|
خـــــــــــدمات الأعضــــــــــــاء
|
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
|
LinkBack | أدوات الموضوع |
المشاركة رقم: 1
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
حكاية وراء كلّ باب
حكاية وراء كلّ باب
نجوى هاشم جريدة الرياض | حكاية وراء كلّ باب تم قن عندما انفصلت عن زوجها، أو قررت الانفصال بهدوء وترتيب بعد سلسلة من المشكلات العاتية التي تقبلتها وأدارتها بصمت الكبار وحكمتهم، والتي لا أعتقد ان امرأة مهما بلغ بها التعقل والاتزان أن تعبر هذه المشكلات دون أن تثير زوبعة من الأعاصير التي تهدم المكان على من حوله، ليس كذلك فقط، ولكن قد تعصف هذه الأعاصير بأسر تعرفها، وعوائل ارتبطت بها. ليس مهماً هنا من المخطئ هو أو غيره، ومن المسؤول عن الخيانة التي بدت وكأنها تجري في عروقه كما اعترف هو، وكما قال إنه يحمل سيرة خيانة لا يعتقد أن لها سيرة مشابهة مع أحد، وأنه يجد كل التجاوب من كثير من النساء ربما لوسامته المفرطة ولكونه فلاناً، ولكن هي أيضاً فلانة بنت... والتي تحمل تعليماً عالياً. تطلقت على أبواب الأربعين وهي تحتفظ بكامل جمالها، ومالها ووظيفتها، وبهدوء شديد أدارت فيه معركتها بعيداً عن تدخل من حولها الذين لم تعتد إشراكهم ذات يوم لأنه في النهاية هي من قررت القبول والاختيار. وهي مَن عليها أن تقرر متى تغادر؟ ومتى تنهي هذا المسلسل الذي ظلت حلقاته لخمس عشرة سنة تحتفظ بكامل إثارتها وتشويقها، كل حلقة منفصلة في حد ذاتها، ومع ذلك كانت تعتقد أن الحلقات القادمة قد تكون أقل إثارة، وسيبدأ المسلسل يلملم نفسه على خطوط النهاية بعودة البطل إلى الصواب ورجوعه إلى منزله. اعتذارات متتالية، ولكن استمرارية في عدم الاحترام، والتقدير وإسهاب في امتهان الكرامة التي هي بالنسبة لها قيمتها الأصلية، ورموز حياتها اليومية. المهم في الأمر غادرت، وغادر هو ولا يهم إلى أين؟ غادرت بعد أن شعرت أنها تمعن في تخريب إنسانيتها بسبب احتمالها الذي لا معنى له، وبسبب إصرارها على البقاء في جبهة لا تعرف الهدوء، غادرت لأن حبر المعاهدات الذي كان يكتب به تأسفه، واعتذاره كان يجف قبل أن يغادر مكانه. غادرت بعد استنفاد كل طاقاتها كما تقول، وبعد أن ذاب الانبهار والإعجاب، وبدت مكانه صور تزوير الحقائق، وعبث الحيرة التي تقود إلى زلزلة النفس! غادرت بعد أن فوجئت أنها لا تجد التعبير المناسب الذي يقنعها بمسمى هذه العلاقة يقنعها بأن عليها أن تبقى وتحتمل، لأن المرأة خُلقت للاحتمال، كل من اقترب منها جيداً عرف قدراتها على الاحتمال العنيف، وبالتالي من المؤكد أنها غادرت عندما استنفدت كل أسباب البقاء حتى القادم منها! بعد مغادرتها التي تمت بهدوء، حاول البعض من الصديقات أن يعرفن منها أسباب الطلاق، ولكن لم يكن ذلك ممكناً، حاول البعض فتح بعض الأحاديث، والتفنن في طرح قضايا مطلقات، أو من يبحثن عن الطلاق، وطرحن حكايات عديدة عن الخيانة، والغدر، وهزائم النساء، والحلم بالتحرر من قبضة الرجل، ولكن كانت إجاباتها، وتداخلاتها محدودة، ومتزنة، وغير انفعالية كانت تلفت دائماً اهتمامي بهذا الصمت، والهدوء، والارتياح النفسي الذي بدا عليها، لم تكن غاضبة، أو مُستثارة، أو تنادي بالانتقام أو تهتف باسم الغادر وتدعو عليه. كانت تعيش لحظتها بهدوء من غادر محطة للمرة الأخيرة بعد أن انتهى تماماً من تفاصيل ذلك المكان. كانت ترغم من حولها على التوافق معها، وعلى الصمت، وإغلاق الدائرة التي كنّ يحاولن إدخالها إليها من منطلق أن الشجاعة تقتضي بتكريم ما مضى من أي علاقة إنسانية بين طرفين بالصمت، واحترام تلك الأيام أيا كان الفارق الأكبر بين حلوها ومرها، وعلى كل طرف أن لا يعتقد أنه تخلص من شريكه، وأنه كسب كل شيء لأن الصحيح أن ما مضى هو حسم من رصيد العمر، والأيام والحياة كلها، ولا يمكن بأي حال من الأحوال إعادة جمعه مرة أخرى وتفنيده وإعادة صياغته في حياة جديدة! عبرت العلاقة التي ظلت سنوات بمرارتها ومع ذلك ظلت حريصة على تكريم تلك العلاقة بالصمت، وعدم الخوض في تفاصيل ما حدث، أو اسباب الطلاق! هي الآن تعيش في قمة تصالحها مع نفسها في سلام ومحبة، وكأنها تكرّم نفسها، ليس بالانتقام الشرس، والخوض في ملف سيرة لم تمنح ابداً الغرباء والأصدقاء المرور إليها ليس لقراءتها، ولكنها لإمساك غلاف الملف، ولكن بالمحبة الحقيقية داخلها التي تحملها للحياة، ولمن حولها، وله أيضاً عندما تحاصرها إحداههن فتقول : (الله يستر عليه)!
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
حكاية وراء كل باب | SALMAN | مقالات صحفية 2011-2019 | 0 | 21 / 06 / 2020 05 : 05 PM |