|
خـــــــــــدمات الأعضــــــــــــاء
|
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
|
LinkBack | أدوات الموضوع |
المشاركة رقم: 1
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
دائرة الحماية الذاتية
دائرة الحماية الذاتية
جريدة الرياض | دائرة الحماية الذاتية تم ق ن نجوى هاشم عندما تتيقن أنك لن تعيش سوى مرة واحدة، رغم تغير كل الأمكنة، وعندما يتوارى ذلك الجدل المحسوم لديك أصلاً، بأن اللحظة التي عبرت، أو ستعبر بعد قليل لن تعاود العبور مرة أخرى، تجد نفسك تلقائياً، تتمسك جيداً بكل اللحظات التي تخصك وتحاول جاهداً أن تستغل كل جزء منها مهما كانت أهميته، ومهما كانت تفاصيله! تجد نفسك تتمسك بهذه الحياة التي هي في الأصل لك، ولن تتصور على الاطلاق أن يسلبك أحدهم إياها! تتمسك بها لأنك تقيم داخلها، تحتل الضفة التي أتت بها وتكتفي بالنظر إلى الضفة الأخرى التي هناك، تبتعد عنك حتى لا تمارس تبديد طاقاتك بعيداً عما لا يشكل لك أي أهمية! متعة الحياة لدى من حسموا الجدل في الوعي بها تتمثل في قدرتهم على الذهاب بعيداً أكثر مما يتصورون هم، وليس من حولهم! تتمثل في قدرتهم المتأنية على قراءءة المعاني، واحتواء الأحداث اليومية، وعدم التأثر بالسلبيات، أو البقاء داخلها، للاستمتاع بأوجاعها! والهروب، وتجاوز المرارة في دفتر الحياة لا يعنيان أن ذلك الشخص متبلد، أو لا يشعر بما حوله، أو عاجز عن تفهم حجم ما أصابه، أو يمر حوله، ولكن عدم توقفه الطويل وعبوره إلى الضفة الأخرى، يعني أنه يملك الكثير من التعقل للمغادرة، والتحرك حتى لا تصبح الأرض التي يقيم عليها هي المكان الوحيد الملائم للحياة! وعندما يغادر المكان عليه، أن يخلع رداءه ويتركه بجانبه لأن المكان لن يتغير عندما نصل إليه بما نحن عليه، ولذلك تجد أحدهم في بعض الأحيان يشتكي من الاختناق من المكان، ويصرخ من ضيقه رغم اتساعه ويصر على المغادرة منه إلى أي مكان، قد يشكل له انفتاحاً آخر على الحياة، يفتح له أبواب الأمل، ويغلق نوافذ ما يشعر به من ألم. وعندما يدخل المكان الجديد، أو المختلف كما تخيل هو، يسارع إلى طرح همومه، واستعادة ما حلّ به، أو مناقشة أوجاعه في داخله، وفجأة يستشعر أن المكان لا يختلف عن المكان القديم الذي كان مخنوقاً فيه، وأن التغيير المكاني، لم ينجح في جعله يتجاوز محنته، أو يبدد آلامه! من الطبيعي أن لا ينجح هذا المكان في تفكيك أوجاعه، وأن يساعده في التخلص منها، وسيندرج ذلك على المكان الآخر الذي سيهرب إليه، حتى وإن كان داخل جزيرة، أو يحمل ضفته التي سيحتويها بمجرد قدوم هذا الزائر الموجوع إليه، والسبب أنه ببساطة ذهب إلى المكان وارتاده بهمة، وليس متخلصاً منه، أو راكناً له في مكان قصيّ من داخله، أو متناسياً لفترة، ولذلك من غير المنطقي أن نحمّل الأمكنة دائماً سلبياتنا، متجاهلين أنها تحمل صفة الثبات والجمود، ونحن من نحلّ عليها ونحتمي بها محمّلين بما لدينا من أحاسيس مختلفة، مستسلمين لفكره أن المكان دائماً ملاذ آمن من كل الأوجاع، وأن الأرض الطبيعية للسكون خاصة ان كان جديداً! عليك أن تستعدد جيداً وأنت تصل إلى مكان جديد باحثاً عن الأمل، وعن الفرح، بإرسال إشارات ايجابية إليه للاحتماء من حافة الهاوية التي كنت فيها من لحظات! عليك أن تستمتع بالحياة كما كُتبت لك ضمن سياق وإحساس أنها تأتي مرة واحدة، وأن خسارة لحظة تعني أحياناً خسارة كل الأوراق، وأن ما يؤلمك اللحظة ويفوق احتمالك، ربما يكون غداً كذلك مهما حاولت أن تبقيه كما هو، وأن اللحظة الآنية، حتى وإن كانت قد وصلت إليك مسمومة، وتجرعتها، فمن المؤكد أنها ترياق للبقاء أكثر قوة وتحملاً للضغوط القادمة! لذلك دائماً ما نجد أن من يستمتعون بالحياة، ولا يتوقفون أمام كل شيء على اعتبار أنهم اعتادوا على مواصلة السير شأنهم شأن أيامهم هم من تأكدوا أن الاستسلام لذاكرة جروح الأمس ستنال من رصيد ما سيأتي غداً! وبالتالي عبروا بأحلامهم الكبيرة إلى الأمام، مستندين إلى دائرة الحماية داخلهم، وليس من الأيام نفسها!
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
توسيع دائرة حضور ما سيأتي | SALMAN | مقالات صحفية 2011-2019 | 0 | 18 / 06 / 2020 52 : 08 AM |
دفء الحماية | SALMAN | مقالات صحفية 2011-2019 | 0 | 18 / 05 / 2020 06 : 11 AM |