السجن التربوي
يوسف القبلان
تم ق ن
جريدة الرياض | السجن التربوي
114 من الموقوفين واصلوا تعليمهم داخل السجن وحصلوا على درجة البكالوريوس من خلال برنامج الانتساب المطور. وأكثر من ذلك فإن 50% من الخريجين حصلوا على الشهادة مع مرتبة الشرف. وبحسب تقرير (الرياض) من إعداد الزميلة أسمهان الغامدي تم إنشاء إدارة شؤون الموقوفين في وكالة العمادة للتعليم عن بعد للاهتمام بالموقوفين والتواصل مع ذويهم ومع إدارة السجن فيما يتعلق بشؤون الموقوفين الجامعية واحتياجاتهم من الكتب والمراجع.

في التقرير قصص رائعة وتجارب يروي أبطالها كيف تخلصوا من الفكر المتطرف وتمكنوا من إكمال دراستهم في تخصصات مختلفة، وكان لنجاحهم تأثير إيجابي في الموقوفين الآخرين. يقول أحدهم إنه بعد أن رأى تغير حال زملائه وفكرهم بعد الدراسة قرر خوض التجربة واكمال مؤهله الأكاديمي، مقراً بأن طموحه وأحلامه وأيامه اختلفت بعد كل عام كان يدرسه ويتعلمه. ويقول آخر حصل على درجة البكالوريوس: قبل إيقافي كنت أحمل الشهادة الثانوية ولم يكن لدي النية في إكمال تعليمي، لكن ما ان دخلت السجن راودتني فكرة إكمال تعليمي ولله الحمد وجدت تجاوباً كبيراً وتسهيلاً من قبل الجامعة وإدارة السجن، والطموح اتقد مجدداً لإكمال دراستي العليا وإدراك ما فاتني. أما المتخصص في الإعلام فيؤكد أنه ينوي أن يكون صاحب رسالة وهدف وأن يؤثر في عقل كل شاب غُرر به، وأن يحمي البقية من خلال تجربته التي سرقته من أحضان أسرته وأحلامه، فبعد أن دخل السجن وهو يحمل الثانوية العامة استجاب لطلب والدته وشقيقه بإكمال تعليمه وأصبحت هذه المرحلة نقطة تحول في حياته.

وهكذا يتحول السجن الى مؤسسة تربوية حولت مسار كثير من الموقوفين الى مسار العلم للمساهمة في بناء المجتمع والتمتع بحياة كريمة من خلال برامج تؤهلهم أكاديمياً ومهنياً واجتماعياً ونفسياً لبدء صفحة جديدة في العلاقة مع المجتمع. إن السجن بهذه الثقافة يصبح مكاناً للإصلاح وليس لتنفيذ العقوبة فقط. أسوأ أنواع السجون هي التي يخرج منها السجين بصورة أسوأ من السابق. هذا تحول في مفهوم مهمة السجن انتشر في العصر الحديث وطبق في كثير من الدول. تجربة المملكة في هذا المجال تجربة ناجحة بما تتضمنه من أنشطة وفعاليات اجتماعية ورياضية وإنسانية، ومن ذلك على سبيل المثال اليوم العائلي حيث تجتمع الأسرة مع السجين دون قيود. ولا ننسى الدور خارج السجن الذي تقوم به اللجنة الوطنية لرعاية السجناء في رعاية أسرة السجين، والبحث للسجين بعد خروجه عن فرصة عمل. ويتحقق التكامل بمشاركة المستشفيات وأساتذة الجامعات والقطاع الخاص في تقديم الخدمات الطبية والثقافية ودعم البرامج المهنية وورش العمل وغير ذلك من الخدمات التي حولت مسمى السجن الى إصلاحية.