفوقة جداً في دراستها، خجولة جداً، جميلة، بنت ناس محترمة، تزوجت شاباً أقل دراسياً منها، ولكنه يعتقد انه وسيم وأركز يعتقد، مختالاً بنفسه، يرى أنه شاب مودرن، حديث، يريدها أن تتماشى معه في مفهوم الحداثة الفارغ لديه، يسمع موسيقى غربية ويريدها أن تفهم، وتسمع، كانت تحبه جداً وتتخيل أنه الفارس الوحيد في هذا العصر، وكان يقلل من شأنها، ويزرع داخلها فكرة واقعها التعيس وتفاهتها، شهور عديدة وطلقها دون مبرر إلا لأنها متخلفة على حد تعبيره، ومتقوقعة، ولا تفهم إلا في الدراسة، والمنزل، لم يكن لهما أولاد، انهارت الشابة انهياراً تاماً، واعتقدت ان العالم انتهى، وان ما تراه وتعيش فيه ليس عالمها، لم يعنِه الأمر، تمر عشر سنوات يتزوج هو من أرتأى أنهت تتناسب مع أفكاره، وترتد بهما الحياة، بعد فترة من إشعالها بالقشور، ينكسر هو، يترك عمله، يتغير، يصبح زوج الست، تذوب شخصيته، يتحول إلى تابع للمرأة القوية، والمتعالية عليه، والأقل جمالاً، والأكثر سطوة، الخاسرة كما تعتقد نالت شهادة الدكتوراه، تزوجت شخصاً يحمل الماجستير ويشغل وظيفة مرموقة، كبرا معاً، قابلتها كانت تشع من الفرح، والنجاح، وجماليات الحياة بعد أن كانت منذ سنوات تستنطق الحزن والمرارة..

لم تعد تتذكره، وبمعايير الخسارة لحظتها، والآن من خسر من؟ وما مفهوم الخسارة؟

وهل نخسر أحداً لأننا نريد ذلك؟

أو نخسر ولا نريد أحياناً؟

كلاهما وارد.







توقيع : SALMAN
إذا خسرناك عضو فلا تجعلنا نخسرك زائر


الإرادة بركان لا تنبت على فوهته أعشاب التردد

حيــــــــــــــــــــــــــــــاكم الله في حسابي على تويتر :
SALMANR2012@
Digg this Post!Add Post to del.icio.usBookmark Post in TechnoratiTweet this Post!
رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
 
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 52 : 02 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir
ملتقى النخبة 2005