خـــــــــــدمات الأعضــــــــــــاء

العودة   ملتقى النخبة > ((((((بـــــــــــــــــــــــــــوابـــــــــــــــــــــــــة الملتقى))))) > سواليف كتاب الصحافة > مقالات صحفية 2011-2019
.::||[ آخر المشاركات ]||::.
 

إضافة رد
 
 
LinkBack أدوات الموضوع
  المشاركة رقم: 1  
قديم 22 / 06 / 2020, 45 : 08 AM
الصورة الرمزية SALMAN
مؤسس الموقع
المنتدى : مقالات صحفية 2011-2019
تاريخ التسجيل العضوية الدولة المشاركات بمعدل المواضيع الردود معدل التقييم نقاط التقييم قوة التقييم
14 / 03 / 2005 1 المكتبة 7,621 1.05 يوميا 394 10 SALMAN is on a distinguished road
SALMAN غير متصل

استحالة أن يكون..

استحالة أن يكون..
تم ق ن
جريدة الرياض | استحالة أن يكون..
نجوى هاشم
أناقة المحل واتساعه كانا يسمحان بالمراقبة الدقيقة لمن معي من الصديقات لتلك المرأة التي اشترت الكثير من الأشياء الفخمة والغالية، دون مساومة، ودون تدقيق أو توقف، ولكن ليس المهم ما اشترته بالنسبة لمن كن معي، بل المهم ذلك الرجل الخمسيني والذي كان تابعاً للمرأة ومتحركاً خلفها، ومن ثم قام بالدفع بهدوء ودون تذمر، أو إعادة حساب المشتريات.. للمرأة التي بدت وهي دون غطاء لوجهها امرأة في حوالي الخامسة والثلاثين عادية جداً، والموقف بالنسبة لي كان عادياً أيضاً!

لكن من كن معي استغرقن في حفلة نميمة معتبرة ومتابعة جدية لتفسير هذا الموقف الغريب عليهن، والعجيب في نفس الوقت، حيث اعتبرت إحداهن ان المرأة قد لا تكون زوجته، لأن الأزواج في العادة لا يدفعون هذه الألوف للنساء، ونحن متزوجات وعلى علم بذلك، وثانياً إن دفع الزوج فسيدفع القليل خصوصاً إن كانت المرأة لا تعمل، وإما إذا كانت موظفة كحالاتنا فعليه العوض، وسيكلفها بالشراء، والذهاب وحدها!

صديقتي الأخرى كان الموقف الذي لا يعنيها مؤلماً لها أيضاً من خلال محاولتها التذكر لمرات ذهب فيها معها زوجها إلى السوق، المهم تركت الصديقات المحل وغادرن دون شراء نقمة على تلك المرأة التي قد يكون الرجل زوجها ويحبها ويسعد بالشراء لها كما حاولت أن أقول لكن كنت أجابه جيشاً وحدي يصر على أنه ليس هناك زوج في هذه الأيام يدفع بهذا البرود، وثانياً الرجل أنيق والمرأة أقل من عادية، وهو يبدو مغرماً بها ومعجباً، وثالثاً ليست صغيرة حتى يركض خلفها و...!

ونحن نواصل الحديث خارج المحل وفي المول المكتظ توقفت امرأة آسيوية تسأل بلهجة متكسرة عن أحد المحلات، فأشرت انني لا أعرف لأنني للمرة الأولى أزور المول، ولكن طلبت منها أن تذهب إلى مكتب الاستعلامات للسؤال، ابتسمت وشكرت وغادرت.. مشت قليلاً لكنها لاتزال أمامي، أمسكت بيد رجل يلبس اللباس السعودي واتجهت مرة أخرى علينا، ولكن إلى داخل الممر الذي نقف فيه، انتفضت صديقتي وقالت إلحقي.. هل تشاهدن ما شاهدته - هل هو زوجها؟ أم..؟ وكيف يمشي معها هكذا بهدوء وانسجام ويمسك بيدها؟..

غابت المرأة مع الرجل الذي معها.. وتداخلت الأصوات للتعليق، ووجدت نفسي أتداخل مع ما شاهدته ولم يلفت انتباهي كثيراً ومر عابراً، وتوقف أمامه غيري، وجدت نفسي أتساءل لماذا نشغل دائماً بالآخرين حتى لو ذهبنا من أجل قضاء ما يلزمنا؟

لماذا نحن فقط نعتني بالفرجة على الآخر في المطعم، والشارع، والسوق والطائرة؟

ماذا يعنينا ان دخل رجل وامرأة إلى مطعم يمسك كل منهما بيد الآخر؟ لماذا يعتقد البعض انها مستحيل تكون زوجته؟ لأنه لا أحد يمسك بيد زوجته التي يراها في المنزل واعتاد وجودها!

لماذا تظل أهم قضايانا متابعة الآخرين، وتتبع أخبارهم وكشف أستارهم؟ حتى السفر وبالذات للدول التي يتكدس فيها من نعرفهم تظل الملاحقة والمراقبة والتعليقات مستمرة؟

لماذا يظل البحث قائماً في سجل شخص صامت وغامض، ومنكفئ على نفسه لمعرفة ماذا لديه؟

لماذا نحن مشغولون ببعضنا وليس بأنفسنا؟

ولماذا لا نجد أحداً مشغولاً مهما طالت الإشارة الحمراء بالقراءة، أو التأمل أو ممارسة لحظة هدوء، أغلب من في السيارات من سائقين وركاب رجالا ونساء يمارسون التلفت على من داخل السيارات المتوقفة؟

هل هي التربية؟

أم هي سلوك مجتمعي فردي وجمعي دأب الجميع على ممارسته ببوصلة تتجه دائماً بلقافتها نحو الآخر، ولا تتوقف؟

هل ممارسته لا يمكن تفكيكها بسهولة، ولا علاقة لها بفكرة ان تكون متعلماً أو أمياً، بل هي قضية مرتبطة بعوالم افتراضية لا وجود لها إلا في ذهن من اعتاد على المراقبة، والمتابعة، والانغلاق على كل ما هو يحتاج إلى تفكير، واستفادة، وتجسيد واقعي وحقيقي للصورة التي أمامك، ولكنها لا تعنيك ولا علاقة لك بها إلا من خلال مرورك بجانبها!







توقيع : SALMAN
إذا خسرناك عضو فلا تجعلنا نخسرك زائر


الإرادة بركان لا تنبت على فوهته أعشاب التردد

حيــــــــــــــــــــــــــــــاكم الله في حسابي على تويتر :
SALMANR2012@
Digg this Post!Add Post to del.icio.usBookmark Post in TechnoratiTweet this Post!
رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
 
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
هذه الكتب ما لها وما عليها SALMAN سواليف كتاب الصحافة 0 02 / 05 / 2020 53 : 04 PM
حينما يكون الخلاف بينكما إبستمولوجياً إشكالية في المجالس العلمية SALMAN سواليف كتاب الصحافة 0 09 / 03 / 2020 35 : 08 AM


الساعة الآن 44 : 02 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir
ملتقى النخبة 2005