ابحث عن التربية
http://www.alriyadh.com/1517044
تم ق ن

يوسف القبلان
في برنامج إطلالة من إذاعة جدة، سأل معدّ ومقدم البرنامج الأستاذ فريد مخلص ضيفه البروفيسور فيصل شاهين مدير عام المركز السعودي لزراعة الأعضاء هذا السؤال: حصلت على شهادات كثيرة وإنجازات متميزة، ماهي الشهادة التي تعتز بها أكثر من غيرها؟ أجاب الضيف: تربية الأبناء وتفوقهم الذي يجعلنا نفتخر بهم، الفضل بعد الله يعود لزوجتي التي كان لها الدور الأكبر في التربية.

أعجبتني هذه الإجابة لسببين، الأول أنه لم يتفاخر بشهاداته فهو فرح أكثر بتربية أبنائه وما وصلوا إليه في مجال الطب. والثاني أنه لم ينسب الفضل في هذه التربية لنفسة وإنما لزوجته رغم انشغالها كونها هي الأخرى طبيبة، ولكن النساء حسب رأي البروفيسور فيصل أكثر قدرة على التحمل والقيام بمهام متعددة من الرجل.

النقطة الجوهرية في هذا الموضوع هي الاستثمار في الإنسان بالتربية والتعليم والتدريب. البيت هو البداية، هو الأساس. عندما تكون الأجواء في البيت أجواء تتسم بالمحبة والاحترام والاهتمام بالعلاقات العائلية، وعندما يكون التعليم أولوية، والتربية توعوية وتوجيهاً وممارسة، تكون النتيجة بيئة تربوية علمية يعمل فيها أفراد العائلة كفريق يجمعهم الحب والتعاون والأهداف والطموحات الواضحة، والعمل الجاد لتحقيقها.

حجم المسؤولية على الآباء والأمهات يتضح في ضرورة الجمع بين التربية والتعليم. ومهما بلغ الإنسان في تعليمه وتميز في تخصصه وأبدع في إنجازاته فانه لن يحظى باحترام الناس إذا كان سلوكه يتسم بالغرور، أو كان يتعامل مع الآخرين بلا احترام. في أغلب الحالات يؤثر التعليم إيجابياً في السلوك، وهناك حالات استثنائية يعتقد فيها صاحب درجة علمية أنه وحيد زمانه. ينتمي إلى هذه الفئة أصحاب الصوت العالي، والتعلق بالمظاهر، وملاحقة المناسبات، والبحث عن الأضواء. العالم الحقيقي يعمل بصمت ويزداد تواضعاً كلما ارتقى في سلم التعليم، بل إنه كلما تقدم في طريق العلم أدرك أنه يجهل الكثير. ينتمي إلى هذه الفئة من يقول لك بكل ثقة رداً على سؤال علمي (لا أعرف الجواب وسوف أبحث عنه)..

إنها التربية التي لا تنفصل عن التعليم فالشهادة الورقية لا قيمة لها بلا أخلاق.