|
خـــــــــــدمات الأعضــــــــــــاء
|
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
|
LinkBack | أدوات الموضوع |
المشاركة رقم: 1
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
حقك الإنساني
حقك الإنساني
تم ق ن جريدة الرياض | حقك الإنساني نجوى هاشم يخذلك القاموس وأنت تبحث عن لفظ مناسب تستوي داخله لتصف حالة القلق التي تعيش فيها! تسخط على القاموس.. تشعر أنه لامعنى لكل هذه المفردات المتعددة، والأحرف الكثيرة إذا لم تستطع أن تؤدي مهمتها في تحديد ما يعتريك بكلمة واحدة أو كلمتين ! خريطة الهموم المتعددة لم تعد ترتسم في المخيلة فقط، بل أصبحت تلامس الواقع وتتدفق في داخلها أوردة وشرايين تبدو أنها ليست بحاجة إلى استجداء أحد لإيقاف تدفق صراعاتها! كثيرة هي الحالات التي نعبر من خلالها إلى دواخل القلق... وكثيرة هي الأوقات التي ظلت مهمتها مقتصرة على صناعة حُزم ضوئية متكاملة من القلق! هل البيئة التي لا تتحمل أثقالها هي من تنهكنا بقلقها؟ هل هذا الظل العالي من الوجع اليومي هو من يحاصرنا بصراعاته الداخلية، ويغلق معها مسامات النفاذ إلى زمن مفتوح يحمل تهويته الخاصة؟ هل هذا التحمل الإضافي الذي اعتدنا أن نعيش داخله هو من يزرع فراشات القلق في أجسام قد تنوء بحمل مثل هذا الحمل الثقيل؟ الكثير يشتكون من القلق ويعزون ذلك إلى المكان الذي لا ذنب لهم أنهم ولدوا فيه! ولاذنب لهم أنهم يعيشون داخله! ولاذنب لهم أنهم وجدوا أنفسهم يتجذرون في أعماقه! ولاذنب لهم أنهم يتلامسون داخله مع من حولهم من خلال الهوية وليس الانتماء كما يرون! الانتماء بمعناه المفتوح للمكان.. والزمان.. والأشخاص والعمل.. والحياة بتفاصيلها في المكان ذاته! يقلق البعض وقد يعرفون السبب لكنهم يتوارون داخله بعيداً عن تلك اللحظة التي لا يتمنون القبض عليها أو مواجهتها وهي لحظة الحقيقة القاسية! يقلقون لإحساسهم بعدم الانتماء للمكان العملي مثلاً.. فالبعض يشعر بغربة مكان العمل.. بعدم القدرة على التعامل مع من حوله ربما لعجزه وعدم قدرته على التكيف وتسيير الأمور.. وربما لأن بيئة هذا العمل طاردة.. وغير جيدة أو مساعدة على أن يتأقلم الشخص داخلها.. عاجزة عن احتوائه.. أو توفير إحساس بالأمان له.. مما يجعله عاجزاً عن الانتماء إليها.. قلقاً.. متوتراً متعاملاً معها بنظام تذويب الساعات القلقة والمملة حتى يعود إلى منزله وبالتالي يظل إحساس عدم الانتماء محاصراً له.. مستكيناً وساكناً داخله من هذه البيئة العملية القاسية وبالتالي هو دائماً يردد دون أن يشعر أنه غير منتم لهذا المكان.. بل إنه يشعر بالاختناق - وإن ما يربطه به هو لقمة العيش .. ومع عدم فهم الآخرين لذلك يبدو أمامهم غير منتمٍ.. وأنه رافض ومتمرد وغير قادر على التأقلم مع من حوله، بالرغم من أنهم هم ايضاً رافضون لأشياء أخرى قد يكون هو متوائماً معها! قد يمر زمن طويل وهو عاجز عن تصحيح هذه الصورة.. أو كسر حدتها.. لكنه يظل محاصراً بالقلق الذي يعيشه.. محاصراً بتفنيد هذه العلاقة المحيطة به مع من حوله! محاصراً بوضعه معهم كإنسان وكفرد يفترض أن يذوب ضمن هذه المجموعة غير المتآلفة!محاصراً بنمط تفكير لايسمح له بالصراخ أو الرفض إلا في حدود مقننة! لكنه ليس محاصراً كما يشعر بعدم القلق.. أو الاحتفاظ بحقه في أن يعيش رفضه كما يريد بصفته الإنسانية والتعبيرية!
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الإنصات الإنساني والإنصات السياسي | SALMAN | مقالات صحفية 2011-2019 | 0 | 21 / 06 / 2020 43 : 02 PM |