|
خـــــــــــدمات الأعضــــــــــــاء
|
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
|
LinkBack | أدوات الموضوع |
المشاركة رقم: 1
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
الإنصات الإنساني والإنصات السياسي
الإنصات الإنساني والإنصات السياسي
يوسف القبلان جريدة الرياض | الإنصات الإنساني والإنصات السياسي هل ينصت الإنسان الجائع أو الغاضب أو المتعصب أو المتطرف، وهل تنصت الدول المارقة الداعمة للكراهية والإرهاب إلى صوت الحكمة، وهل تنصت الدول التي تشعل الحروب وتمارس سياسة الاحتلال إلى صوت السلام.. تقول القصة إن رجلاً متشرداً جائعاً كان يبحث عن عمل مقابل لقمة العيش. اتجه إلى أحد المنازل الراقية، طرق الباب وطلب من سيدة المنزل وجبة مقابل مساعدتها في عمل منزلي، وافقت السيدة وطلبت منه القيام بطلاء الرواق (البورش) بعد ساعتين جاء الرجل إلى السيدة يخبرها بإنجاز المهمة وأنه متلهف لتناول الطعام، ثم قال: على فكرة السيارة التي صبغتها ليست (البورش) وإنما (فيراري). تلك قصة يمكن أن نستنبط منها أشياء كثيرة منها التأكيد على أهمية مهارة الإنصات، وما يسببه عدم الإصغاء من خسائر، وكذلك تأثير معوقات الاتصال ومنها اللغة من سوء فهم يتسبب في حدوث مشكلات ومخاطر. أخطاء جسيمة تحدث نتيجة اعتقاد الإنسان أنه استمع إلى محدثه ثم يتضح بعد ذلك أنه كان يبدو مستمعاً ولكنه غير منصت نتيجة انشغاله ذهنيا بأمر آخر، أو نتيجة للتفكير في الرد على المتحدث قبل استيعاب ما قيل كما يحصل في بعض الحوارات، أو نتيجة الاستماع بطريقة انتقائية. الرجل الجائع كان يفكر بالطعام وفي ذهنه السيارات الفارهة التي شاهدها خارج المنزل واعتقد أن السيدة تقصد طلاء سيارة (البورش) والكلمة تشبه كلمة الرواق حين تنطق باللغة الإنجليزية، واللغة هي أحد معوقات الاتصال. وفي ذكريات المبتعثين مواقف طريفة ومواقف أخرى ينتج عنها أخطاء وخسائر بسبب اللغة، كما ينتج عنها خلافات بين الدول بسبب حدوث سوء فهم في عملية التفاوض حول موضوع معين. على سبيل المثال: كلمة (تسوية) هي باللغة الإنجليزية الحل الوسط لكنها في لغات أخرى لها معنى سلبي وكذلك كلمة (وسيط) التي تعني (المتطفل) في إيران. وهذا يفسر ما حدث عام 1980 فقد وصل الأمين العام للأمم المتحدة فالدهايم إلى إيران ليقوم بدور الوسيط للإفراج عن الرهائن الأميركيين لكن المهمة فشلت بسبب بث الإذاعة والتلفزيون في إيران وباللغة الإيرانية تصريحاً لفالدهايم يقول فيه (لقد حضرت كوسيط من أجل التوصل إلى تسوية) وبعد بث هذا التصريح تعرضت سيارته للرشق من المتشددين. (الوصول إلى موافقة/ تأليف روجر فيشر وآخرون/ ترجمة لميس اليحيى) هل ينصت الإنسان الجائع أو الغاضب أو المتعصب أو المتطرف، وهل تنصت الدول المارقة الداعمة للكراهية والإرهاب إلى صوت الحكمة، وهل تنصت الدول التي تشعل الحروب وتمارس سياسة الاحتلال إلى صوت السلام؟ قصة الأمين العام للأمم المتحدة في إيران تؤكد واقع إيران الحالي الذي بدأ منذ العام 79م ولا يزال مستمراً حتى الآن، ومثلما يعاني بعض الأفراد من مشكلة عدم الإنصات فكذلك تفعل بعض الدول. الفرق أن بعض الدول مثل إيران وإسرائيل تتلقى قرارات الأمم المتحدة وتفهمها جيداً لكنها تتجاهلها وهذا إنصات سياسي يكسر كل قواعد الإنصات. ومن الإنصات السياسي قصة إسرائيل المعروفة مع قرار الأمم المتحدة المتضمن انسحابها من الأراضي المحتلة فحرفته إلى الانسحاب من (أراض) محتلة.
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|