|
خـــــــــــدمات الأعضــــــــــــاء
|
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
|
LinkBack | أدوات الموضوع |
المشاركة رقم: 1
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
شهادات الجنون المزيفة // مميز
شهادات الجنون المزيفة
نجوى هاشم تم ق ن جريدة الرياض | شهادات الجنون المزيفة ماذا يمنع أن تتوقف في الشارع العام، وتجد موقفاً مناسباً تقف فيه بسيارتك، ثم تترجل منها، وتنطلق مشياً على أقدامك ربما لنهاية الشارع، ربما لشارعين أو ثلاثة، ربما لتشتري شيئاً من مكان قريب. وربما أحياناً لتتحرك على رجليك فقط وتمارس المشي لمسافات دون أن تكون مخططاً له؟ تمشي وتتوقف لتمارس لحظات خاصة بك قد يعتبرها البعض مجنونة وقد يتوقف عشرات الملايين وبالذات إن كنت تركب سيارة فارهة ومتأنقاً وقررت أن تمارس هذا الجنون المسمى لدى الآخرين، والرغبة لديك (ايش فيه جنّ) أو قررت أن تجلس على سيارتك فارغاً من كل شيء، تمارس الفرجة على من يروح ويأتي بهدوء، وبانسجام، وبفرح عارم بأنك تقبض على لحظة مفقودة ستجد الأسئلة المطروحة تتناثر حولك وعليك، وبالذات أن جننت وحدثت زوجتك، أو أجبت على بعض الأصدقاء وهم يسألون أين أتت، وسعدت بمبادرتهم بما تفعل، ومتعتك بذلك وأنك تركت سيارتك، وترجلت ماشياً هكذا شعرت، وهكذا قررت أن تفعل، قررت أن تذهب إلى البحر، وتستمتع بالرمل كالأطفال، وتمشي حافياً بمتعة لم يشعر بها أحد من يتهمك بالجنون، وأخبرت وأنت تمارس هذا الفعل من يتصل بك، ستجد من يتهمك بالجنون أحياناً، وآخر بالفضاوة، رغم انك أكثرههم انشغالاً وتنظيماً للحياة وأن هؤلاء من يسخرون منك أكثر الناس فراغاً وتفاهة وممارسة لاعتيادية الحياة من دوام، ونوم، وتليفزيون وروتين اعتيادي من الصعب السطو على مفرداته أو كسره أو تجاوزه أو القفز عليه! تشعر بالمتعة وهذا هو ما يعنيك، تشعر بالفرح وهذا هو ما يلزمك أحياناً لتجاوز حالة الرتابة اليومية، والضغوط، وأيضاً هذه الدائرة اليومية المغلقة من الاستيقاظ، والعمل، وايقاف السيارة ومن ثم العودة، والذهاب إلى الأصدقاء، أو الصديقات، أو التسوق، أو مذاكرة الأطفال، أو حضور المناسبات الاجتماعية المملة ضمن إطار مغلق ومحكم من قانون يومي لم يفرضه أحدهم علينا ولكن نحن من قام بفرضه. الأولويات لدينا دائماً هي نظام الحياة اليومية الذي ينبغي أن يراه الآخر حتى وإن كان يشكل نظاماً ضاغطاً علينا. ويغلق أبواب التفاوض مع تلك الرغبة التي تحاول أن تقتلع الجمود وترهل الأيام. ومع ذلك الضغط واستمراريته يحاول البعض من الأسوياء فتح منافذ أخرى بسيطة لكنها قد تكون مريحة لتجاوز الهموم اليومية وهذه الدائرة التي يزداد تحكمها، وحكمها على الشخص، فمثلاً قد تجد نفسك تحدث نفسك فجأة صامتاً إن كنت مع آخرين، وتستمتع بنوعية وأهمية الحديث الذي هطل عليك فجأة والمشكلة انك حتى هذه اللحظة الصامتة التي وجدت نفسك منسجماً داخلها تجد من يحاول اخراجك منها ان كنت في وسط مجموعة فستجد الملقوف يحدثك (هيه فين وصلت؟ ولماذا انفصلت عنا؟ أخرى لا هي فصلت تماماً، ولم تعد موجودة الشاطرة الأخرى ستقول (الله يخليك ماذا كنت تفكرين به قولي لنا وشاركينا؟ وعندما تواصل صمتك بابتسامة ستجد الفارغة تماماً ترد لا هي طول عمرها مجنونة من زمان، ومادام الحديث مع النفس الصامت جنوناً، فقد كنا ونحن صغار عندما نضبط من قبل أحد من الأسرة نتحدث مع أنفسنا بصوت مسموع نتهم بالجنون، وقد تجد أي شخص وفي أي مدينة يصادق على جنون شخص من خلال أنه قد ضبطه يحدث نفسه ذات مرة وقد يقسم أنه لا جدال هو شخص مجنون قد لاحظته في الشارع يكلم نفسه وهي في الأصل الجنية التي تستوطنه. مؤخراً توصل علماء النفس إلى مفهوم ان الحديث مع النفس قد يمنع السلوك المتهور ويقول الدكتور (حسن حندقجي) ان الصوت الداخلي يلعب دوره في ضبط النفس وان أحدنا لوحش وهو يتكلم مع نفسه ربما ما يقوم به هو أحد الأفعال الحكيمة كما يقول الباحثون الكنديون حيث توصلوا إلى أن استخدام الصوت الداخلي، أو وسيلة التخاطب مع النفس يلعب دوراً مهماً في بلوغ القدرة على ضبط النفس، وان الكلمات والعبارات الايجابية التي نسمعها في رؤوسنا قد تساعد على التركيز وأداء المهام بنجاح، وان الشخص حينما تترك له فرصة للحديث المباشر مع نفسه خلال قيامه باحدى المهمات فإن الفرص تقل لارتكاب التصرفات المشهودة والخاطئة. ورغم هذه الدراسة يكتشف أن هناك القليل جداً من الدراسات التي بحثت في موضوع «الحديث مع النفس» على الرغم من أن المرء يقضي أكثر وقته مع نفسه وأكثر إنسان يتحدث معه المرء هو نفسه!
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|