|
خـــــــــــدمات الأعضــــــــــــاء
|
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
|
LinkBack | أدوات الموضوع |
المشاركة رقم: 1
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
حكاية وراء كل باب
حكاية وراء كل باب
تم ق ن جريدة الرياض | حكاية وراء كل باب نجوى هاشم كانت مراهقة جميلة، ومن ثم شابة مقبلة على الحياة، متشبثة بالأمل، ولدت هنا في هذه البلاد، من أبوين عربيين، فتاة واحدة بين أربعة من الإخوة! تسافر كل عام إلى مدينتها الساحلية مع والديها، وتقضي الإجازة كاملة، وتعود مرة أخرى سريعاً إلى هنا، وكأن هذا المكان يستعد للمغادرة! فجأة وقبل أن تكمل دراستها الثانوية توفي والداها تباعاً في أسبوع واحد، توفيت والدتها بسكتة قلبية، وبعدها لحق الوالد بحادث مروري! غاب الوالدان، وانكسر الأمل، وتحطمت ملامح الحياة التي طالما شكلتها، ولم يتبق لها سوى الإخوة، تحاول أن تحتمي بهم من الزمن الغادر القاسي! عندما سألتها: ألا يوجد لديك أقارب تحتمين بهم هناك، وتبقين معهم بدلاً من الحضور إلى هنا دون أهل، وبعد فقدانك والديك؟ قالت: توجد خالاتي، ولكن أنا لا أعرفهن كثيراً، ولم أعش معهن ولا أستطيع أن أحيا إلا هنا.. ولدتُ هنا، وأحب هذا المكان، ولن أغادره! مرت الأيام موجعة، وتزوج الإخوة من مواطنات سعوديات، وظلت هي تنتظر ما سيأتي به القدر! وقد جاء عندما بلغت ٢٦ عاماً، طبعاً لم تكمل دراستها الجامعية (لأنها غير سعودية) وحضرت لتسألني، وتستشيرني في العريس السعودي الذي تقدم لها! سألتها: كم عمره؟ أجابت ٦٢ عاماً، وعندما حاولت أن أسألها، وقبل أن أبادر أجابت (هو سعودي وهذا يكفي، لأنني أنتمي إلى هذا البلد، وأريد أن أبقى فيه ولا أغادره، عمره مش مهم فقط ستكون لديَّ عائلة، وسأجد رجلا يعتني بي ويهتم، وقد أرزق بطفل، أو طفلة، يغير ملامح الحياة ويعيد إليها وهجها)! هل لديه زوجة وأبناء؟ أجابت: لديه زوجتانن وخمسة عشر ابناً وابنة، غالبيتهم أكبر مني؟ هل هو غني؟ مستور، كان موظفا وسوف أعيش مع زوجته الأولى وبناتها اللاتي لم يتزوجن في غرفة خاصة بي! أبديت رأيي لحظتها لأنني دائماً أرى أن النصائح لمن هم مقبلون على الغرق وليس أمامهم سوى البحر، لن تمنع غرقهم، (قلت لها أعيدي التفكير والنظر مرة أخرى!) تزوجته، واختفت في نفس المدينة، وغاص كل منا في حياته، وتباعدت الظروف بيننا حتى تقابلت معها صدفة منذ أيام في أحد الأماكن، ولم أعرفها، لتغير ملامحها، وتراكم الهموم عليها، وردة ذابلة، وملامح غائبة عن الحضور، تحمل معها طفلين، تكاد تغادر الحياة، سألتها: ما أخبارك؟ قالت: كما ترين؟ هل حصلت على الجنسية؟ لا أعرف لماذا كان هذا سؤالي الأهم، لأنني كنت أثق أن زواجها بسبب الجنسية، وحقها الطبيعي في بلد ولدت به ولم تغادره منذ ثلاثين عاماً! قالت: طبعاً لا. وأردفت: باختصار تزوجت ذلك الرجل وفوجئت بقسوته، وعنفه، وضربه المستمر لي، ورفض إخواني للطلاق، ورفضه هو أيضاً، لكن المفاجأة الأقسى التي تناسيتها، أنه أصبح كفيلي. وبالتالي لا أستطيع أن أغادر، وأتحرك إلا بأمره، رجل يخلو قلبه من الرحمة لا يناديني إلا من خلال جنسيتي، وليس اسمي، يواصل تهديده اليومي لي بأنه سوف يعيدني إلى بلادي دون أطفالي، أعمل شغالة للأسرة بعد أن غادرت الشغالة ، زوجته وأبناؤه أكثر رحمة بي. ومعاملتهم أفضل كثيراً، ليس لدي شيء، حتى ملابسي ألبسها مع بناته بمعنى أنه لا مال ولا شباب، ولا سكن، ولا معاملة حسنة، ولا جنسية وهذا هو مربط الفرس! لقد قال لي لا تحلمي بالجنسية مالك عندي شيء، وأنا ما أجنس الأجانب! غادرتني وهي تقول باستسلام: (الله يختار الطيب). وهي تغادر تذكرت ما قاله لي أحد الأقارب من أن زميلاً له في العمل متزوج من أجنبية منذ خمسة عشر عاماً وهو رجل غير جميلاً أو مقبول بمعاييره هو وأنجبت له خمسة أطفال، وبعد كل هذه السنوات يرفض تجنيسها، لسبب تافه جداً لأنه يعتقد جازماً أنها لو تجنست، وهو الغرض من زواجها منه، واحتمالها له قد تتركه وتطلب الطلاق وبالتالي لا جنسية وتظل هكذا حتى تموت! شاب آخر تزوج شابة عربية يتيمة ومعدمة وهو عاطل عن العمل ومفلس، ولا يبقى في أي عمل أسبوعا، ولا أعرف لماذا تزوجته؟ وظل عاطلاً حتى الان رغم أن لديها منه ولدين قبل العاشرة من عمرهما، المهم ظل الوالد يساعده قدر المستطاع، وهو نائم، ويدفع أهله ثمن تزويجه الذي لم يكن يريده، الآن عادت إلى أخيها المعدم معلّقة، دون طلاق والذي يعمل عاملاً بالأجر اليومي ونام هو في منزله يستلم شهرياً الضمان الاجتماعي له وللوالدين، ويصرفه على نفسه وهو من حق الأبناء. ضاع حلمها في الزواج أو الجنسية، التي يصر أن لا يمنحها لها أبداً كما يقول لأنها لا تستحق وأجنبية، وهو العاطل عن العمل، والزيادة على هذا الشعب ولا يستحق أن تتزوجه امرأة سوية! هي تبحث عن عمل ولكن تركض خلفه لتجديد إقامتها! السؤال من يوفر الحماية الإنسانية لمثل هؤلاء النساء؟ من يمنحهن حقوقهن في الحصول على الجنسية وهو حق مشروع؟ من يرفع عنهن هذا التهديد الذي يتمثل في الحرمان من الأطفال، ويحميهن من تعنت هؤلاء الأزواج الفاشلين؟ مطالب مشروعة لنساء عاجزات، في ظل قانون بطيء وبارد ويقف متفرجاً أمام هذا العبث، متفرجاً أمام امرأة قد تُرحّل دون أطفالها القصر وهو ينظر إليها من قبِل أزواج لا يستمدون كرامتهم إلا من خلال كسر كرامة مثل هؤلاء النساء وسلب حقوقهن!
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
حكاية وراء كلّ باب | SALMAN | مقالات صحفية 2011-2019 | 0 | 21 / 06 / 2020 08 : 05 PM |
حكاية وراء كل باب | SALMAN | مقالات صحفية 2011-2019 | 0 | 21 / 06 / 2020 05 : 05 PM |