خـــــــــــدمات الأعضــــــــــــاء

العودة   ملتقى النخبة > ((((((بـــــــــــــــــــــــــــوابـــــــــــــــــــــــــة الملتقى))))) > سواليف كتاب الصحافة > مقالات صحفية 2011-2019
.::||[ آخر المشاركات ]||::.
 

إضافة رد
 
 
LinkBack أدوات الموضوع
  المشاركة رقم: 1  
قديم 18 / 06 / 2020, 46 : 08 AM
الصورة الرمزية SALMAN
مؤسس الموقع
المنتدى : مقالات صحفية 2011-2019
تاريخ التسجيل العضوية الدولة المشاركات بمعدل المواضيع الردود معدل التقييم نقاط التقييم قوة التقييم
14 / 03 / 2005 1 المكتبة 7,621 1.05 يوميا 394 10 SALMAN is on a distinguished road
SALMAN غير متصل

السيّر المتشابهة

السيّر المتشابهة
نجوى هاشم
تم ق ن
جريدة الرياض | السيّر المتشابهة
كنت أراها في مدينتي الصغيرة وأنا طفلة وأتوقف محدقة فيها لأنها لم تكن كباقي السيدات اللاتي اعتدن على الحديث، أو طرح الأسئلة، كانت صامتة في كل مكان أجدها فيه، ملامحها تحكي حزناً غريباً، وعيناها فارغة من أي تعبير من الممكن أن تحاول قراءته، توصلت بعدها إلى معرفة حقيقتها عندما قالت لي إحدى قريباتي وأنا أكثر من الأسئلة عن سبب صمتها وعدم تفاعلها مع ما يجري، بأنها «عايشة ميتة» وتنتظر يومها لتلحق بأحبابها. استغربت كيف لنا أن نظل منتظرين الموت ونحن لا نعرف متى سيأتي؟ كيف للإنسان ان يحيا ميتاً؟ وعرفت بعدها ان ابنتها الشابة الجميلة والوحيدة توفيت إثر مرض غريب وسريع وهي لم تتجاوز العشرين سنة من عمرها، ومن بعدها وهبت هذه المرأة الجميلة ايضاً نفسها للموت تنتظره صامتة، وتبحث عنه، وأغلقت كل منافذ الحياة أمامها حتى لحقت بابنتها.

وأتوقف كثيراً أمام قصص عدم الصمود بعد فراق من نحب، أو مغادرتهم طوعاً أو كرهاً في الغالب وتأثيرها على من لا يستطيع أن يتحملها، فهذا شاب في محافظة أبوعريش يبلغ من العمر ٣٠ عاماً شنق نفسه بقطعة قماش ربطها في أعلى السقف في غرفة بالمنزل، بعد أن مر بحالة نفسية سيئة منذ أن رحلت زوجته الحامل قبل ستة شهور ولم يتحمل هذا الرحيل، حيث ظل يعيش في عزلة إلى أن وضع حداً لحياته وفارق الحياة، لعدم قدرته التواءم والمواصلة دون المرأة التي أحبها كما يبدو!

في أبها عثر على شاب ثلاثيني متوفى داخل شقته منذ خمسة أيام بعد أن تلقى حكم المحكمة بخلع زوجته له، عقب رفضه طلاقها لرغبتها في الإنجاب، وبعد صدور حكم الطلاق اقصد الخلع له، اعتزل الناس مصدوماً. وعجز عن التواصل مع من حوله، وتوفي نتيجة جلطة دموية.

في القاهرة أحرق رجل نفسه لرفض والد زوجته إعادتها له، وقال انه يريد التخلص من حياته التي لا تعنيه إذا ما عاشها دون زوجته.

في جازان توفيت امرأة في الثلاثين بعد اسبوع من وفاة زوجها حزناً عليه اثر حادث مروري، حيث تدهورت صحتها ولحقت به.

في مدينة سيساك الكرواتية الصغيرة توفي زوجان في نفس اللحظة معاً، وتم تشييعهما من قبل أسرتيهما، ومعارفهما وعدد من وسائل الإعلام، حيث أشار المقربون منهما أن الزوجين قد عاشا في هناء ورخاء لعقدين من الزمان «الزوج ٦٩ عاماً، والزوجة (٦٤ عاماً) تظللهما علاقة ود ووفاء مشهودة، وأصبحت صدفة وفاتهما في ذات اللحظة اسطورة كما أكد أكثر من طبيب، بل وأضاف المعجبون بها بعض الزوائد من خلال حديثهما ذات مرة بالتعاهد على مفارقة الحياة معاً لاستحالة أن يعيش أحدهما بعد وفاة الآخر، وانهما كانا شديدي الاعجاب والهيام برائعة شكسبير «روميو وجوليت» التي رسم فيها الأديب العالمي كيف تجرع روميو السم لظنه أن جوليت قد ماتت، وكيف أنهت جوليت حياتها عندما شاهدت روميو جثة هامدة.

في مصر مات أحد الأشخاص اثر حادث مروري في قرية من القرى وعندما سمع أخوه الحادثة لحقه في نفس اللحظة، واجتمعت العائلة لتفاجأ بالشقيق الثالث يلحق بأشقائه في نفس اليوم، وفي اليوم التالي لحق بالثلاثة الشقيق الرابع، وشيعت جنازة الأخوة الأربعة معاً في صورة وحدث غريب قليلاً ما يتكرر.

هو الحزن في النهاية الذي لا يتحمله الكثير حتى وان أدعى المحللون أن في الحزن قوة وانه يقوي الذاكرة، وان من يعانونه قد يعزز لديهم أسلوب اتصال أكثر واقعية وتفاعلاً وفي النهاية أكثر نجاحاً.

في الحزن ضعف وألم وبالذات لمن تقتلهم لحظات السعادة التي غادرت وتحل عليهم بغياب من أحبوا، وبالتالي لا يتحملون حضورها.

وفيه اختبار أيضاً لقدرة الإنسان وتحمله وصبره على البلاء لأن الصبر والاحتساب أفضل علاج لمن يقدر عليه، ومع ذلك يتعلل الناس بضعف من لا يتحمل حزنه ويظل سابحاً تحت وطأته وخاضعاً له. متجاهلين تماماً قدرات الأفراد في التحمل والفكر، والثقافة، ومسببات كل شخص فيما يفعل.

من يأخذهم الحزن في متاهاته يتوجعون من الدنيا التي ضنت عليهم بالفرح وعاقبتهم بالفقد، بالتالي هم لا يريدونها طالما هي لا تمنحهم الحياة بقرب من أحبوا أو اشتهوا أن يعيشوا معهم وبالتالي لا يؤلمهم أن يغادروها إما اختياراً أو موتاً وهم موجودون على قيد الحياة، أو كما أراد الله للبعض أن يرحلوا بعد رحيل من أحبوا أو بالتزامن معهم حتى لا يتوجعوا لغيابهم.

لا شيء مضمون في هذه الحياة أو غير ملتبس، أو مختلف السيرة فكلنا معرضون للحزن ولكن تختلف درجات التفاعل معه والانضواء تحت منارته!







توقيع : SALMAN
إذا خسرناك عضو فلا تجعلنا نخسرك زائر


الإرادة بركان لا تنبت على فوهته أعشاب التردد

حيــــــــــــــــــــــــــــــاكم الله في حسابي على تويتر :
SALMANR2012@
Digg this Post!Add Post to del.icio.usBookmark Post in TechnoratiTweet this Post!
رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
 
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 12 : 03 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir
ملتقى النخبة 2005