|
خـــــــــــدمات الأعضــــــــــــاء
|
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
|
LinkBack | أدوات الموضوع |
المشاركة رقم: 1
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
تكوينات متحوّلة
تكوينات متحوّلة
تم ق ن جريدة الرياض | تكوينات متحوّلة نجوى هاشم في بعض المواقف قد تجد ردود فعل غريبة وغير متوقعة، ردود فعل لموقف اعتيادي من المفترض أن لا يستحق أكثر مما جاءت به تلك الردود.. لا يستطيع الإنسان أن يلتف داخل مشاعره، أو يلفها حوله ويحكمها بقوة، أو يمارس عليها تسوية ما.. أو حتى يتدخل ليوقف طوفاناً هو بُهر من الاستغراب من مدّه أكثر مما صدم الآخرين.. في موقف قد يبدو متناغماً مع ما يجري، ولا يخرج عن حدود المعتاد، ولا ينطوي على ما سيفرزه من قوة في رد الفعل، تجد أحدهم وقد انفجر بقوة دون أن تكون مهيأ أو مستعداً لهذه الردة.. انهار بعنف.. تسارعت نبضات قلبه.. ارتفعت وتيرة تنفسه.. اختنق .. مثل ذلك ينطبق على بعض متابعي كرة القدم التي يتابعها مئات الملايين وينفعلون لها، وبها.. ويرتفع ضغطهم ويهبط سكّرهم، لكن تظل حدود الفوز والخسارة محصورة داخل ذلك، لكن آخرين، ورغم أنهم يجلسون في نفس أماكن من يتابع معهم، ويشاهدون نفس الصورة، وينتمون لنفس الفريق إلا أنهم لا يحتملون، وعادة ما تكون ردود فعلهم قوية، وقاسية، وصعبة، وقد يصابون بارتفاع شديد في ضغط الدم، أو انهيار كامل، ومن الممكن أن يفقدوا أرواحهم نتيجة الاصابة بجلطة كنتيجة طبيعية لعدم قدرتهم على الاحتمال. المذهل أن ردود الفعل القاسية منهم والتي قد تودي بحياتهم لا تتعلق فقط بأن فريقهم هُزم، ولكن قد ترتبط بالفوز أيضاً بمعنى أن يخسر حياته نتيجة الفوز، أو نتيجة الخسارة! آخرون يغمرهم البكاء والمشاعر الرومانسية ليس لفقد شيء، أو خسارة لشيء، ولكن للسببين معاً، قد تنهمر الدموع فرحاً، وقد تنهمر حزناً، وفي كلتا الحالتين غير متوقعة، ولذلك يقال إن فلانا دموعه سائحة، يبكي على كل شيء.. الطريف أن البعض تنهمر دموعه من شدة الضحك أحياناً وهو إحساس لا علاقة له بالحزن أو الفرح ولكن يرتبط بسعادة اللحظة فقط. إنها المشاعر الإنسانية التي يقال عنها «إنها لا تعرف الصواب» يتذكر كلّ منا جيداً أشخاصا ما عبروا في حياته.. ولا يزالون يواصلون العبور، وكيف اصطدم بردة فعلهم؟ وكيف كانت إجابته التالية.. لم أتوقع ردة الفعل هذه أبداً لا يتوقف الأمر فقط على ردة فعل غاضبة وجدها لديهم.. أو ردة فعل مفرحة وصلت إليه.. ولكن قد تتحول النار إلى برد وسلام، خاصة عندما يُوكل إليك، أو تجد نفسك ملزماً بإبلاغ خبر غير سعيد، أو يسبب الضيق ويبعث على الكآبة.. وتستعد جيداً وتتهيأ لما ستقوله لهذا الشخص وتحضّر أيضاً ما سيقال بعد أن ينهار مثلاً، أو يتوتّر.. أو يصرخ.. لكن تفاجأ ببرود غريب.. وغياب تام لردة الفعل.. بمعنى أن الأمر لا يهمه.. ولا يعنيه ولا يُشكل لديه قيمة مهمة.. تهدأ أنت.. ولكن تظل مستغرباً ردة فعله.. غير المتوقعة والتي تتداخل مع ردود الفعل أيضاً القوية.. أو العنيفة.. إنه التكوين الداخلي للإنسان قد تجهله للآخرين.. ولايمكن أن تلمّ به حتى لنفسك أحياناً.. أو تستطيع معرفة تفاصيله.. بل على العكس في كل مرة عندما تجد نفسك خارج إطار التأثر ستصل إلى قناعة تامة وحيرة مفتوحة تتساوى في حجمها مع ما لا تعرفه على الاطلاق.. وستشرع الباب للسؤال التقليدي: لماذا كانت ردة فعلي هكذا؟ أنا أيضاً مستغرب وليس الآخر.. لكن ستضبط الوتيرة مستقبلاً ربما.. وربما لا أعتقد.. طالما ظللتُ أحتكم إلى طبيعتي الحقيقية التي لا تخضع للمعايير أو الضبط..
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|