|
خـــــــــــدمات الأعضــــــــــــاء
|
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
|
LinkBack | أدوات الموضوع |
المشاركة رقم: 1
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
الأسقف الوهمية
الأسقف الوهمية
تم ق ن جريدة الرياض | الأسقف الوهمية نجوى هاشم عندما تعتاد على تسلّم راتبك الشهري في موعد محدد، تنظم حياتك، وطريقة مصروفاتك على هذا الأساس، وتسير أغلب الأمور الحياتية، والمادية باتجاه هذا الارتباط الشهري، الذي هو محور ارتكاز جميع الموظفين وبالذات العاديين أو الذين لا تزيد رواتبهم على ٥٠٠٠ أو ٦٠٠٠ آلاف ريال قبل سنوات كان من يتعي براتب ٥٠٠٠ ريال يُعتبر انه سقط على ثروة، الآن هذا المتعيّن الجديد وبهذا الراتب المتدني لا يمكن إلا أن يصنّف في دائرة المحتاجين والفقراء، خصوصاً إن كان يعيل أسرة، ويقسّط سيارة، ومتطلباتها، وخرابها، وأطفالا يحتاجون للمدارس، والعلاج، والملابس وإيجار منزل، وطعام، وتسديد فواتير كهرباء وهي غير القابلة للتأجيل لأن المصير هو الظلام ومكابدة الحر، يضاف إلى ذلك بعض الالتزامات الاجتماعية والعائلية المميتة، والتي تدفع الأغلبية إلى الاقتراض، ومد اليد من أجل بقية أفراد العائلة ومجاملتهم بالعزائم، وفي المناسبات! هذا التصنيف وهذه المعاناة يشملان من هم في دائرة رواتب الستة آلاف أو ما دون، ولكن ماذا عن مَن هم في دائرة ألفي ريال، أو ١٥٠٠ ريال من السعوديين الذين يعملون حراس أمن وسيكيورتي؟ ماذا عن احتياجات هؤلاء؟ وكيف يستطيعون مواجهة أعباء الحياة القاسية والمتطلبة؟ كيف لهم أن يفتحوا منازل؟ أو يعيلوا أسراً؟ قد يعترض أحد ويقول كيف بإمكانهم إعالة أسرة، وهم عاجزون عن إعالة أنفسهم بهذه الرواتب المتدنية والتي يمكث في دوامها الموظف ٨ ساعات أو عشر ساعات؟ كيف لهم أن يشعروا بالأمان الاجتماعي والمادي، وهم يعانون من عدم الأمان الوظيفي، يعانون من تدني الأجور، من تسابق الشباب الآخرين على المهنة بشهادات الثانوية، لقلة المعروض من الوظائف؟ كيف لهم أن يشعروا بقيمة الحياة، وما يوجد بها من استمتاع، وملامح جميلة، وهم يسكنون دروب هذه المعاناة المتمثلة في قلة الرواتب، والحسومات التي تطالها، وتعامُل الشركات المتعاقدة معهم بنظام غير إنساني، أو قسوة وكأنها تدفعهم إلى المغادرة لعلمها أن هناك طوابير تنتظر للوظائف المتروكة، وبشروط هذه الشركات التي لا ترحم هؤلاء، ولا يرحمهم أيضاً نظام العمل، ولا تحميهم الأنظمة! ومع قلة هذه الرواتب وطول ساعاتها يتمسك من يعملون بها بحبالها الذائبة، طالما ظلت ملتزمة بتسليمهم رواتبهم، لكن بعض هذه الشركات المتعاقدة تماطل في تسليم رواتب هؤلاء بحجة أنها لم تستلم مستخلصاتها من الوزارات، أو المؤسسات الحكومية التي تعمل معها، ويدفع هؤلاء «الغلابة» والمحتاجون، والمضطرو ثمن هذا الانتظار من ازدياد الحاجة، ومد أيديهم للآخرين للاستلاف من أجل توفير احتياجات أسرهم وأبنائهم، مع استمرارهم في العمل من أجل الحفاظ على الوظيفة قليلة الدخل، وبحثاً عن حقوقهم المتأخرة التي لا يحس أصحاب هذه الشركات ولا يتفهمون معنى أن لايُصرف راتب في موعده؟ ان لا تعطي أجيرا حقه قبل أن يجف عرقه؟ ان لا تأتي من تعب مقابل تعبه في موعده؟ لا يشعر هؤلاء أولاً بمثل من يعملون في هذه المهنة، ولا يخافون من تطبيق أنظمة قد تأتي لهؤلاء البسطاء بحقوقهم، لأنهم لا يقفون أمام احتياجاتهم ولا تعنيهم مطالباتهم البسيطة في ظل عدم تحصلهم هم على استحقاقاتهم الكبيرة! غير السعوديين عندما تنشر الصحف صورهم، وهم يفترشون أبواب شركات ومؤسسات لم تدفع لهم رواتبهم منذ عدة شهور في مشاهد غير إنسانية وتتنافى مع تعاليم ديننا الإسلامي الذي حث على الوفاء بالعقود، واعطاء من يعمل حقه، كان الناس يعبرون عليها بغضب وهم يرون هؤلاء الذين قد لا تتجاوز رواتبهم ٤٠٠ ريال كعمال نظافة في الشوارع والمستشفيات وتجوز عليهم الزكاة والصدقة، يمدون أيديهم للآخرين بحثاً عن لقمة تسد رمقهم، ولا يتحرك أحد لأن هناك مشكلة مالية بين من تعاقد معهم، وبين من لم يسدد لهذه الشركة لتعطيهم! لكن هؤلاء المواطنين هل هناك سقف حماية لهم؟ هل هناك سقف معين سيكون لرواتبهم بحيث تحمل أدنى حدود الحماية؟ ولماذا لا يعطى مثل هؤلاء الزكاة أو جزءاً منها وهم الأحق وهم الأجدر لأنهم رغم عملهم الشاق، لا يكادون يلامسون حدود الحياة الكريمة، أو الآمنة وليس بإمكانهم توفير أدنى حدود الاحتياج لأسرههم ونحن ندخل على أبواب العيد وبعدها المدارس والتزاماتها؟ إنهم الأكثر استحقاقاً حتى وإن لم يمدوا أيديهم أو اعتقدنا أننا لا نراههم!
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|