البحث عن الأرقام
جريدة الرياض | البحث عن الأرقام
تم ق ن

نجوى هاشم
تبحث دائماً عن الأرقام الصحيحة، أو التقريبية، تبحث عن دقة المعلومات، عن صحة الكثير من الاستطلاعات، عن نوعية من شملتهم مثل هذه الاستطلاعات لأنه أصبح من المهم، والطبيعي للمتابع، والمراقب أيضاً معرفة دقة هذه الاستطلاعات ونوعيتها، لأن أهميتها تكمن في نوعية القضايا التي تتطرق إليها، كما أن الكثير من البيانات، أو المسح الذي يجري أحياناً يكمن فعاليته في أنه يسلط الضوء على عينات من البشر هم الصورة الحقيقية للمجتمع، وأحياناً يقيس نبض الشارع ويعكس ما يجري فيه!

ومع ذلك تظل قيمة هذه الاستطلاعات وصحتها مرهونة بقيمة الجهات أو المراكز التي اضطلعت بها، وحرصت على دقتها، وليس من خلال الطروحات العشوائية التي تفتقد إلى الدقة والمهنية!

فمثلاً في كثير من القضايا تحتاج دائماً إلى توضيح، أو تقريب للأرقام، أو استطلاعات حقيقية يتفاعل معها المواطن ويثق بها،

ففي مجال قضايا المحاكم:

كم عدد قضايا الطلاق المرفوعة سنوياً في جميع أنحاء المملكة؟ وكم عدد قضايا النفقة التي لم تنفذ، والتي نفذت؟ وكم حكماً واجب النفاذ لا يزال معلقاً؟

كم عدد الأراضي الني نهبت، والتي مختلف عليها؟ والتي يخطط للاعتداء عليها بوضع اليد؟

كم عدد قضايا النقل المتهور، والاعتداء على الأنفس؟ كم عدد القضايا التي تم فيها دفع الدية، وعاد القاتل إلى الحياة متباهياً، وقد يرتكب جريمة مرة أخرى؟

كم عدد قضايا العنف ضد المرأة والأطفال؟ وقضايا الحقوق المسلوبة؟ والمواريث التي لم ترد لأصحابها؟ كم قضية نسب معطلة؟

في قضايا العمل:

كم امرأة معيلة لدينا؟ وكم شاباً وشابة عاطلون عن العمل؟ وكم شاباً وشابة يتقاضون الحد الأدنى من الأجور ويعملون بنظام السخرة وراتب لا يتجاوز ١٥٠٠ ريال فقط؟

كم شركة أوقع عليها العقاب والغرامات المشددة، وهي تلجأ إلى توظيف سعوديين وهميين للتحايل على نظام السعودة؟

كم ملفاً علاقياً تم شراؤه لتقديم وظائف، وكم مرة قدم الشباب والشابات وظائف على الانترنت ولم يصلوا إلى نتيجة؟

كم شاباً فصلوا من أعمالهم بسبب أو لآخر، ولم يتلقوا تعويضات حتى اللحظة؟ كم عدد القضايا التي تركها أصحابها معلقة لعدم قدرتهم على المتابعة أو النفس الطويل؟

في مجال المستشفيات:

كم عدد القضايا المرفوعة سنوياً ضد المستشفيات وضد الأطباء نتيجة للأخطاء الطبية التي يدفعها المرضى؟ كم عدد من لا يملكون تأميناً طبياً؟

وكم عدد التعويضات التي تمت وتحصل عليها المتضررون؟ وهل هذه التعويضات التي لا تخرج عن خانة الأربعة أصفار كافية لإعادة متوفى إلى الحياة أو إعادة ما فقده جراء خطأ طبيب؟ كم عدد مرضى السكر، والسمنة المفرطة، والأمراض الأخرى؟

كم عدد المستشفيات، أو المستوصفات التي تم إغلاقها نتيجة لارتكابها كوارث؟ وكم عدد الأطباء الذين أوقفوا عن العمل نتيجة ارتكاب الخطأ؟

وكم عدد الأطفال المولودين سنوياً؟

في الأسرة واحتياجاتها:

كم عدد المواطنين الذين يملكون منازل فلل أو شقة؟ وكم عدد الحالمين بالامتلاك؟ وكم عدد المتضررين من قوانين الإيجار التي لا تحمي المستأجر، وأيحاناً المؤجر؟

كم عدد الأسر التي يتجاوز أفرادها العشرة وقابلة للزيادة، ومع ذلك راتب معيلها لا يتجاوز الألفين أو الثلاثة، وينتظر المعونة من الدولة؟

كم عدد الرجال الذين يتزوجون أكثر من امرأة رغم عدم قدرتهم المادية وعجزهم عن الانفاق؟

كم امرأة راتبها يتجاوز بمراحل راتب زوجها، وهي من يقود المنزل؟ كم أسرة تنتظر الضمان الاجتماعي لأنها لا بد أن تحضر شهادة مرض للمعيل؟

كم أسرة تحت خط الفقر في أكثر الأحياء الشعبية فقراً في المدن الكبيرة؟

كم عدد القروض التي تتحملها كل أسرة سواء لأثاث أو سيارة أو بنك أو شركات لتمرير الحياة إلى سكة الكرامة المؤقتة؟

كم شخصاً حقيقياً يستحق الزكاة والمساعدة؟ وكم عدد المليارات التي توزع من الأثرياء في الخارج، والداخل أكثر استحقاقاً لها؟

وكم شاباً مدمناً، أو متعاطياً، أو مريضاً نفسياً؟ أو كم أسرة لديها أكثر من عاطل؟ كم، وكم، نحتاج إلى أرقام حتى وإن كانت تقريبية، لكن هل نحن مستعدون لتقبل النتائج، وعدم الإحساس بالمفاجأة؟