|
خـــــــــــدمات الأعضــــــــــــاء
|
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
|
LinkBack | أدوات الموضوع |
المشاركة رقم: 1
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
سفر كل سنة
سفر كل سنة
نجوى هاشم تم ق ن http:// جريدة الرياض | سفر كل سنة الأحد الماضي تركتُ مقال الممارسة المفقودة مفتوحا بسؤالين أولهما : هل توجد طرق لتعلم ممارسة الاسترخاء ؟ وهل توجد طرق لضبط الإجهاد ؟ الواقع أنه في دراسة ميدانية أمريكية جرى تعليم عدد من الأشخاص طريقة تأملية لضبط الإجهاد ، وشعر هؤلاء الأشخاص لاحقا بمقدار أقل من التوتر ، وظهرت عليهم أعراض أقل مثل الصداع ، وتبين أيضا أن كل الأعراض مثل المراوحة من قرحة المعدة وقروح البرد إلى الربو والسرطان ترتبط بمستويات الإجهاد المرتفعة حتى إنها قد تفاقم تقهقر فقدان الذاكرة مع التقدم في العمر ! طرق بسيطة وفي متناول أي منا للتغلب على الإجهاد والتوتر ، ولا حاجة أبدا لأن يقلب الإنسان حياته رأسا على عقب للهروب من الإجهاد ، فقط عليه ان يغلق عينيه ويتنفس بعمق بضع مرات متتالية ، وسوف يجد نفسه قد استعاد هدوءه خلال دقيقة أو دقيقتين ! عليه أن يتعلم كيف يضبط أعصابه ليشعر بضغط أقل ، عليه أن يحاول الوصول إلى تقنيتين أو ثلاث يستعملها عندما يشعر بارتفاع مستوى الإجهاد لديه ! يضحك وهذه تقنية قد تكون مفقودة لدى الكثيرين ، خاصة أن الضحك الجيد يخفف هرمونات الإجهاد ، ويعزز المناعة ، كما أن التأثيرات المفيدة للضحك يمكن أن تستمر 24 ساعة أي ما يكفي ليحين موعد البرنامج الآخر مرة أخرى ، ويقصد بالبرنامج ، مشاهدة برنامج تلفزيوني كوميدي وبالذات في نهاية نهار حافل بالإجهاد . وعلى الرغم من أن الضحك كما يقولون ببلاش ، إلا أن هناك من يعجز عنه أو يستمتع به لكسر ما يعاني ، وتفريغ دواخله الكئيبة ولو للحظات ، ورغم أن الموقف قد يستمر لدقائق ، أو المشاهدة ، إلا أنك ستظل مفعما بإحساس جميل ، ومفرح ، ومخفف من ثقل الهموم الباقية ، وهو ما ينعكس عليك في اليوم التالي عندما تقابل الآخرين بابتسامة ووجه مريح ! قد لا يتعامل معها من أدمنوا ليس الإجهاد ، والتوتر ، بل والكآبة والتي وأن تعايشوا معها إلا أن لديهم قدرة خارقة على نقلها إلى الآخرين ، ونثر الهواء سوداوية وضيقا وتململا ! هذه الأيام والمسافرون في كل مكان ، والأسر تحتمي بالهروب إلى أي مدينة عربية أو أوروبية لتبتعد عن حرارة الصيف ، وتتخفف من أحمال عام كامل من العمل والإجهاد والضغط النفسي ، والتكرار لكثير من الصور ، نجد البعض عندما نلتقيهم حتى وإن لم نعرفهم إلا أننا نتجاذب بحكم أننا من نفس البلد ! تجد الأب في مطعم ، أو كافيه ، أو حتى في السوق ، عندما تتسوق الأسرة مهموما ، غضبانَ ، لا يعرف الابتسامة ، وكأنه مجبر على السفر ، رغم أن السفر اختياري وهو في حد ذاته تغيير ، والتغيير قد يحصل وانت في نفس المكان ، ولا يقصد به السفر ، المهم تختلف أنت وداخلك ! يسافرون ولكن لا يتخففون من همومهم . مشاكلهم ، ولا يغيرون وجوها اعتادوا عليها ! ولا يغيرون الأماكن التي يترددون عليها كل عام ! نفس الأصدقاء ، ونفس الأقارب الذين معهم هنا وفي مدينتهم ، نفس المشاكل يطرحونها ، نفس القضايا يناقشونها ! بل قد يذهب البعض إلى أماكن بحثاً عن أصدقاء أو معارف سعوديين على اعتبار أنهم يترددون على ذلك المكان ! في كل عاصمة يتواجد فيها جماعتنا يمارسون نفس الطقوس السنوية المعتادة ، تجمع مع نفس الوجوه التي عرفوها لأعوام ، الذهاب إلى السوق في النهار ومن ثم المطاعم ! سرب من النساء وسرب من المراهقين والمراهقات ، وجماعة من الرجال يتحركون وحدهم ، ركض طول النهار يبدأ من بعد الظهر حتى آخر الليل دون هدف أو جدوى سوى أنهم مسافرون ولابد من هذه التحركات المعتادة ولقاء فلانة أو فلان ، وفي نهاية السفر (ما المردود من هذه الرحلة ؟)، (ما الاستفادة الجديدة ؟) ،(هل غسلنا الهموم ؟ هل تجاوزنا إجهاد عام كامل ؟) أشك في ذلك لأن الرحلة اعتمدت فقط على التغيير المكاني الظاهري وليس المضمون ، لم يبحث المسافر عن تغيير الوجوه أو اكتشاف أماكن جديدة أو التعرف على ثقافة الشعب الذي حل عليه أو يأتي إليه كل عام دون أن يعرف تاريخه أو حضارته ! لم يمارس الاسترخاء مع نفسه والجلوس وحيدا ، أو التنقل ببساطة واستخدام كل ما يستخدمه هذا الشعب بعيدا عن التباهي أمام نفس المجموعة التي اعتاد عليها . هو طقس سنوي للسفر مع الجماعة أو الأصدقاء ، وهو ممارسة معتادة ليس بها أي جديد ، سوى تكثييف الإجهاد والتعب وإضافته إلى فاتورة السنة ! سفر سعيد ومختلف لمن سافر ، وإجازة هادئة لمن لم يغادر وبإمكانه أن يمارس لحظات ممتعة من الاسترخاء والابتعاد عن التوتر !!!
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|