|
خـــــــــــدمات الأعضــــــــــــاء
|
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
|
LinkBack | أدوات الموضوع |
المشاركة رقم: 1
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
حكاية وراء كل باب
حكاية وراء كل باب
نجوى هاشم تم ق ن جريدة الرياض | حكاية وراء كل باب قبل الزواج وفي مراحل الدراسة المتوسطة والثانوية أدمنت قراءة روايات الجيب الصغيرة الرومانسية.. كانت تتوقف أمام الصفحة التي تحاكي مشاعرها ساعات وليس دقائق.. تدون بعض العبارات في دفتر صغير تحت مخدتها.. عشقت غرام الأبطال، وليس الغرام نفسه.. انصهرت في الجو العام لحب الآخرين رغم أنه لا يرتبط على الإطلاق بجوها.. أو بيئتها... تلونت أيامها بمفردات الحب البعيد المكتوب.. حتى شعرت في بعض الأحيان أنها غير قادرة على ملاحقة تلك المشاعر الفياضة التي تتدفق في داخلها ولكن ليست موجهة لأحد... فقط تنطلق.. وتتحرك في اتجاه مبهم وتعود لتتوهج داخلها! وهي تنسجم، وتنفصل عن ما حولها كانت تشعر برغبة قوية للحياة المستقبلية مع رجل يتعطش للعيش معها.. ويورّثها إلحاح الحب المتواصل.. لم تفكر في ملامحه.. فقط أسرتها.. مفرداته القادمة.. وشيوع ذلك الجمال الإنساني المغلّف بالحب في ألفاظه.. تخرجت من الجامعة.. وعملت في مدينتها الصغيرة، لكن لم يفارقها إحساس الشغف الآسر بملامح ذلك الرجل القادم.. والمحرّض على كل الحب، وليس جزءاً منه! ولذلك عندما تقدم إليها رجل من جماعتها.. تعرف أسرته جيداً وسمعت عنه ويشاركها نفس العمل.. تفاءلت كونه كما عرفت خلوقاً.. ومحترماً.. وهادئاً ورقيقاً.. بعد النظرة الشرعية شعرت بارتياح شديد له.. رغم أنه تعامل مع النظرة الأولى كما شعرت بهدوء ورسمية وبشكل عملي أكثر من إحساسه بالخوف من المواجهة وتنبؤها بأنه قد يرسل لها رسالة مغلقة وهو ينظر إليها للمرة الأولى! سألت أخته القريبة .. هل يقرأ؟ قالت لها يقرأ الجريدة ولكن يعشق الصفحات الرياضية.. وفريقه المفضل هو الجزء الأهم في حياته أكثر من أي شيء آخر.. قبل الزواج اهتمت بالكرة.. والمتابعة وفريقه المفضل وعرفت أغلب التفاصيل لأنها تريد أن تقترب منه.. بعد الزواج اكتشفت إنساناً جميلاً من الداخل.. ورجلاً يهتم بعائلته وأسرته، لكن بصمت ودون مفردات تدفع إلى فتح أبواب الحوار! هي من عشقت الكلام قراءة وتحدثاً تعيش مع رجل تعتقد جازمة بكل المقاييس أنه يحترمها ويقدّرها.. ويخاف على أسرته، ويجاهد من أجلها.. ووقته الغالب كله في العمل، أو المنزل أو مشاهدة فريقه.. أو خدمة والديه وإخوته الباقين. لا تعرف كيف كانت تعبر الأيام.. وهي لم تكتشف عدم قدرته أو رغبته في الحديث عن الحب، وتفاصيله.. لا تعرف كم مضى من الزمن وهي تحاول أن تحرضه في أن يبوح بما لديه من عواطف ومشاعر نحوها.. لكن لا مجيب.. كانت كل محاولاتها تعبر بمعزل عن دفعه للحديث، أو الاستفزاز! أربعة أطفال بنين وبنات والحياة تمر كطيف جميل يتقاسمان فيها التفاصيل المادية والمعنوية.. لكن ظل أهم تفصيل لديها دفعه لطريق الحب وقص جميع الإشارات التي تعوقه عن الحديث لها! سنوات طويلة وهي عاجزة.. لم يصرح عندما تطالبه بمفردات الحب أو الغزل الصريح فقط يضحك ويقول لها أولادنا كبروا.. والواقع يختلف عما تبحثين عنه! وأحياناً يقول لها أنا لا أؤمن بكلام الحب الخيالي، أو مفرداته، لأنه كذب وضحك على الآخر! تقول له أريدك أن تضحك عليّ.. تكذب.. أريدك أن تشعل قناديل الإحساس داخلي.. ماذا يمنع؟ إحدى المرات كانا معاً دون الأبناء في السوبر ماركت وفي طفرة غلاء الأرز والحليب، اشترى احتياجات المنزل وركز كثيراً على الأرز، والحليب.. وطلب منها أن تمسك إحدى العربات حتى يذهب بالأخرى إلى الكاشير، ويعود إليها.. عندما عاد حاصرته بقوة، وأمسكت بالعربة وبطريقة مضحكة (هل تحبني؟ أشعر أنك لا تحبني؟ لم تقل أبداً أحبك صراحة وأغرم بك؟ الممر يتحرك به آخرون.. ولا تعرف لماذا كان هادئاً أكثر من اللازم.. استلم العربة منها، وتوقف ولم يدقق في وجهها حياءً ممن حوله وقال لها في أذنها (الحب يعني توفير الأرز والحليب والمتطلبات المستعصية، الحب أن أوفر احتياجاتك، أن نذهب إلى السوبر ماركت ونشتري ونعود لنأكل ونسعد مع أطفالنا..) تركها وغادر.. وظلت هي مكانها تتأمل أكياس الأرز التي أصبحت التعبير الأسمى عن الحب..!
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|