|
خـــــــــــدمات الأعضــــــــــــاء
|
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
|
LinkBack | أدوات الموضوع |
المشاركة رقم: 1
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
خديعة الطريق
خديعة الطريق
تم ق ن جريدة الرياض | خديعة الطريق نجوى هاشم اعتدنا بحكم أشياء كثيرة أن لا نتوقف أمام معالم التاريخ، بل قد نعبر دون أن نحسن النظر إليها. وقد نمرّ مروراً اعتيادياً يكاد يكون يومياً دون محاولة التفكير في تفاصيل سطحية لما هو أمامنا! يظل العبور من أجل العبور هو الهدف دائماً لمن اعتادوا على تجاهل فصول الكتاب! ويظل الوصول أيا كانت المدة التي سيبقى فيها هناك، هو ما يهدف إليه وليس ما صادفه على الطريق! التاريخ كما هو يعتاد أن يبقي الأشياء في مكانها، لكن من يحترم هذا البقاء، وهذا الوجود، ويرتكن قليلاً إلى قراءته؟ من يتخصص في التجرؤ على معرفة ما جرى، والتعامل معه كجزء من حاضر سيظل إطاراً ليس خارجاً عن الصورة! من يعرف أن التاريخ الحقيقي وغير المزيف لا يمكن أن يسقط في فخ استبدال صفحاته، أو تغيير حكاياتها! لا يمكن أن يسمح لأحد وبالذات الطارئين عليه أن يحرك تلك الثوابت من مكانها! تعبر وتصل، وتعتقد أن هذا هو المهم بالنسبة لك دون أن تمعن في معايير الوصول. ودون أن تفكر في ماهيته، أو حتى إتقان لعبة الوصول! الكارثة أنك لو تعثرت بعد أن تعمل بسنوات، أو اصطدمت بجبال لم ترها رغم وجودها قبل أن تصل ستحلق بإجابتك بعيداً حتى أن الأمور صارت كما هو مكتوباً لها، وكما هو عليه أن تسير! لن تحمّل نفسك عبء أي خسارة، أو أي تقصير أو سبب من الأسباب التي رسمت معايير الفشل! سيظل ما لا تعرفه هو بطل الحكاية، وليس ما تعرفه، أو عرفته قبل أن تغامر وتصل، وتتصارع من أجل أن تكون هنا! ستدّعي وأنت تحاول الامساك بالبقية الباقية مما يتسرب من أصابعك أنك لم تفهم، أو لم تر الصورة كاملة، أو قصرت في قراءة الأحداث واستيعابها وستقاتل من أجل البقاء، ستقاتل من أجل إخلاء مواقعك. ستقاتل مما أنت فيه، ومن أجل تلك المكتسبات التي تحققت دون أن تكون لها أرضية حقيقية تقف عليها. كم هي متعددة ملامح الفشل، ولكن ملامح التاريخ المقروء تظل واحدة وغير متغيرة، أو مختلفة القراءة؟ لا تدّعي أنك ظُلمت.. وأنك تعرضت لخديعة من الطريق وأهل الطريق أولاً، ومن ثم، من سوف يصيغون لك التاريخ ثانياً وهم بجانبك. لا تدّعي أنهم فرضوا عليك خيار الحقيقة التي يريدونها، لأن هذه الحقيقة كنت أنت ما تريدها وليس هم، وبحكم إرادتك لها قاموا بإيصالها إليك ربما لإراحتك ربما لكسب ثقتك، وربما لفوائد ومكتسبات تخصهم! في المحصلة كان القرار قرارك، وكانت صفحات التاريخ أمامك مفتوحة تسجل ما تراه وما يدور بصرف النظر من كان يحاكي من؟ ومن امتلك في لحظات الأسى خيار الاعتراف، والممانعة معاً! هناك تجانس كبير، وتشابه أكبر بين ما يكتب في صفحات التاريخ على امتداد الأزمنة، رغم تغير الوجوه، وتبدّل الأحداث، ودوران عجلة الزمن، لكن تظل حروف الكتابة واحدة، وتظل خطوط التداول بين من يصنعون التاريخ، وبين من يحكونه واحدة. تتغير الأيام ولكن لا تتغير صفحات الكتب الحقيقية والسبب أن من يكتبوها أو ارتأوا أنهم الأجدر بالكتابة لا يحترمون اطلاقاً الآخرين ولا يتوقفون للنظر إلى وجوههم، ولا حتى يتعثرون وهم في الطريق السريع من أجل قراءة الصفحة الأخيرة لمن عبروا من هنا وسقطوا والسبب أنهم يعتقدون بأن ما سيسطرونه سيكون مختلفاً، ولن يصبح كما يتوقع له من يحملون النوايا السيئة! هي أيامهم كما يعتقدون ليست لغيرهم ولن تكون، ولن تتغير حتى وإن كان الزمن هو الحكم!
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
غموض الطريق | SALMAN | مقالات صحفية 2011-2019 | 0 | 18 / 06 / 2020 14 : 10 AM |
الطريق عندما تسلكه مرات أخرى // مميز | SALMAN | مقالات صحفية 2011-2019 | 0 | 17 / 06 / 2020 14 : 12 PM |
ح ق ج ... على جادة الطريق | SALMAN | سواليف أدبــاء | 0 | 07 / 06 / 2020 17 : 03 PM |
استدراك الظلال المتحركة | SALMAN | مقالات صحفية 2011-2019 | 0 | 18 / 05 / 2020 09 : 11 AM |