|
خـــــــــــدمات الأعضــــــــــــاء
|
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
|
LinkBack | أدوات الموضوع |
المشاركة رقم: 1
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
الممارسة المفقودة
الممارسة المفقودة
جريدة الرياض | الممارسة المفقودة تم ق ن نجوى هاشم لفت انتباهي حديثهما الذي وإن سمعته مرات عديدة، وفي أماكن مختلفة، إلا أن الاختلاف هنا في المفردات، وحدة رد كل منهما المازحة، والجادة معاً، والتي تعكس قناعات كل منهما! ماذا تفعلين في الاجازة بعيداً عن العمل؟ قالت لها بضحكة خفيفة «سأمارس الاسترخاء بهدوء، وتأمل ما حولي! أجابت وهي تعرف جيداً أن هذه الاجابة مستفزة لصديقتها، وردود فعلها عادة ما تكون قاسية ومغلَّفة بالتوتر، والسخرية، طبعاً (الفضاوة تدفع لكل ذلك، منذ أن عرفتك، وأنت تمارسين هذا الفراغ، وهذا الجنون، حاشا لله ما أنتِ صاحية،(كل ما أقول صحيتِ ،آلاقيكِ زي ما انتِ) وواصلت (الناس تركض، وتدوّر على الوقت الفاضي لتنجز به، وتستغل كل لحظة، وانت تستمتعين بالهدوء والبحلقة في الفراغ). (يا ريت عندي وقت مثلك كنت سويت فيه ما يفيد). وأنا أستمع لهما، وأعرف كلا منهما جيداً، شعرت أنني افقد التواصل في ظل ارتفاع صوت المشغولة، وإرهاق مفرداتها، وبرود الأخرى الذي يدفع إلى توتر الأخرى وفقدها السيطرة على نفسها خصوصاً بعد أن قالت لها (لم أر شيئاً ذا جدوى فعلتيه أو تفعلينه غير الذي تقومين به في المنزل، والعمل، ومع ذلك انت متوترة، ولا تمنحين نفسك فرصة الاستمتاع بالحياة). توقفت أمام عدم منح أنفسنا فرصة الاستمتاع بالحياة من مواقعنا المعتادة وليس بالسفر، والتنقل! توقفت أمام التوتر الذي نعيشه لفترات طويلة، ولا نحاول التعامل معه والتخلص منه! ماذا يمنع لو خصص كل منا خمس، أو عشر دقائق يومياً للجلوس بهدوء، وعدم القيام بأي شيء؟ قد يقول أحدنا: نخصص وقتا أطول ولكن لا يتسرب الهدوء إلى دواخلنا! أقصد التعامل مع هذه الدقائق بتفريغ تام لها من الهموم والعمل، والنكد، واختيار اللحظة والمكان الذي يدفع إلى التعايش معها والتركيز عليها جيداً. لا تفعل أي شيء فقط ركز على الأصوات داخلك، وعلى عواطفك، وعلى كل توتر موجود في عنقك وكتفيك وذراعيك وصدرك..! كما ينبغي ذلك! فتتخلص من الإجهاد في دقائق معدودة! حاول أن تجلس بهدوء لتبطئ خفقان القلب، وتخفف ضغط الدم، وهما من أبرز التأثيرات الناتجة عن الإجهاد! خطوات معدودة لا تساعد فقط على خفض التوتر وإنما توقفه! المشكلة أن الحلقة المفرغة التي ندور فيها يومياً لا مفر منها، وهذه السرعة المجنونة للحياة تدفع الغالبية إلى فقدان أعصابهم، وإلى التورط في ممارسات خاطئة وغير محسوبة، ومع ذلك لا يتوقف أحد لالتقاط أنفاسه! الكل يعتقد أن هذا الركض هو الذي سيسلمه مفاتيح الحياة، وأن هذا الركض المتواصل، هو الطريق إلى النجاح، وأن هذا التوتر، هو الضريبة الطبيعية التي ندفعها لنصل إلى الآخر، ولنفتح آفاقا أخرى! الكل يعتقد وهو يركض أن التوقف سيؤخر الإنجاز، أو سيمنحه لآخر، على الرغم من أن أغلب الراكضين لم يقدموا الجديد، أو ما هو خارق للعادة! الجميع يعمل، ولديه عائلة، والتزامات، مع الاختلاف في تفاصيل العمل، والأسرة، ولكن البعض يعتقد أن توقفه سيقلل من أهميته، أو إنجازه وأن حياته المعتادة هي الركض، ولذلك من غير الطبيعي أن يجد نفسه فارغاً ويمارس الاسترخاء لدقائق، مفرّغاً رأسه تماماً من الضغوط، والعمل والهموم! ولو توقف أحدنا أمام الوقت المهدر اليومي الذي تبدده في المواصلات، والصراخ والمناكفة على اللاشيء، والجلوس مع الآخرين، والحديث في الهاتف، وأمام التلفزيون والذهاب إلى الأسواق، لاكتشف أن أغلب وقته لا قيمة له ومع ذلك يتحجج بالضغط، وعدم وجود الدقائق المعدودة لممارسة التخلص من الإجهاد! الغالبية لا تعمل شيئا ذا قيمة عالية تتعالى به على من حولها، لكن تحاول إقناع الآخرين، ونفسها بهذا الانشغال الذي قد يمتد حتى للسفر حتى يتواصل الركض والإجهاد في الأسواق والمطاعم، وجلسات الأحاديث المكررة، مع توتر لما لم يتحقق! هي ثقافة فقط وخاصة تدفع في جزء منها الأغلبية إلى التوتر، وعدم البحث عن طرق للخروج منه، ومع ذلك هل توجد طرق لتعليّم ممارسة الاسترخاء؟ هل توجد طرق لضبط الإجهاد؟ ربما..
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|