|
خـــــــــــدمات الأعضــــــــــــاء
|
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
|
LinkBack | أدوات الموضوع |
المشاركة رقم: 1
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
البحث عن ابتسامة
البحث عن ابتسامة
تم ق ن جريدة الرياض | البحث عن ابتسامة يوسف القبلان ركبت الطائرة المتجهة من سان فرانسيسكو إلى نيويورك ومن ثم تغيير الطائرة متجها إلى المملكة لقضاء الإجازة ثم العودة لإكمال الدراسة. أخذت مقعدي في الطائرة الأولى وكان المقعد إلى جانبي شاغرا، بعد دقائق جاءت سيدة أمريكية وجلست بجانبي وفوجئت بها تبادرني بالتحية والتعريف باسمها، بادرت بهذا السلوك وهي لا تعرف جنسيتي ولا ديانتي ولم تكترث لاختلاف لوني. أدركت بعدها أنني وفقت برفيق سيجعل الرحلة غير مملة، وهذا ما حصل فعلا فقد تبادلنا الأحاديث حتى وصلنا مطار نيويورك حيث جلسنا معا انتظارا للرحلة التالية. كانت رحلتي إلى الرياض، وكانت رحلتها إلى لندن للالتقاء بزوجها الذي يعمل هناك. كان ذلك في الثمانينات حيث أجواء العلاقات الإنسانية غير مشوهة بالصراعات السياسية والتطرف والعنصرية والأعمال الإرهابية. لم تكن تلك الفترة تخلوا من أزمات سياسية لكنها لم تكن مؤثرة في توتير العلاقات الإنسانية كما يحدث الآن. قد يقال إن ما حدث معي في الطائرة حالة فردية ولا يمكن تعميمها. هذا صحيح لكني تذكرتها وأنا ألاحظ في السنوات الأخيرة أن الناس يتواصون عبر وسال الاتصال الحديثة لكنهم لا يفعلون ذلك في الحياة الحقيقية. ألاحظ اختفاء التحية والابتسام خاصة بين أشخاص من جنسيات مختلفة يعملون في مجتمع واحد. في هذا الزمن يتواصل الإنسان تقنيا مع إنسان بعيد لا يعرفه، ويفعل العكس مع إنسان قريب. تأمل في العلاقات الإنسانية في مواقع مختلفة ومجتمعات مختلفة، يخيم عليهم الصمت في صالات الانتظار، يتحدثون تقنيا مع البعيدين ويتحاشون من يجلسون بجانبهم، في المصعد يسيطر عليهم الحذر، في المطار حالة من القلق، في الأسواق والشوارع تحذير من التحدث مع الغرباء، وعلاقة في كل المجتمعات تحتاج إلى تعزيز بين أهل البلد والقادمين للعمل. في المناسبات العامة والمؤتمرات يبحث الإنسان عمن يشبهه، يجالس ابن بلده، يقترب من القريب، ويبتعد عن البعيد والنتيجة تحمل عنوان (لا جديد). كيف تأتي الإضافة إذا اقتصر الانسان في علاقاته على محيطة الصغير (العائلة، المدينة، الجنسية). العالم اليوم بحاجة إلى بناء جسور إنسانية تهزم الأفكار العنصرية وتخدم الحضارة الإنسانية. هذه الجسور تبنيها التحية والابتسام والحوار المؤسس على الاحترام والتعايش والرغبة الصادقة في تأسيس علاقات إنسانية تركز على العوامل المشتركة التي تجمع الناس وتتجاهل ما يفرقهم. في العلاقات الإنسانية وفي عالم مضطرب متوتر، قد يتردد الإنسان في بدء علاقة إنسانية جديدة، في حين أن بناء هذه العلاقة هو الدواء لذلك الاضطراب والتوتر. في عالم اليوم يبحث الإنسان عن العلاقة الإنسانية الجميلة حتى لو كانت عابرة كما يحصل بين المسافرين بالطائرة، كما يبحث عن الترحيب به كإنسان في التعامل مع الموظفين في المجالات المختلفة. في السفر يتمنى أن يقابله موظف الجوازات بابتسامة، وأن يتحدث معه مقدم الخدمة كإنسان وليس كعميل أو يتسول الخدمة، وقبل ذلك وأهم يتمنى أن يكون التعامل معه أينما ذهب والتحاور معه في كل مكان بمعيار الإنسانية وليس بمعيار العوامل التي تفرق بين البشر. يبحث الإنسان عمن يبتسم له لكنه لا يبتسم!
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
البحث عن النجاح أم الخوف من الفشل | SALMAN | مقالات صحفية 2011-2019 | 0 | 16 / 06 / 2020 24 : 09 AM |
البحث عن المعرفة | SALMAN | مقالات صحفية 2011-2019 | 0 | 09 / 06 / 2020 29 : 08 AM |